الكذب والتدليس الكِيزَانِي
فيصل بسمة
15 February, 2025
15 February, 2025
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
ساقتني الشَّلَاقَة و قِلَة الشَّغَلَة إلى مشاهدة تغطيات قناة الجزيرة مباشر للأزمة السودانية و من ثم الإستماع إلى أكاذيب العديد من الشخصيات الكيزانية المعروفة و المغمورة و إلى تخريفات أرتال من المُتَكُوزِنِين و إلى هطرقات إعلامي زمن الغفلة و التيه الكيزاني و إلى إفترآءات الجميع على ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية و تدليسهم على مواقف قوى الحرية و التغيير (قحت) و تنسيقية القوى الديمقراطية و المدنية (تقدم)...
و يبدو أن التعليمات الصادرة لأعضآء التنظيم الكيزاني و المُتَكَوزِنِين هو الإجتهاد ، و بأعظم قدر ممكن ، في التوظيف/الإستخدام الأمثل للكذب و التلفيق و التدليس بهدف طمس الحقآئق و ممارسة التغبيش و تشويه سمعة ”القحاطة“ و (تقدم) ، و ذلك بإفتراض أن الشعوب السودانية بسيطة ، و لا تمتلك ذاكرة ، و يمكنها تَقَبُّل: الخدع الكلامية و أحاديث الإفك الإعلامية و الإبتزاز الديني و بقية البضاعة الكيزانية الفاسدة ، و الملاحظ أن التعليمات تركز على تكرار أسطوانة مشروخة تقول أن (قحت/تقدم):
- أشعلت الحرب
- غضت/تغض الطرف عن تجاوزات مليشيات الجَنجَوِيد (قوات الدعم السريع) في دارفور ، و أنها تحاورت/تحالفت معهم عقب الإطاحة بالمخلوع البشير و وَقَّعَت مع محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) الوثيقة الدستورية و الإتفاق الإطاري و إعلان أديس أبابا ، و رغم ذلك ترفض التفاوض مع الكيزان
- منحت حِمِيدتِي وظيفة سيادية ، و جعلته: نآئباً لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي و على رأس اللجنة الإقتصادية و وفد مفاوضات سلام/محاصصات جوبا
- أتاحت لحِمِيدتِي التمدد السياسي: محلياً و إقليمياً و عالمياً
- سمحت لمليشيات الجَنجَوِيد بطفرات غير مسبوقة في: التجنيد و التدريب و نوعية التسليح و الإنتشار الميداني
- أغمضت أعينها عن الفساد المالي و الإداري لآل دَقلُو و مليشيات الجَنجَوِيد و بطانتهم و قدمت لهم الغطآء السياسي
- تسعى إلى العلمانية و تحارب الدين
إبتدآءً ، و لو كانت لقوى الحرية و التغيير المقدرات العسكرية و الرغبات على إحداث الحروب و إستخدام العنف لبلوغ الأهداف لما أقدم/تجاسر/تجرأ أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (المجلس العسكري الإنتقالي/الشق العسكري في مجلس السيادة الإنتقالي) على: قمع الثوار و إرتكاب مجازر كولومبيا و إعتصام القيادة العامة و قتل الثوار الذين تظاهروا رافضين لإنقلاب الخامس و العشرين (٢٥) من أكتوبر ٢٠٢١ ميلادية و إشعال الحرب...
و يعلم الكيزان و المُتَكَوزِنُون و أبواقهم الإعلامية ، علم اليقين ، من هي الجهات التي تصارعت حول السلطة و الثروات/الموارد و أشعلت الحرب و تلك المستفيدة من إستدامتها ، و أن وزر جميع ذلك الأمر معلقٌ حصرياً في عاتق/رقاب جماعة الكيزان و كتآئب ظلهم و صنيعتهم حِمِيدتِي ، صاحب مليشيات الجَنجَوِيد ، و داعميهم/كفلآءهم الإقليميين و العالميين...
و لم تكن الشراكة بين قوى الحرية و التغيير و المجلس العسكري الإنتقالي (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة) أبداً مما يخطط له أو يطمح إليه الثوار و ممثليهم و جماهير الشعوب السودانية المتطلعة إلى الحرية و التغيير و السلام و العدالة ، لكن يبدو أن: إحسان الظن في أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة و الحرص على حقن الدمآء و سوء التقديرات و عقلية ليس بالإمكان أفضل مما كان و ملل الإنتظار و إستعجال النهايات و المقادير هي التي قادت إلى الوثيقة الدستورية ، و أنتجت إتفاقية سلام/تحاصص جوبا ، و أفرخت شخوص حكومة الفترة الإنتقالية...
