المولد النبوي الشريف في دور الإفتاء والمؤسسات الشرعية

 


 

 

 

ولد الهدي فالكائنات ضياء **وفم الزمان تبسم وثناء (شوقي)

يأتى الاحتفال بذكرى سيد البشرية محمد صلي الله عليه وسلم هذا العام خلال سلسلة من الأحداث الجسام التى تشهدها الأمة فى الأيام الحالية..

وحين نحتفل بذكرى مولده ـ صلى الله عليه وسلم ـ فى هذه الأيام، فإن علينا أن نهتدى بهديه ونتحلى بأخلاقه الكريمة التى نحن فى أمس الحاجة إليها اليوم، ونستلهم من سيرته العطرة ما يعيننا على العبور بسلام من تلك المرحلة الدقيقة فى تاريخنا، ونتلمس من سبل الهداية فى منهجه الحكيم ما يعالج مشكلات واقعنا وقضايانا المعاصرة .



وقد بات يسأل الكثير من المسلمين عن حكم الاحتفال بـ مولد النبى صلي الله عليه وسلم في كل عام وهو سؤال اعتادت عليه دور الإفتاء في شتي الدول العربية والإسلامية ….وقد أكد كثير من العلماء أن الاحتفال بالمولد النبوى له فوائد كثيرة منها: التعريف بسيرته العطرة، ومعجزاته، واجتماع الناس على تلاوة القرآن الكريم وقراءة الأحاديث والسيرة النبوية، وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف، وصلة الأرحام، وإطعام الفقراء والمساكين.

وفي يوم السبت ١٧ نوفمبر ٢٠١٨ م أنكر رئيس هيئة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين الجزائري الشيخ ابن حنفية العابدين، الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ، مؤكدا “عدم مشروعية” الاحتفال بهذه الذكرى ‘ الأمر الذي أثار حفيظة كثيرين عبر الإعلام والسوشيال ميديا …إلا أن دور الإفتاء في معظم البلدان الإسلامية والعربية حسموا هذا الأمر وأصبح قلة من ” المتشددين” يغردون خارج السرب .
وهذه بعض الفتاوي من المؤسسات والهيئات الدينية في بعض البلدان :

(1) هيئة علماء السودان – دائرة الفتوى – فتوى شرعية نمرة هـ/ع/س146 :
“الاحتفال به وبمولده صلى الله عليه وسلم أمر مستحسن شرعًا لأنه إحياء لذكرى رسول الله صلى الله عليه وسلم في القلوب، والفرح برسول الله صلى الله عليه وسلم مأمور به في قوله تعالى: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) [يونس: 58].

(2) دار الإفتاء المصرية – فتوى رقم 140 طلب رقم 1186:
“والاحتفال بمولده – صلى الله عليه وآله وسلم- هو الاحتفاء به، والاحتفاء به -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علِم الله -سبحانه وتعالى- قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ بأسره- باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته.

(3) الهيئة العامة للشئون الإسلامية والأوقاف بالإمارات – فتوى رقم 1489:
“ذهب جماهير العلماء إلى مشروعية الاحتفال بالمولد، وأنه صورة من صور شكر الله تعالى على ما أنعم الله به علينا من بعثة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.” أهـ

(4) دار الإفتاء الأردنية – فتوى رقم 653:
“الاحتفال بالمولد النبوي الشريف أسلوب حضاري للتعبير عن المحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، والاعتزاز بقيادته، والالتزام بشريعته، ويجب أن يكون خالياً من المخالفات الشرعية، ويُكتفى فيه بذكر السيرة العطرة، والشمائل الكريمة، والحث على التمسك بالدين.” أهـ (انتهي)

وقد ورد في السنة النبوية ما يدل على احتفال الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإذنه فيه؛ فعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلما انصرف جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله، إني كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كنت نذرت فاضربي، وإلا فلا» رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب.
فإذا كان الضرب بالدف إعلانا للفرح بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الغزو أمرا مشروعا أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بالوفاء بنذره، فإن إعلان الفرح بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا بالدف أو غيره من مظاهر الفرح المباحة في نفسها أكثر مشروعية وأعظم استحبابا.

وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبي لهب رأس الكفر والعناد بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نقرة من كفه كل يوم إثنين في النار؛ لأنه أعتق مولاته ثويبة لما بشرته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم،كما جاء في صحيح البخاري، فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين بميلاده وسطوع نوره على الكون.

افرح بميلاد الحبيب الأعظم
واطرب بذكر المصطفى وترنّمِ
وإذا سئلت عن الدليل فقل لهم
ما في الترنم بالنبي من مأثمِ
حبي له أملي وباب سعادتي
ليس السرور بذِكرِه بمحرمِ
فافرح وصلّ عليه واجعل حُبّ
نبراس قلبك في الزمان المظلمِ
أتظن من فرحوا به يشقوا به
حاشا لربك ذي العطاء الأكرم

*وكل عام وأنتم بخير…*
salahtoom@yahoo.com
///////////////

 

آراء