المبسوط منك منو يا جبريل..؟

 


 

 

بلا أقنعة -
في لقاءٍ له على قناة الهلال الفضائية تحدّث الدكتور جبريل إبراهيم، عن علاقته القوية بدكتور حمدوك والتي استمرت مُنذ الجامعة، ولهذا السبب كان التعامُل بينهما مُتناسقاً مُتناغماً في الفترة الماضية، وبفضل هذه العلاقة أحرزت وزارته تقدُماً ملحوظاً ما كان له أن يحدُث لولا هذا العلاقة الخاصة المتينة، وبالنسبة للتقدم الملحوظ الذي أشار له معالي الوزير أرجوك عزيزي القارئ لا تسألني عنّه، وإن أردت السؤال فعليك أن تسال (مولانا) جبريل أو حمدوك، أمّا عن علاقات المُجتمع الدولي بالسودان، قال جبريل أنّ صديقه المُستقيل دكتور حمدوك أخبره بأنّ دول الغرب غير مبسوطة منه، فعليه أن يتواصل معهم ويُحاول ترضيتهم عشان ينبسطوا منه.
نقول لدكتور جبريل خلي الغرب البعيد داك، والله نحن ذاتنا وكُل أهلنا ناس الغرب والشرق ما مبسوطين منك، الواجب إنك تبحث عن ما تبسِط به أهلك هنا في السودان، صدقني كان انبسطوا منك ناس أمريكا وغيرها سيبحثون غداً عنك وعن ما يُرضيك أنت عنهم، وربما دعموا وصولك لرئاسة الوزارة، ولكن كيفن يكون البسط يا دكتور، وجُدر المحبة بينك والمواطن قد تصدعت، ومساحات الرفض لسياساتكم القاسية تضاعفت، وتقطعت حبال الود بدعمِكُمُ الصريح لانقلاب البرهان، والذي لم يجد القبول من الشعب، وما زال وسيظل مرفوضا.
دفعت وزارة المالية في شهر ديسمبر الماضي بخبرٍ عن رفع الدعم النهائي عن الدقيق والكهرباء لجس النبض، لدعم ميزانيتها الخالية إلّا من مواردِ (الوهم) التي ظلّوا يُحدثونا عنها، وبانتظارهم أيضاً لدعمٍ دولي سخي أعلن عنه المُجتمع الدولي من قبل حبسوه عنّا بسبب انقلابهم المشؤوم، وما عادت للمالية من مواردٍ يُمكِن الاعتماد عليها لتغطية الإنفاق الكبير على (اللا شئ)، سوى الهروب نحو جيب المواطِن المغلوب على أمره، وبالرغم من خروج أحد أعوان جبريل لوسائل الإعلام لنفي خبر رفع الدعم، إلّا أنّ واقع الحال كذّب الأقوال، وقد تفاجأ المواطن بزيادات خُرافية في أسعارِ الكهرباء.
لم يسأل جبريل ومن أشاروا عليه برفع الدعم عن الكهرباء، من أين يأتِ المواطِن بهذه الزيادات التي فرضتموها عليه، والحال يُغني عن السؤال، وأنت يا سيد العارفين أظنّك على علم بمستوى دخل الفرد (البسيط) في السودان وغالب أهل بلادي هُم من البُسطاء المُعدمين، وأظنّك تعلم علم اليقين بأنّ عجلة الحياة في السودان توقفت عن الدوران، وشحّت الموارد، واستعصت الحياة على الناس بشكلٍ لم يُكن له مثيل في كُل الأنظمة والثورات التي تعاقبت على السودان، فاليوم رفعتُم الدعم عن الكهرباء، وجففتُم المخابز من الدقيق المدعوم الردئ ، حتى يذهب المواطن مُضطراً لشراء الخُبز التجاري الغالي جدا، ويسهُل عليكم غداً رفع الدعم عنه بلا إعلان كما فعلتُم بالكهرباء.
ثُم أين هي الكهرباء يا صاحب الانجازات الخفية..؟
والله وحده المُستعان.
الجريدة
حرية، سلام، وعدالة

 

آراء