و قد أبانت أحداث و ملابسات الفترة الإنتقالية مدى ضعف أدآء الجهاز التنفيذي الإنتقالي و عجزه عن الفعل و الإنجاز ، و فشله في الإستفادة من الزخم الثوري ، المتوفر بكثرة ، و توظيف ذلك الزخم في: تحقيق أهداف الثورة و إزالة التمكين و تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية و محاكمة مدبري الإنقلاب العسكري على الحكومة المنتخبة و رموز النظام و كل من أفسد و ظلم و أجرم ، هذا الضعف/التهاون/العجز هو ما أعاد جماعة الكيزان إلى الساحة ، و أغراهم بالظهور إلى العلن و سَل الضَّنَب ، و ذلك من بعد أن أجبرهم طوفان الثورة و تصميم الثوار و الهلع و الخوف على الفرار و الإختبآء في الأوكار القريبة و المنافي البعيدة...
و يعلم الكيزان و المُتَكَوزِنُون و أبواقهم الإعلامية ، علم اليقين ، أنهم كاذبون ، و أن الثوار و قحت قد أجبرتهم ، مكرهين ، ظروف و ملابسات ما بعد خلع البشير على الجلوس و التفاوض مع اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة التي أعلنت ”إنحيازها“ إلى ثورة الشعب و تبني شعاراتها:
حرية ، سلام و عدالة ، مدنية خيار الشعب...
العسكر للثكنات و الجَنجَوِيد ينحل...
و العدالة تعني المحاسبة و التقاضي أمام المؤسسات العدلية ، و العدالة تعني المسآءلة القانونية و إنزال العقاب على الفاسدين و المجرمين و الظالمين من رموز النظام و بطانتهم/حاشيتهم و كف شرورهم عن الشعوب السودانية ، و العدالة تعني الإلتزام بقرارات الثورة و في مقدمتها حل و حظر نشاط حزب المؤتمر الوطني الحاكم و الواجهة السياسية للنظام و الجماعة الإنقاذية المتأسلمة...
و يعلم الكيزان و المُتَكَوزِنُون و أبواقهم الإعلامية ، علم اليقين ، من الذي أتى بحِمِيدتِي من البادية إلى الخرطوم ، و من أسبغ عليه لقب (حمايتي) و (المخزون الإستراتيجي) ، و من أدخله إلى القصر الجمهوري و إستوديوهات القنوات التلڨزيونية!!! ، و من قَنَّنَ له القتل و الإبادات الجماعية و البطش و قهر المعارضين في كل أقاليم السودان حمايةً للنظام و الطغمة الحاكمة ، و يعلمون جيداً من الذي جعل حِمِيدتي (بتاع البلد دي بَلِفَهَا عندنا) عضواً في اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة ، و من (حَنَّسَه) في حي نمرة إتنين في قلب مدينة الخرطوم حتى يكون شريكاً في المجلس العسكري الإنتقالي ، و من أجلسه على المنصة للتوقيع على الوثيقة الدستورية ، و من إختلق له إختلاقاً/إفترآءً منصب نآئب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، و من رفض حل مليشيات الجَنجَوِيد و ضمها إلى القوات المسلحة ، و من الذي عَدَّل القوانين حتى تكون مليشيات الجَنجَوِيد أكثر إستقلالية و تمكيناً و بطشاً/فتكاً ، و يعلمون جيداً أسماء و رتب قيادات الجيش التي مشت بين الناس و الجنود توعظ و تبشر أن قوات الدعم السريع (مليشيات الجَنجَوِيد) من (رحم القوات المسلحة) ، و أنها تقوم بدورها المنوط بها في حامية الحمى و العروض!!! ، و تتوعد/تهدد كل من يطالب بحل مليشيات الجَنجَوِيد أو يقدح فيها بالمسآءلة و العقاب...
