الليلة ديك وغياب العريس

 


 

 

مسيرة إحتفاليه فى الساحة الخضراء للإحتفال بمخرجات الحوار الوطنى هكذا بعض الحال البلد أمس .

وهى أسوأ بدايه لما يريد له النظام الحاكم أن يكون مرحلة جديدة فى الحياة السودانية حتى الذين قبلوا هذا الحوار على كل علاته اصابهم الإحباط من منظر الامس .

فقد اتت الاحتفالية فى الوقت الذى يموت فيه الناس عندنا من إنعدام الدواء والاجهزة الطبية التى قيل إنها غير موجودة ، ويموت الأطباء كمداُ وهو يرون رأى العين شقاء المرضى ومعاناتهم وفوق ذلك يتعرضون للإعتداء من قبل ذوى المرضى الذين أعماهم الغضب عن رؤية القاتل الحقيقى ، وفى ايام معدودات تنشق الارض عن كميه من الاجهزة الطبية تتهادى فى طريقها الى المشافى ... ووزيرا الصحة ما زالا يتمتعان بكامل المخصصات من بدل السقر الى بدل اللبس .... ولا تحقيق ولا توضيح ولا يحزنون ..فقط المشير يرقص ...يلوح بالعصى يبادله الطرب ذوى لوحات ديكورية باهتة مسماة احزاب التوالى كلها جميعا لاتسوى عند الناس شيئا والكثير من الناس على يقين انهم من عضوية حزب الحكومة وتتقاسم الصفات نفسها (لا لون – لا طعم لا رائحة ) .

و بعد ما يقرب من الثلاثين عام اتانا النظام ليقول ان المواطنه والشفافية والعدل والحرية والمساوة هى أساس الحكم !!! وما من دولة على الارض أقامت هذه الأُسس إلا وصلح إنسانها وترفه وسمق بنيانها وطابت حياتها فهل هذا الفهم المتأخر لحقائف الحياة والماثل على ارض الواقع فى التجارب الانسانية والدول ، والموجود فى كل الاديان – يستحق الإحتفال ام أن النظام يحتقل لانه ظل جاهلاُ وطائشاُ لمدة 27 سنه فقط ولم يصل الخمسين على نفس الجهالة ؟

وغدأ يبدأ ائمة المساجد والتابعين من الهيئات الدينية الحكومية فى الحديث عن أن الحرية والعدل أصل من أصول الدين من أقامهما مثل النظام الحالى فقد أقام الدين ومن حقة الإحتفال ومن تركهما لسبع وعشرين عاما وفعل ما فعل فلا تثريب عليه ولاهو من الآثمين .

كان المأمول والمنتظر (على ألاقل) ان تكون البداية عمليه لا إحتفالية ولا إنشائية لو كان القوم يقرأون التاريخ والاحداث فقد سبقت هذا الإتفاق إتفاقات وتعهدات لا تختلف عنه لم نرى لها أثراً فى حياتنا وتناساها اهلها قبل غيرهم ، وعليه كنا نتوفع توجيه الخطاب الى الناس و إعلان الحكومة عن التوبة النصوح عن اخطاء الماضى الماثل بكل قبحه فى الوجدان والاذهان –وطلب الغفران ، وكان المنتظر أن تكون المعتقلات خاوية على العروش من جميع المظلومين سياسيا وكل الكتاب والصحفيين واصحاب الرأى قبل بدء فاصل الرقص ، نعم هكذا تكون بداية إصلاح تهديم الصوامع والبيع والاسر وليس احتفال كريه فى الساحة ، وكنا نريد خطابا من جملة واحدة فقط (القانون هو الحاكم ، انتهت دولة الحزب) .

ولأن الامور تعرف من مقدماتها فقد إزداد بين يوم وليلة عدد النافرين والمتشائمين من هذا الحوار اذ فوجئوا بإحتفال فى الوقت الذى كانوا ينتظرون فيه أن تكون ضربة البداية هى معرفة مآلاآت الامور فى قصة شهداء كجبار وسبتمبر وخط هيثرو وتلف أجهزة توطين العلاج بالداخل بلسان الحكومة قبل الذهاب للاحتفال وكدليل عملى على إنتهاء مرحلة وبداية أخرى بدلا عن بذل جهد حكومى طائل وبائس فى تفنيد المعارضين لهذا الحوار ‘ وكان من ألافيد بذل الجهد لنرى مع الحاضرين اهل الاوزان من المعارضة السياسة (رغم تحفظاتنا عليها) كالصادق المهدى، والمسلحة التى تقاتل فى الميدان لا مبارك الفاضل صاحب العقل الغائب الذى تعود الناس ان يروه فى القصر صباحا وفى المعارضة مساءً و الذى برمجه النظام ليكون شوكة فى خاصرة حزب الامة ثم يرميه بعدها بعيدا فى المهملات .

الصورة فى عمومها مائلة للقتامة لا تبشر بخير ،ورغم ذلك فإن علينا الان كشعب أخضاع مخرجات هذا الحوار الى الفحص العملى وذلك بان نمارس جميعا حقوقنا كاملة ولا نرضى بديلا عن ذلك بداية من الامتناع عن دفع اى رسم او ضريبة غير قانونية وغير معلن عنها الى الامتناع عن المثول امام اى قاضى جهوى (مثل قاضى النفايات الخ )اذ أن المثول امام القاضى الطبيعى للمواطن هو من صميم الحقوق الاساسية لاى مواطن .

لا الحكومة هذه ولا غيرها يمكن أن تعطينا حقوقا ما عرفناها ولا مارسناها ولا رعيناها ولايوجد سبب يجعلنا نهُن ونحن الاعلون .

عزالدين أحمد عبدالحليم

iahalemm@hotmail.com

11.10.2016

 

آراء