القصة كاملة: إلغاء حفل الفنانة شيرين في الخرطوم

 


 

 


المطربة المصرية قبل إلغاء حفلها: لا أدري ماذا سأفعل إذا حرم الإسلاميون الفن في مصر !

ميدان التحرير يجب أن يستمر دون تعطيل لمصالح الناس .. و نهاية القذافي عبرة لكل طاغية بأن الله موجود


القاهرة- الخرطوم- أفريقيا اليوم/ صباح موسى sabahmousa@hotmail.com
عندما قرأت خبرا بأن الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب سوف تقيم حفلا غنائيا لها بالخرطوم في رأس السنة، سارعت وبادرت على الفور بالإتصال بها، لتؤكد أو تنفي لي هذا الخبر، ولكنها قالت لي أنها لن تغني بالخرطوم بل ستغني بمدينة دبي، وتحدثت واستفاضت عن حبها للسودان، وعن اشتياقها لجمهورها الحبيب به، وطلبت مني أن أهنئ الشعب السوداني بالعام الجديد، وعن أمنيتها في تكرار تجربة الغناء بالخرطوم لما لها من ذكريات جميلة في نفسها، وانتهى الحديث لأفاجأ مرة أخرى بعد يومين بأن شيرين تتصل بي مبتهجة وسعيدة، وقالت إنه  بالفعل كانت هناك مشاورات مع مدير أعمالي عن حفل بالخرطوم، ولكنها كانت غير مؤكدة، والآن تأكدت وأنا سعيدة جدا وأنتظر هذا الحفل لإشتياقي لجمهوري الجميل بالسودان والذي لم ألتقيه منذ ثلاث سنوات.

شيرين ببراءة شديدة كان يبدو في صوتها مشاعر سعادة حقيقية وفرحة غامرة للغناء مرة أخرى بالخرطوم، فهي مختلفة هذه المرة، فعندما اتصلت بها قبل سفرها المرة الأولى للغناء الخرطوم كانت مرتبكة، وكأنها تخشى الجمهور السوداني الذي لم تلتقيه من قبل، وسألتني عن أشياء كثيرة وقتها عن السودان وعن الناس، و  طمأنتها بأن الشعب السوداني طيب كريم ومضياف ويعشق الفن الأصيل، وقلت لها أن تجربتك مع السودانيين لن تنسيها.
وعندما أتيت إلى الخرطوم فوجئت بأحد القائمين على مستشفى سرطان الأطفال يتصل بي وينفي تماما وجود أي تعاقد مع شيرين للغناء لصالح المستشفى بالخرطوم، وقال لي أن هناك جهات دائما تستغل اسم المستشفى في الدعاية، وطلب مني ان أبلغ شيرين هذا الكلام، اتصلت بمدير مكتب الفنانة المصرية   أيمن نابليون، واستفسرت منه عن الجهة التي تعاقدت معه بالخرطوم فقال لي أنها دكتورة تدعى بثينة قالت له أنها مدير مستشفى الذرة، وأنها أرسلت له مخرج سوداني يعيش بالقاهرة اسمه عبد الرحمن وجاء ومعه كل الموافقات من السفارة السودانية بالقاهرة واتفقنا مبدئيا على أن تقيم شيرين حفلا بالخرطوم يوم 21 من الشهر الجاري، وقالت لي أيضا أنها سترسل   هيثم كابو رئيس تحرير جريدة فنون ليتمم التعاقد معنا، فاتصلت بـ كابو لأعرف تفاصيل الموضوع فقال لي بالفعل أنا المسئول عن هذا الحفل ومستشفى السرطان ليس له علاقة، وأن شيرين سوف تأتي بشكل تجاري، وأنا بصدد اخراج التصاريح الأمنية وسوف أسافر إلى القاهرة في موعد أقصاه 4 يناير حتى أوقع العقد معها، وهنا انتظرت إلى هذا التاريخ، لأتلقى تليفونا آخر من مدير مكتب شيرين يؤكد لي أن شيرين لن تغني في الخرطوم، وأن الجهة التي اتفقت معهم لم تأت  ولم توقع عقدا، وطلب مني أن أنشر هذا الحديث، حتى يتوقف أي نوع من الدعاية عن مقدم شيرين إلى الخرطوم

"أفريقيا اليوم" www.africaalyom.com كانت قد أجرت حوارا مع النجمة المصرية قبل إلغاء حفلها والتي طلبت فيه أن يعبر عن مدى سعادتها وحبها لهذا البلد، وطلبت أن نبلغ السودانيين أنها  سوف تأتي  للخرطوم لأغني للسلام وكلها  أمل أن يكون العام القادم عام لم الشمل لكل السودانيين.
وفيما يلي نص الحوار.

شيرين في البداية ماهو  شعورك وانت تذهبين للغناء للمرة الثانية بالخرطوم؟
-    من يومين عندما اتصلت بي لتتأكدي هل أنا سوف أغني بالخرطوم قريبا، كان الإتفاق مازال مبدئيا مع مدير أعمالي، ولم يكن تأكد بعد، وعندما حدث الإتفاق على الفور بادرت بالإتصال بك لسعادتي الغامرة بقرب لقائي بجمهوري الحبيب بالسودان، فهذا الشعب دون مجاملة قريب جدا إلى قلبي، لإحساسسي بعدم الغربة وأنا معه، بالإضافة إلى أنه جمهور مثقف وحساس وأهم شئ إحساس السودانيين بالفن الجيد المحترم، ولذلك أجد نفسي تماما معهم.