و يعلم الكيزان و المُتَكَوزِنُون و أبواقهم الإعلامية ، علم اليقين ، من الذي صادق على الزيادات الغير مسبوقة في أعداد التجنيد و المعسكرات و نوعية تسليح مليشيات الجَنجَوِيد ، و من أسند لهم مهام حماية المرافق السيادية و الأمنية و المؤسسات الحكومية بما فيها القصر الجمهوري و القيادة العامة للقوات المسلحة و الكباري و مباني الإذاعة و التلڨزيون ، و من قَنَّنَ لهم الإرتزاق في اليمن و ليبيا ، و من قدم حِمِيدتِي و مليشيات الجَنجَوِيد إلى الإتحاد الأوروبي و العالم عبر بوابة التعاون في مكافحة التهريب و الإتجار بالبشر و محاربة الإرهاب العابر للحدود...
أما رئاسة حِمِيدتِي للجنة الإقتصادية و مفاوضات سلام جوبا فتلك من خطايا/دَقسَات (قحت) التي أحسنت الظن و وضعته في غير أهله/مكانه ، و أخطآء المرحلة الإنتقالية متعددة لكن ليس فيها فساد الذمم أو خيانات الأمانة أو العمالة و الإرتهان و خدمة المصالح الأجنبية كما تصوره/تسوقه الألة الإعلامية الكيزانية...
و مما يحمد لقوى الحرية و التغيير إعترافها بالأخطآء ، و ممارستها نقد الذات العلني ، و تقييمها لتجربتها و أدآءها في الفترة الإنتقالية في سابقة نادرة قلما تشهدها/شهدتها الساحة السياسية السودانية ، و يحمد لقيادات قوى الحرية و التغيير إستعدادهم للمثول أمام القضآء العادل للدفاع عن التهم الموجهة إليهم ، إن وجدت ، فهل بإمكان الكيزان القيام بذلك التمرين التنظيمي/السياسي/الأخلاقي؟...
و قد أثبتت الفترة الإنتقالية و البراهين و الأدلة على مدى تمكن الجماعة الإنقاذية المتأسلمة و تغلغلها في مفاصل الدولة السودانية و أنظمة الحكم ، و قد أبانت ذلك نشاطات لجنة إزالة التمكين و تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية ، و التي قوبلت بعدآء شديد من الجماعة و أتباعهم من المنتفعين الذين فضحتهم أعمال اللجنة و أبانت فسادهم العظيم...
التعنت ، التراخي ، التواطؤ و غض الطرف من طرف الشق العسكري في مجلس السيادة الإنتقالي (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة) و ضعف الجهاز التنفيذي الإنتقالي و في غياب أدوات العدالة الفَعَّالَة و القضآء النزيه المستقل أتاح للجماعة و لصنآئعها ، حِمِيدتِي و مليشيات الجَنجَوِيد و أضرابهم ، مواصلة ممارسة الفساد الإداري (المحسوبية و التمكين) و الفساد الإقتصادي (التعدين و تجارة الصادر و الوارد و الإتجار في العملات الأجنبية) خلال الفترة الإنتقالية ، و من ثم التمدد الإقتصادي و السياسي و الإجتماعي...
أما فرية تقديم (تقدم) الغطآء السياسي و الدبلوماسي لحِمِيدتِي و مليشيات الجَنجَوِيد فذلك عين التدليس ، فموقف (تقدم) و قياداتها من مليشيات الجَنجَوِيد و الحرب و الإنتهاكات معلوم للجميع و موثق في تصريحات التنسيقية الرسمية و في أحاديث قياداتها للقنوات التلڨزيونية و المتوفرة في الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية...
و ما كان إعلان أديس أبابا الموقع مع قآئد مليشيات الجَنجَوِيد ، و هو أحد طرفي الحرب ، إلا محاولة/مبادرة جادة و صادقة من قبل (تقدم) لوقف الحرب و حماية المدنيين من ويلاتها و عودة العسكريين إلى الثكنات ، و الشاهد هو أن الطرف الثاني المشارك في الحرب ، الجيش ، قد تَهَرَّب من ذلك الإعلان متعللاً بأحاديث الأعيان المدنية و بقية التبريرات المعروفة ، و الشاهد هو أن قيادات الجيش قد إختارت: ”الإنسحابات التكتيكية“ و التخلي عن حماية المواطنين ، و صممت على المضي في الحرب و القتال لمئات السنين و لآخر جندي!!! ، و تشهد بذلك أحاديث و ڨيديوهات تلك القيادات المتوفرة في الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية و كذلك مضابط إجتماعات التفاوض في مدن جدة و المنامة و چنيف و مدن أخرى و أماكن و غرف يعلمها الله و أناس معروفون و غير معروفين...
