المشكلة أنا !
د. زهير السراج
26 September, 2022
26 September, 2022
manazzeer@yahoo.com
* مثلما ننتقد اخطاء غيرنا لا بد ان ننتقد أخطاءنا ونحاول تغييرأنفسنا. لا يكفي ان يتغير الآخرون الى الاحسن فقط كي يتغير الوطن، ولكن لا بد ان يتغير الجميع. الوطن مثل العربة يسير على أربع عجلات، لا تكفي عجلتان كي تدفعها الى الأمام، ولكن يجب ان تكون كل العجلات صالحة للسير.
* لا بد ان يتغير سائق الحافلة ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻗﻄﻴﻊ ﻏﻨﻢ، ويتغير الموﻇﻒ ﺍﻟﺬﻱ يهمل عمله ويعبس ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻚ ﻭﻳﻌﺎﻣﻠﻚ بفظاظة، وتتغير الموﻇﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭﺗﺘﺮﻛﻚ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺑﻜﻞ ﺑﺮﻭﺩ .. وان يتغير الطبيب الذي يتعامل مع المرضى الفقراء وكأنهم أنصاف بني آدمين أو هوام. ويتغير المدرس الذي يهتم بالدروس الخصوصية أكثر من المدرسة، والمدير الذي يحتكر الوظائف لاقربائه وانسبائه ومعارفه !
* لا بد كيف يتغير البائع ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺳﻠﻌﺔ ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ، ويغالي في السعر، لا بد ان يتغير الشاب الذي يجلس في المقاهي والكافتيريات أكثر من جلوسه في مكان العمل او الجامعة، لا بد ان تتغير نظرتنا للعلم والتحصيل بأنهما مصدر تعاستنا، وان يتغير العاطل ﺍﻟﺬﻱ يدمن الجلوس في الظل ولعب الضمنة، متحججاً بأنه لا يوجد عمل، أو ان العمل الذي وجده لا يليق به!
* لا بد ان يتغير ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ يتحرش بالفتيات ويتعمد الالتصاق بأجسادهن في وسائل المواصلات العامة، والفتاة التي تعتبرأن مبلغ همها هو تفتيح البشرة، والقونة التي تعتبر الغناء الفاحش والحصول على المال والشهرة أقصى طموحات الحياة، وبعد أن تذهب السَكرة وتأتي الفكرة تجد نفسها في مزبلة النسيان والاحزان على ضياع العمر!
* لا بد ان يتغير الاعلام الذي يطارد المغنواتية والسفسطائيين ويتجاهل أهل العلم والفكر والفن الراقي، و يتغير أئمة المساجد الذين يتمسكون بالأفكار القديمة والتقيد بالشكليات، ويتغير رجال الشرطة والأمن الذين يعتبرون أن حماية المسؤول والرئيس القائد وقتل المتظاهرين مهمتهم الأساسية، وليس حماية الوطن والشعب!
* لا بد ان تتغير الاحزاب التي تضع الكراسي والمناصب والمصالح الضيقة على رأس قائمة أولوياتها وتغلق أبصارها عن مصالح الوطن الكبير، وان وتتغير عقولنا ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ركلتنا دائماً وأبداً الى القاع!
* المشكلة أكبر من نظام فاسد فقط، بل هي مشكلة أفكار وعقول واخلاق وطريق طويل للبناء والتعمير ملئ بالعقبات والعوائق والحفر، وكيف نزيلها فيسهل المسير!
* المرحلة التي نعيشها أصعب بكثير من إسقاط النظام، ويجب أن نعمل جميعنا بيد واحدة، ونفتح قلوبنا وعقولنا للآخرين، ومثلما نخرج في المليونيات للاحتجاج من أجل الحقوق، يجب ان تكون هناك مليونيات بشكل مختلف ولون مختلف وهدف مختلف لمكافحة العطالة وتوفير فرص العمل، لزراعة الأشجار، لنظافة الشوارع، لتخفيض الأسعار، لمحاربة الجشع ، لإشاعة حرية الرأي والفكر والبحث والعلم والفن الراقي، لنصرة المظلوم، لسيادة حكم القانون العادل واعلاء راية الوطن فوق الجميع !
* لو لم نتخلص من أنانيتنا وعيوبنا وأطماعنا الشخصية، كأفراد وجماعات ومجتمع وشعب، ونتغير مائة وثمانين درجة باحترام أنفسنا وغيرنا، ونجعل العلم والعمل القيمة الاولى والاساسية في حياتنا، ستظل الدائرة الشريرة تحاصرنا وتخنقنا، وتسلمنا لقمة سائغة لوحوش الظلم والفساد والتخلف والظلام!
* ابدأ بنفسك، وأسرتك وحيك والمجتمع الصغير الذي تعيش فيه، ويمكن لفكرة صغيرة جداً قد تبدو تافهة في نظرك مثل نظافة واجهة مسكنك أو دفن بركة صغيرة تتوالد فيها الحشرات أو زراعة شجرة صغيرة، أن تُحدث تغييراً كبيراً جداً، وتجد نفسك في وقت قصير تحب المكان الذي تعيش فيه مهما كان متواضعاً، وتجتهد على الدوام لكي يظل جميلاً جديراً بحياتك ومحبتك ... أوقد شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام!
