الموضوع باختصار هو استرخاص قيمة حياة الانسان!!

الكارثة التي حلت بسكان غززة مثلما تستوجب ادانة الاحتلال وجرائم الحرب الفظيعة التي ارتكبها نتنياهو ، وتستوجب ادانة مغلظة للنظام الدولي الذي فشل على مدى خمسة وسبعين عاما في فرض السلام العادل عبر حل الدولتين ، فان هذه الكارثة تستوجب مساءلة حمماس على خياراتها غير العقلانية ممثلة في جرجرة شعبها الى مواجهة مسلحة غير متكافئة ومعلومة النتيجة سلفا استنادا الى عدد من الحروب السابقة التي دفع فيها الفلسطينيون اثمانا باهظة من حيث الارواح والممتلكات ولم يكن المقابل هو مكسب لصالح قضيتهم بل كانت النتيجة تقزيم المطالب الفلسطيينية الى مجرد ازالة اثار الحرب وادخال المساعدات واعادة الاعمار !
المصيبة الكبرى هي استنكار بل تخوين كل من ينتقد حماس باعتباره ضد المقاومة ومؤيد للاحتلال وناكر لمعاناة الضحايا!!
الانحياز للضحايا يستوجب طرح السؤال الجريء الم يكن بالامكان تجنيب الضحايا كل هذا الموت والدمار عبر اجتراح طريق نضالي مختلف عن طريق حمااس الذي لم يحرر شبرا من الارض رغم عشرات الآلاف من القتلى؟
استنكار مساءلة حماااس يعكس خللا كبيرا في العقل الجمعي السائد في المنطقة العربية ممثلا في استرخاص قيمة حياة الانسان !
هلاك عشرات الآلاف من البشر لا يعني شيئا ولا يستحق مساءلة السلطة السياسية التي من حقها ان تغامر بحياة الالاف او حتى الملايين في سبيل الايدولوجيا وان اخفقت مرة فمن حقها ان تجرب مرة ثانية وثالثة!!
باختصار الانسان في حد ذاته لا قيمة له وحياته ليست ذات قيمة تستحق مساءلة السلطة السياسية!
تخيل لو ان ازرائيل هي التي فقدت ستين الف قتيل وتمت تسوية مدنها بالارض وامتلأت مستشفياتها بمائة الف جريح ومعاق دون ان تحرز اي هدف سياسي! بل حتى لو احرزت اهدافا ذهبية ولكنها دفعت هذه الكلفة الانسانية هل كانت حكومتها ستبقى ولو ليوم واحد ؟
كم مظاهرة خرجت ضد نتتنياهو في تل ابيب منذ بداية الحرب؟ كم مقالة كتبت في نقده نقدا لاذعا في الصحف الازرائيلية؟ كم برنامج تلفزيوني سخر منه ومن حكومته ؟ كل ذلك من اجل عدد من الاسرى والرهائن رغم ان لا مقارنة بين اعداد القتلى الفلسسطينيين والاسسسرائيليين خلال الحرب ولا مقارنة في الخسائر المادية!
هنا يكمن الفرق!! وهنا يكمن سبب الهزائم المتلاحقة!
كل من لا يتعقل اسباب هزيمته الكامنة في نظامه الداخلي ومنظومته السياسية حتما سوف يعيد انتاج الهزائم !
الاكروبات التي تحاول اثبات انتصارات وهمية لحمااس مضحكة جدا! مثلا يقولون ان الحرب لفتت انظار العالم للقضية الفلسسطينية وتسببت في احراج دبلوماسي لاسرائيييل! واعتراف الدول الاوروبية بالدولة الفلسسطينية!
بالله عليكم هل هذا ثمن يستحق اكثر من ستين الف قتيل وضعفهم من الجرحى والمعاقين ومدينة مدمرة بالكامل؟
الا توجد الف طريقة وطريقة للفت نظر العالم بدون خسائر بهذا الحجم؟
الا يستحي المدافعون عن حمااس من الحديث عن مجرد اعتراف الدول الاوروبية بالدولة الفلسطينية على حدود ١٩٦٧ نصرا مؤزرا!! وفكرة حماااس التي على اساسها احدثت انقساما عميقا في الصف الفلسسطيني هي رفضها لاتفاقيات اوسلو وتقسيم فلسطين الى دولتين: دولة اسسرائلية ودولة فلسطينية!!
ستين الف قتيل من اجل مجرد الاعتراف بالدولة الفلسطينية على اساس مرجعيات اوسلو التي كانت حمماس تعتبرها خيانة وبيع للقضية!!

شاهد أيضاً

ما علاقة تأييد الجيش ” بالردحي” ضد القوى المدنية !

في ظل كارثة حرب الخامس عشر من ابريل ٢٠٢٣ ليس غريبا ان يختار شخص عاقل …