أما الحديث عن العلمانية و الإلحاد و المثلية و أن الجماعة الكيزانية قد آلت على نفسها إقامة شرع الله في الأرض و حماية بيضة الدين و محاربة الكفار و العلمانيين و الملحدين فهي بضاعة منتهية الصلاحية سبق و تم تسويقها و بيعها للشعوب السودانية خلال أربعة عقود من الفساد و الضلال و الظلم الكيزاني و أثبتت فشلها ، و لذلك لا جدوى أو طآئل من الخوض فيها ، و بس يكفيك أنهم:
كذبوا صبيحة إنقلابهم على رؤوس الأشهاد...
دفنوا عساكر و أناس أحيآء...
دقوا مسمار في رأس معارض...
إغتصبوا معتقل...
عملوا وظيفة مُغتَصِب في جهاز الأمن...
زنوا و سبوا الدين في نهار شهر رمضان...
حَلَّلَوا الربا و الغلول...
سَفُّوا أموال و عقارات الأوقاف...
لَهَطُوا الأراضي و مؤسسات الدولة و البترول و المعادن و المواشي و الصمغ العربي و ... و ... و ...
أدخلوا الخَوابِير في أدبار المعتقلين و المتظاهرين...
قتلوا و أحرقوا و أغرقوا المتظاهرين...
يا خي بإختصار العَمَلُوهُو الكيزان في بلاد السودان و الشعوب السودانية إبليس ذاتو ما عملوا...
الخلاصة:
يبدو أن جوهر التعليم و الإرشاد الكيزاني يتمحور حول إستغلال الدين بأكبر قدر ممكن ، و الإلتزام بمبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة ، و أن يكون التعامل مع الآخرين بفقه التقية ، طبعاً مع إجادة تَقعِيد الحديث و فن الخطابة (لَولَوَة الكلام)...
الختام:
حبل الكضب قصير ، و عاشت ثورة ديسمبر و شعارها الخالد:
أي كوز...
نَدُوسُو دُوس...
و لعنة الله على القتلة و الظالمين و الفاسدين و المفسدين...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
ساقتني الشَّلَاقَة و قِلَة الشَّغَلَة إلى مشاهدة تغطيات قناة الجزيرة مباشر للأزمة السودانية و من ثم الإستماع إلى أكاذيب العديد من الشخصيات الكيزانية المعروفة و المغمورة و إلى تخريفات أرتال من المُتَكُوزِنِين و إلى هطرقات إعلامي زمن الغفلة و التيه الكيزاني و إلى إفترآءات الجميع على ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية و تدليسهم على مواقف قوى الحرية و التغيير (قحت) و تنسيقية القوى الديمقراطية و المدنية (تقدم)...
و يبدو أن التعليمات الصادرة لأعضآء التنظيم الكيزاني و المُتَكَوزِنِين هو الإجتهاد ، و بأعظم قدر ممكن ، في التوظيف/الإستخدام الأمثل للكذب و التلفيق و التدليس بهدف طمس الحقآئق و ممارسة التغبيش و تشويه سمعة ”القحاطة“ و (تقدم) ، و ذلك بإفتراض أن الشعوب السودانية بسيطة ، و لا تمتلك ذاكرة ، و يمكنها تَقَبُّل: الخدع الكلامية و أحاديث الإفك الإعلامية و الإبتزاز الديني و بقية البضاعة الكيزانية الفاسدة ، و الملاحظ أن التعليمات تركز على تكرار أسطوانة مشروخة تقول أن (قحت/تقدم):
- أشعلت الحرب
- غضت/تغض الطرف عن تجاوزات مليشيات الجَنجَوِيد (قوات الدعم السريع) في دارفور ، و أنها تحاورت/تحالفت معهم عقب الإطاحة بالمخلوع البشير و وَقَّعَت مع محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) الوثيقة الدستورية و الإتفاق الإطاري و إعلان أديس أبابا ، و رغم ذلك ترفض التفاوض مع الكيزان
- منحت حِمِيدتِي وظيفة سيادية ، و جعلته: نآئباً لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي و على رأس اللجنة الإقتصادية و وفد مفاوضات سلام/محاصصات جوبا
- أتاحت لحِمِيدتِي التمدد السياسي: محلياً و إقليمياً و عالمياً
- سمحت لمليشيات الجَنجَوِيد بطفرات غير مسبوقة في: التجنيد و التدريب و نوعية التسليح و الإنتشار الميداني
- أغمضت أعينها عن الفساد المالي و الإداري لآل دَقلُو و مليشيات الجَنجَوِيد و بطانتهم و قدمت لهم الغطآء السياسي
- تسعى إلى العلمانية و تحارب الدين
إبتدآءً ، و لو كانت لقوى الحرية و التغيير المقدرات العسكرية و الرغبات على إحداث الحروب و إستخدام العنف لبلوغ الأهداف لما أقدم/تجاسر/تجرأ أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (المجلس العسكري الإنتقالي/الشق العسكري في مجلس السيادة الإنتقالي) على: قمع الثوار و إرتكاب مجازر كولومبيا و إعتصام القيادة العامة و قتل الثوار الذين تظاهروا رافضين لإنقلاب الخامس و العشرين (٢٥) من أكتوبر ٢٠٢١ ميلادية و إشعال الحرب...
