الموت بشجرة الديمقراطية – شرح أساسيات للأجيال – كتاب الديمقراطية والتحيز (2)

 


 

 

2 من 12
28 يوليو 2021, الجزء (2)

نستكمل مما انتهينا إليه من افتتاحية المقالات التي تستعرض الكتاب. أهم ما ورد بها هو وجود سلطة "غير منتخبة" (أو سلطة مخفية) في عمق الترتيب الدستوري للـ "الديمقراطية" في بريطانيا. فإلى بقية مذكرة النقاط العشر (الجزء 2 من 2؛ مع إضافة ثالثة لاحقة):

6.(أ) السلطة غير المنتخبة كما يذهب إليه الكتاب هي السلطة الفعلية في بريطانيا وبقية مستعمراتها بما فيها كندا استراليا ونيوزنلدا* (ماذا عن الولايات المتحدة؟ تمرين للقارئ) . هذا طبعا كلام لا يرمى على عواهنه. لكني بحثت في ذلك كاشفا أن تلكم السلطة غير المنتخبة في البرلمانية الأنقلوساكسونية لها أسماء وإستعارات مختلفة على رأسها التاج “The Crown”, والمثير الخطر انه مفردة "حمالة أوجه": فهو يعني أكثر من شيئ, ويعتمد ذلك على السياق: فالمعاني التي يحملها تشمل بجانب كونه العرش أو تاج الملك والملكة, أيضا معنى آخر "كترميز" للسلطة غير المنتخبة (أو المغتصبة) في بريطانيا!
إذن, التاج, وهناك أيضا الملك بالمجلس King-in-Council وهذا تدليس متقن (جريمة لغوية كاملة) لإصطلاحات قريبة جدا في رسمها الإملائي مثل King´s Council الذي ليس له علاقة بالسلطة غير المنتخبة الخفية في البرلمانية! وأيضا مثل King’s Counsel/Queen’s Counsel, الذي ليس سوى درجة محاماة برمزية تقديم الإستشارة القانونية لصاحب\صاحبة الجلالة. كل تلك الألاعيب اللغوية في خطاب السلطة يكشفها الكتاب بتفصيل قد يصدم القارئ.

6.(ب) من عمق اللبس في السلطة المنتخبة يبين الفرق بين حكومة بريطانيا العظمى Government of Great Britain والحكومة البريطانية The British Government. وعندما يُقرأ الكتاب سيتضح الفرق** وسيحتاج القارئ (ربما) إلى فترة نقاهة, إن لم نبالغ في القول للتعافي من الصدمة.

7. نختصر فنقول يتم فضح تحيز جوهري في مفهوم السلطة المنتخبة, أو الحكومة المنتخبة أو البرلمانية أو الحكم الرشيد كمترادفات لذات المعنى.

8.(أ) بالتوازي مع كل ما تقدم سفرنا هذا يفضح كذلك التحيز العنصري البغيض في مفهوم "استحقاق" السلطة المنتخبة. فمن وجهة نظر استعمارية, يقول الكتاب بالأسانيد البائنة بينونة كبرى إن "إستحقاقية" الحكم الذاتي لمستعمرة تم تعريفه في الشرائع الأنقلوساكسونية على أساس جغرافي يُقصي شعوب المناطق الحارة من استحقاق الحكم الذاتي السلطة المنتخبة.
8.(ب) التحيز في "الديمقراطية والتحيز" يكشف "ظلامية" العقل الأنقلوساكسوني الذي يُقصي "الآخر" الأسود والهندي والصيني من جنة الديمقراطية. كما نقول في الدارجة, حلو الكلام في خشم سيدو. إقتباس:

============
ولكن بالتوازي مع التحرير التدريجي لمستعمرات الحكم الذاتي من سيطرة مكتب المستعمرات كانت التجربة تـُثبت أن مستعمراتنا المدارية لا تحتوي على العناصر الرئيسية للإستقرار للسلطة الكفؤ وأن تلك العناصر لا يمكن لأي آلية سياسية أن تأتي بها.
=============
إنظر, "الديمقراطية والتحيز", ص.6

الهوامش
---------------
* نزعم بأن كندا واستراليا ونيوزيلند تبدوان كدول مستقلة ذات "سيادة". لكن إلقاء نظرة على الترتيب السياسي والتشريعي يكشف "السوس في الدقيق الدستوري" في تلك الدول. وهذا الكاتب يقول بكل ثقة إن كندا مثلا عمليا مستعمرة بريطانية الآن وليس في الماضي!
** أشرت لهذا الفرق كذلك في مستهل مقالاتي بعنوان "الرجل غير المناسب - الفساد في السودان كنموذج أصغر لنظيره في بريطانيا" في موقع سودانايل على هذا المشباك:
https://sudanile.com/archives/141942
وشرحته بالتفصيل في مقالة أخرى بعنوان, "خطاب الجمهورييين العدائي تجاه المرأة, أم تحيز عادل عبد العاطي ضد الجمهوريين (1)؟", في الهوامش (2) و (4). رابط مقال الجمهوريين أسفله:
https://sudanile.com/archives/142073
الحلقة (1) كافتتاحية لسلسلة المقالات التي تعرض كتاب الديمقراطية والتحيز رابطها أسفله:
https://sudanile.com/archives/141992

لفائدة القراء, الكتاب متاح للداون لود مجانا عن طريق صفحتي على موقع Researchgate على الرابط أدناه:
https://www.researchgate.net/publication/353274394_Democracy_and_Prejudice_A_Journey_of_Ideology_in_the_Twilight_Zone_of_Anglo-Saxonism_aldymqratyt_walthyz_rhlt_aydywlwjya_fy_almntqt_alzlamyt_alanqlwsakswnyt
==
jsmtaz2014@gmail.com

 

آراء