* مثلما ننتقد اخطاء غيرنا لا بد ان ننتقد أخطاءنا ونحاول تغييرأنفسنا. لا يكفي ان يتغير الآخرون الى الاحسن فقط كي يتغير الوطن، ولكن لا بد ان يتغير الجميع. الوطن مثل العربة يسير على أربع عجلات، لا تكفي عجلتان كي تدفعها الى الأمام، ولكن يجب ان تكون كل العجلات صالحة للسير.
* لا بد ان يتغير سائق الحافلة ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻟﺮﻛﺎﺏ ﻗﻄﻴﻊ ﻏﻨﻢ، ويتغير الموﻇﻒ ﺍﻟﺬﻱ يهمل عمله ويعبس ﻓﻲ ﻭﺟﻬﻚ ﻭﻳﻌﺎﻣﻠﻚ بفظاظة، وتتغير الموﻇﻔﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺪﺙ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﺎﺗﻒ ﻭﺗﺘﺮﻛﻚ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺑﻜﻞ ﺑﺮﻭﺩ .. وان يتغير الطبيب الذي يتعامل مع المرضى الفقراء وكأنهم أنصاف بني آدمين أو هوام. ويتغير المدرس الذي يهتم بالدروس الخصوصية أكثر من المدرسة، والمدير الذي يحتكر الوظائف لاقربائه وانسبائه ومعارفه !
* لا بد كيف يتغير البائع ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻴﻚ ﺳﻠﻌﺔ ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺮﺿﻬﺎ، ويغالي في السعر، لا بد ان يتغير الشاب الذي يجلس في المقاهي والكافتيريات أكثر من جلوسه في مكان العمل او الجامعة، لا بد ان تتغير نظرتنا للعلم والتحصيل بأنهما مصدر تعاستنا، وان يتغير العاطل ﺍﻟﺬﻱ يدمن الجلوس في الظل ولعب الضمنة، متحججاً بأنه لا يوجد عمل، أو ان العمل الذي وجده لا يليق به!
* لا بد ان يتغير ﺍﻟﺸﺎﺏ ﺍﻟﺬﻱ يتحرش بالفتيات ويتعمد الالتصاق بأجسادهن في وسائل المواصلات العامة، والفتاة التي تعتبرأن مبلغ همها هو تفتيح البشرة، والقونة التي تعتبر الغناء الفاحش والحصول على المال والشهرة أقصى طموحات الحياة، وبعد أن تذهب السَكرة وتأتي الفكرة تجد نفسها في مزبلة النسيان والاحزان على ضياع العمر!
* لا بد ان يتغير الاعلام الذي يطارد المغنواتية والسفسطائيين ويتجاهل أهل العلم والفكر والفن الراقي، و يتغير أئمة المساجد الذين يتمسكون بالأفكار القديمة والتقيد بالشكليات، ويتغير رجال الشرطة والأمن الذين يعتبرون أن حماية المسؤول والرئيس القائد وقتل المتظاهرين مهمتهم الأساسية، وليس حماية الوطن والشعب!
* لا بد ان تتغير الاحزاب التي تضع الكراسي والمناصب والمصالح الضيقة على رأس قائمة أولوياتها وتغلق أبصارها عن مصالح الوطن الكبير، وان وتتغير عقولنا ﺍﻟﻔﺎﺳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ركلتنا دائماً وأبداً الى القاع!
* المشكلة أكبر من نظام فاسد فقط، بل هي مشكلة أفكار وعقول واخلاق وطريق طويل للبناء والتعمير ملئ بالعقبات والعوائق والحفر، وكيف نزيلها فيسهل المسير!
* المرحلة التي نعيشها أصعب بكثير من إسقاط النظام، ويجب أن نعمل جميعنا بيد واحدة، ونفتح قلوبنا وعقولنا للآخرين، ومثلما نخرج في المليونيات للاحتجاج من أجل الحقوق، يجب ان تكون هناك مليونيات بشكل مختلف ولون مختلف وهدف مختلف لمكافحة العطالة وتوفير فرص العمل، لزراعة الأشجار، لنظافة الشوارع، لتخفيض الأسعار، لمحاربة الجشع ، لإشاعة حرية الرأي والفكر والبحث والعلم والفن الراقي، لنصرة المظلوم، لسيادة حكم القانون العادل واعلاء راية الوطن فوق الجميع !
* لو لم نتخلص من أنانيتنا وعيوبنا وأطماعنا الشخصية، كأفراد وجماعات ومجتمع وشعب، ونتغير مائة وثمانين درجة باحترام أنفسنا وغيرنا، ونجعل العلم والعمل القيمة الاولى والاساسية في حياتنا، ستظل الدائرة الشريرة تحاصرنا وتخنقنا، وتسلمنا لقمة سائغة لوحوش الظلم والفساد والتخلف والظلام!
* ابدأ بنفسك، وأسرتك وحيك والمجتمع الصغير الذي تعيش فيه، ويمكن لفكرة صغيرة جداً قد تبدو تافهة في نظرك مثل نظافة واجهة مسكنك أو دفن بركة صغيرة تتوالد فيها الحشرات أو زراعة شجرة صغيرة، أن تُحدث تغييراً كبيراً جداً، وتجد نفسك في وقت قصير تحب المكان الذي تعيش فيه مهما كان متواضعاً، وتجتهد على الدوام لكي يظل جميلاً جديراً بحياتك ومحبتك ... أوقد شمعة بدلاً من أن تلعن الظلام!