و يعلم الكيزان و المُتَكَوزِنُون و أبواقهم الإعلامية ، علم اليقين ، من هي الجهات التي تصارعت حول السلطة و الثروات/الموارد و أشعلت الحرب و تلك المستفيدة من إستدامتها ، و أن وزر جميع ذلك الأمر معلقٌ حصرياً في عاتق/رقاب جماعة الكيزان و كتآئب ظلهم و صنيعتهم حِمِيدتِي ، صاحب مليشيات الجَنجَوِيد ، و داعميهم/كفلآءهم الإقليميين و العالميين...
و لم تكن الشراكة بين قوى الحرية و التغيير و المجلس العسكري الإنتقالي (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة) أبداً مما يخطط له أو يطمح إليه الثوار و ممثليهم و جماهير الشعوب السودانية المتطلعة إلى الحرية و التغيير و السلام و العدالة ، لكن يبدو أن: إحسان الظن في أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة و الحرص على حقن الدمآء و سوء التقديرات و عقلية ليس بالإمكان أفضل مما كان و ملل الإنتظار و إستعجال النهايات و المقادير هي التي قادت إلى الوثيقة الدستورية ، و أنتجت إتفاقية سلام/تحاصص جوبا ، و أفرخت شخوص حكومة الفترة الإنتقالية...
و قد أبانت أحداث و ملابسات الفترة الإنتقالية مدى ضعف أدآء الجهاز التنفيذي الإنتقالي و عجزه عن الفعل و الإنجاز ، و فشله في الإستفادة من الزخم الثوري ، المتوفر بكثرة ، و توظيف ذلك الزخم في: تحقيق أهداف الثورة و إزالة التمكين و تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية و محاكمة مدبري الإنقلاب العسكري على الحكومة المنتخبة و رموز النظام و كل من أفسد و ظلم و أجرم ، هذا الضعف/التهاون/العجز هو ما أعاد جماعة الكيزان إلى الساحة ، و أغراهم بالظهور إلى العلن و سَل الضَّنَب ، و ذلك من بعد أن أجبرهم طوفان الثورة و تصميم الثوار و الهلع و الخوف على الفرار و الإختبآء في الأوكار القريبة و المنافي البعيدة...
و يعلم الكيزان و المُتَكَوزِنُون و أبواقهم الإعلامية ، علم اليقين ، أنهم كاذبون ، و أن الثوار و قحت قد أجبرتهم ، مكرهين ، ظروف و ملابسات ما بعد خلع البشير على الجلوس و التفاوض مع اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة التي أعلنت ”إنحيازها“ إلى ثورة الشعب و تبني شعاراتها:
حرية ، سلام و عدالة ، مدنية خيار الشعب...
العسكر للثكنات و الجَنجَوِيد ينحل...
و العدالة تعني المحاسبة و التقاضي أمام المؤسسات العدلية ، و العدالة تعني المسآءلة القانونية و إنزال العقاب على الفاسدين و المجرمين و الظالمين من رموز النظام و بطانتهم/حاشيتهم و كف شرورهم عن الشعوب السودانية ، و العدالة تعني الإلتزام بقرارات الثورة و في مقدمتها حل و حظر نشاط حزب المؤتمر الوطني الحاكم و الواجهة السياسية للنظام و الجماعة الإنقاذية المتأسلمة...