ستغنين لصالح من بالسودان؟
-    سأغني لصالح مستشفى السرطان للأطفال، وهو حفل خيري سيقام في استاد المريخ، ووفق الإتفاق المبدئي سيكون يوم 20 يناير، وسوف أذهب الخرطوم يوم 19 يناير لعمل بروفات، وسأعود ان شاء الله يوم 21 يناير لإرتباطي بأعمال أخرى كثيرة، ولو كان الأمر بيدي  لكنت أقمت أسبوعا في السودان فأنا حقيقة أحب هذا البلد وشعبه.

هل لديك ذكريات عن غنائك المرة الأولى بالخرطوم؟
-    بالتأكيد عندي ذكريات... فلم أكن أتخيل هذا الإستقبال الكبير وهذه الحفاوة وهذا الترحاب، كنت أتذكر وأنا أغني في الخرطوم المرة الأولى إستقبالهم في الستينيات للعظيمة أم كلثوم وكنت أقول كم هذا الشعب عظيم، كنت أتمنى ربع هذا الإستقبال، وإذا بهم شعب طيب مضياف قابلوني أكثر مما توقعت، لا أنسى أبدا زحف الجماهير خلفي لوداعي بمطار الخرطوم بعد إنتهاء الحفل وكنا بالليل ومع ذلك أصروا على وداعي بهذا المنظر الذي لا يمكن أن أنساه أبدا.

ماهو جديد شيرين في المرحلة المقبلة؟
-    سوف ينزل ألبومي الجديد ( إسأل علي) إلى الأسواق في شهر يناير ان شاء الله قبل سفري للخرطوم، وان شاء الله يكون فاتحة خير فأنا متفائلة جدا وزيارتي للخرطوم في بداية العام تعطيني مزيدا  من هذا التفاؤل.

الفنانون في مصر الآن منزعجون من فكرة وصول الإسلاميين للحكم لأن ذلك يمكن أن يغير في الساحة عموما. شيرين ألديك هذا التوجس وهذا الخوف؟
-    أنا أتصور أن فكر الإسلاميين تغير، وأن لديهم مساحة للتفاهم والحوار، ولو حرم الفن لست أدري ماهو تصرفي وقتها، فأنا لا أملك غير مهنتي هذه وكذلك زوجي، لكن مايجعلني أتفاءل بأن هذا لم يحدث بأنني عند مروري بشارع الهرم أجد مكانا به اسلاميين يبيعون ويشتروا فيه، وتصوري لو كانوا متشددين  ما أتوا إلى شارع الهرم، على أي حال أنا أحترم أي شخص سيحكم  مصر لأنه سيكون اختيار المصريين، وحتى لو كان اسلامي لا أعتقد أنه هايحرم الفن وهايقطع رزق وعيش ناس كتير في هذا المجال.

شيرين انتخبتي مين؟
-    الكتلة المصرية

لماذا؟
-    لأنهم مجموعة متنوعة فكرهم وسطي ليس به تشدد ولا تسيب أيضا، وهم ناس فاهمين وناجحين، وعاوزين يطوروا مصر، ويكفي اسمهم الكتلة المصرية وأنا مصرية جدا.

ومارأيك في حكومة الجنزوري؟
-    مستبشره بها فالجنزوري بيطلع وبيتكلم حتى يفهم الناس كل شئ، وأرى أن الأوضاع تتحسن، ونجاح الإنتخابات مؤشر جيد جدا أن مصر هاتتغير للأحسن، أيضا الإقبال عليها شئ جميل فأنا متفائلة  بالمستقبل.

هل أنت مع أن يستمر ميدان التحرير؟
-    طبعا كلنا مع ميدان التحرير، فهو الذي أتى بكرامة وعزة المصري، ولكني أرى في هذه المرحلة ألا تتوقف المصالح، أريد أن تمشي عجلة الإنتاج والبلد، وأمامي بلد مثل الهند تفوقت علينا جدا، رغم مشاكلهم ومعانتهم من الفقر.

وكيف ترين الصورة في سوريا؟
-    حقيقة أنا غير قادرة على فهم مايحدث بسوريا، هل بشار الأسد عنده حق أم لا؟ أكون كاذبة لو قلت رأي، لأنني حقيقة لا أفهم الوضع السوري، لكن يصعب علي  قتل وتشريد السوريين، فالشعب السوري في منتهى الرقي ولا أحب أن يحدث له هكذا، لا أملك إلا الدعاء بالتوفيق لما فيه مصلحة سوريا والسوريين.

ورأيك في نهاية القذافي؟
-    عندما وجدت هذه النهاية للقذافي أيقنت أنها عبرة وحكمة من الله عزوجل، أن لكل ظلم نهاية، وحسيت بأمل أن لكل جبار نهاية مرة، وأن لكل فاسد نهاية، فماذا فعلت له هذه الأموال الطائلة الآن؟ بالتأكيد ونعم بالله من هذه الدروس والعبر في حياتنا.

شيرين كلمة أخيرة لجمهورك بالسودان؟
- أرجو أن توصلي لهم أن تأكيد الحفل بالخرطوم كان الحلم الذي تحقق، فالفنان دائما يشتاق لجماهيره وعشاقه، وأنا اشتقت للسودانيين كثيرا وكنت أتمنى أن أذهب لهم مرة أخرى، وأرجو أن تبلغيهم أيضا أنني سوف آتي الخرطوم وكلي حب وأمل، وبعيد عليهم بالعام الجديد، وأتمنى العام القادم ان شاء الله  يكون عام وحدة واتفاق لكل السودانيين، وأن ينهي الحرب في كل مكان، وأن يلم الشمل، ويكون عام سلام وخير على كل أهلي بالسودان.

 

آراء