و يعلم الكيزان و المُتَكَوزِنُون و أبواقهم الإعلامية ، علم اليقين ، من الذي أتى بحِمِيدتِي من البادية إلى الخرطوم ، و من أسبغ عليه لقب (حمايتي) و (المخزون الإستراتيجي) ، و من أدخله إلى القصر الجمهوري و إستوديوهات القنوات التلڨزيونية!!! ، و من قَنَّنَ له القتل و الإبادات الجماعية و البطش و قهر المعارضين في كل أقاليم السودان حمايةً للنظام و الطغمة الحاكمة ، و يعلمون جيداً من الذي جعل حِمِيدتي (بتاع البلد دي بَلِفَهَا عندنا) عضواً في اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة ، و من (حَنَّسَه) في حي نمرة إتنين في قلب مدينة الخرطوم حتى يكون شريكاً في المجلس العسكري الإنتقالي ، و من أجلسه على المنصة للتوقيع على الوثيقة الدستورية ، و من إختلق له إختلاقاً/إفترآءً منصب نآئب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي ، و من رفض حل مليشيات الجَنجَوِيد و ضمها إلى القوات المسلحة ، و من الذي عَدَّل القوانين حتى تكون مليشيات الجَنجَوِيد أكثر إستقلالية و تمكيناً و بطشاً/فتكاً ، و يعلمون جيداً أسماء و رتب قيادات الجيش التي مشت بين الناس و الجنود توعظ و تبشر أن قوات الدعم السريع (مليشيات الجَنجَوِيد) من (رحم القوات المسلحة) ، و أنها تقوم بدورها المنوط بها في حامية الحمى و العروض!!! ، و تتوعد/تهدد كل من يطالب بحل مليشيات الجَنجَوِيد أو يقدح فيها بالمسآءلة و العقاب...
و يعلم الكيزان و المُتَكَوزِنُون و أبواقهم الإعلامية ، علم اليقين ، من الذي صادق على الزيادات الغير مسبوقة في أعداد التجنيد و المعسكرات و نوعية تسليح مليشيات الجَنجَوِيد ، و من أسند لهم مهام حماية المرافق السيادية و الأمنية و المؤسسات الحكومية بما فيها القصر الجمهوري و القيادة العامة للقوات المسلحة و الكباري و مباني الإذاعة و التلڨزيون ، و من قَنَّنَ لهم الإرتزاق في اليمن و ليبيا ، و من قدم حِمِيدتِي و مليشيات الجَنجَوِيد إلى الإتحاد الأوروبي و العالم عبر بوابة التعاون في مكافحة التهريب و الإتجار بالبشر و محاربة الإرهاب العابر للحدود...
أما رئاسة حِمِيدتِي للجنة الإقتصادية و مفاوضات سلام جوبا فتلك من خطايا/دَقسَات (قحت) التي أحسنت الظن و وضعته في غير أهله/مكانه ، و أخطآء المرحلة الإنتقالية متعددة لكن ليس فيها فساد الذمم أو خيانات الأمانة أو العمالة و الإرتهان و خدمة المصالح الأجنبية كما تصوره/تسوقه الألة الإعلامية الكيزانية...
و مما يحمد لقوى الحرية و التغيير إعترافها بالأخطآء ، و ممارستها نقد الذات العلني ، و تقييمها لتجربتها و أدآءها في الفترة الإنتقالية في سابقة نادرة قلما تشهدها/شهدتها الساحة السياسية السودانية ، و يحمد لقيادات قوى الحرية و التغيير إستعدادهم للمثول أمام القضآء العادل للدفاع عن التهم الموجهة إليهم ، إن وجدت ، فهل بإمكان الكيزان القيام بذلك التمرين التنظيمي/السياسي/الأخلاقي؟...
و قد أثبتت الفترة الإنتقالية و البراهين و الأدلة على مدى تمكن الجماعة الإنقاذية المتأسلمة و تغلغلها في مفاصل الدولة السودانية و أنظمة الحكم ، و قد أبانت ذلك نشاطات لجنة إزالة التمكين و تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية ، و التي قوبلت بعدآء شديد من الجماعة و أتباعهم من المنتفعين الذين فضحتهم أعمال اللجنة و أبانت فسادهم العظيم...
التعنت ، التراخي ، التواطؤ و غض الطرف من طرف الشق العسكري في مجلس السيادة الإنتقالي (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة) و ضعف الجهاز التنفيذي الإنتقالي و في غياب أدوات العدالة الفَعَّالَة و القضآء النزيه المستقل أتاح للجماعة و لصنآئعها ، حِمِيدتِي و مليشيات الجَنجَوِيد و أضرابهم ، مواصلة ممارسة الفساد الإداري (المحسوبية و التمكين) و الفساد الإقتصادي (التعدين و تجارة الصادر و الوارد و الإتجار في العملات الأجنبية) خلال الفترة الإنتقالية ، و من ثم التمدد الإقتصادي و السياسي و الإجتماعي...
أما فرية تقديم (تقدم) الغطآء السياسي و الدبلوماسي لحِمِيدتِي و مليشيات الجَنجَوِيد فذلك عين التدليس ، فموقف (تقدم) و قياداتها من مليشيات الجَنجَوِيد و الحرب و الإنتهاكات معلوم للجميع و موثق في تصريحات التنسيقية الرسمية و في أحاديث قياداتها للقنوات التلڨزيونية و المتوفرة في الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية...
و ما كان إعلان أديس أبابا الموقع مع قآئد مليشيات الجَنجَوِيد ، و هو أحد طرفي الحرب ، إلا محاولة/مبادرة جادة و صادقة من قبل (تقدم) لوقف الحرب و حماية المدنيين من ويلاتها و عودة العسكريين إلى الثكنات ، و الشاهد هو أن الطرف الثاني المشارك في الحرب ، الجيش ، قد تَهَرَّب من ذلك الإعلان متعللاً بأحاديث الأعيان المدنية و بقية التبريرات المعروفة ، و الشاهد هو أن قيادات الجيش قد إختارت: ”الإنسحابات التكتيكية“ و التخلي عن حماية المواطنين ، و صممت على المضي في الحرب و القتال لمئات السنين و لآخر جندي!!! ، و تشهد بذلك أحاديث و ڨيديوهات تلك القيادات المتوفرة في الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية و كذلك مضابط إجتماعات التفاوض في مدن جدة و المنامة و چنيف و مدن أخرى و أماكن و غرف يعلمها الله و أناس معروفون و غير معروفين...
أما الحديث عن العلمانية و الإلحاد و المثلية و أن الجماعة الكيزانية قد آلت على نفسها إقامة شرع الله في الأرض و حماية بيضة الدين و محاربة الكفار و العلمانيين و الملحدين فهي بضاعة منتهية الصلاحية سبق و تم تسويقها و بيعها للشعوب السودانية خلال أربعة عقود من الفساد و الضلال و الظلم الكيزاني و أثبتت فشلها ، و لذلك لا جدوى أو طآئل من الخوض فيها ، و بس يكفيك أنهم:
كذبوا صبيحة إنقلابهم على رؤوس الأشهاد...
دفنوا عساكر و أناس أحيآء...
دقوا مسمار في رأس معارض...
إغتصبوا معتقل...
عملوا وظيفة مُغتَصِب في جهاز الأمن...
زنوا و سبوا الدين في نهار شهر رمضان...
حَلَّلَوا الربا و الغلول...
سَفُّوا أموال و عقارات الأوقاف...
لَهَطُوا الأراضي و مؤسسات الدولة و البترول و المعادن و المواشي و الصمغ العربي و ... و ... و ...
أدخلوا الخَوابِير في أدبار المعتقلين و المتظاهرين...
قتلوا و أحرقوا و أغرقوا المتظاهرين...
يا خي بإختصار العَمَلُوهُو الكيزان في بلاد السودان و الشعوب السودانية إبليس ذاتو ما عملوا...
الخلاصة:
يبدو أن جوهر التعليم و الإرشاد الكيزاني يتمحور حول إستغلال الدين بأكبر قدر ممكن ، و الإلتزام بمبدأ أن الغاية تبرر الوسيلة ، و أن يكون التعامل مع الآخرين بفقه التقية ، طبعاً مع إجادة تَقعِيد الحديث و فن الخطابة (لَولَوَة الكلام)...
الختام:
حبل الكضب قصير ، و عاشت ثورة ديسمبر و شعارها الخالد:
أي كوز...
نَدُوسُو دُوس...
و لعنة الله على القتلة و الظالمين و الفاسدين و المفسدين...
و الحمدلله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com