النار ولعت أيها الـ…

 


 

كمال الهدي
21 December, 2018

 


تأمُلات

Kamalalhidai@homtail.com

• استغرب لفئة ما زالت تطلق تحذيراتها للحكومة من اللعب بالنار.
• فالنار خلاص ولعت.
• والدماء سالت في شوارع مختلف مدن السودان.
• خرج شعبنا الأبي في مختلف مناطقه ثائراً ضد الظلم والطغيان وسياسات التجويع وإفقار بلد تغمره الثروات.
• فمن أي نيران تحذرون الحكومة؟!
• وعن أي عواقب وخيمة تتحدثون ؟!
• ما تسمونه بـ (العواقب الوخيمة) يعرفه غالبية أبناء البلد المخلصين لترابهم بأنه حق مشروع وثورة تأخرت كثيراً.
• فكفاكم زيفاً وارتزاقاً على حساب أبناء وطنكم.
• في الوقت الذي تخرج فيه الآلاف من شباب وشابات وشيوخ البلد في أكثر من مدينة للتعبير عن رفضهم لحكم الأراذل ومطالبتهم بإسقاط حكومة الجوع.. في مثل هذا الوقت يفترض أن تصمت الأصوات النشاز.
• لا يخفي على الجميع أن لدينا فئات مختلفة من الصحفيين في هذا السودان.
• فهناك الشرفاء الذين ظلوا يقولون (لا) في وجه الظلم ألف مرة في اليوم الواحد.
• وهناك من رغبوا في موالاة نظام حاكم بغيض وانتموا له رسمياً، وهؤلاء ربما يستحقون الاحترام أكثر من الفئة الثالثة، إن كان من الممكن أن يُحترم من ينتمي لحزب لا علاقة له بالإنسانية.
• وهناك(المصلحنجية) الذين باعوا أقلامهم وشرف مهنتهم.
• ولأن هذه الفئة الأخيرة هي الأخطر بين الثلاثة يفترض أن ينتبه أبناء شعبنا لهم جيداً ويحذرهم.
• ناس (عصاية مرفوعة وأخرى مدفونة) قد فاتهم القطار.
• فات وقت تقديم النصائح لهذه الحكومة الفاشلة الفاسدة.
• ومن أراد مناصحتها ما كان من المفترض أن ينتظر كل هذه السنوات الطويلة.
• الوقت الآن للثورة والدعوة الصريحة لتغيير من فشلوا في إدارة البلد على مدى أكثر من ثلاثة عقود.
• فكفاكم ضحكاً على العقول واستهبالاً.
• الأقلام التي تشيد بالشيخ على والفريق قوش في بداية المقال، قبل ختمه بنقد عابر للحكومة لا تستحق الاحترام.
• من يستهترون بعقول البشر يجب أن يقابلوا بنفس الاستهتار وقلة الاحترام.
• ما أريد قوله الآن هو أن يتجاوز أفراد شعبنا هؤلاء.
• وسيأتي يوم نذكرهم فيه بالأسماء واحداً واحداً حتى لاينخدع فيهم الناس مجدداً، لأنهم سوف يحاولون لعب دور قادم لن يكون أقل قذارة من دورهم الحالي.
• فعندما تقوم الثورات هناك دائماً من يعملون على تقويضها بمختلف الوسائل.
• وسيكون لهذه الفئة دورها في مثل هذه المرحلة، وهو ما يجب التنبيه له.
• أما الآن وقد أطلقت عطبرة الحرة شرارة الثورة، لتعم خلال ساعات بقية مدن السودان، فلابد أن يقوم كل منا بدوره على أكمل وجه.
• لا يكفي من أبعدتهم الظروف عن مواقع الحدث تداولهم للرسائل والفيديوهات والصور بعد أن يضيف كل منا عليها عبارة أو عبارتين تشجيعيتين للثوار.
• المطلوب من كل واحد منا أكبر من ذلك بكثير.
• علينا جميعاً أن نسعى لنشر الرسائل التوعوية البسيطة والقصيرة.
• فالثوار يتشكلون من مختلف فئات المجتمع.
• فيهم المستنير وصاحب الشهادة العليا.
• وبينهم المواطن البسيط الذي بلغ به ضيق العيش ما بلغ فأضطره ذلك للخروج إلى الشارع.
• فلابد من أدوار تنسيقية وتواصل مع من بالداخل حتى تتشكل مجموعات من الشباب المستنيرين لقيادة المسيرات والتظاهرات على الأرض.
• الآن يتعرض شبابنا وحتى صغارنا للرصاص الحي من بعض المجرمين.
• وحتى نقلل من الخسائر يجب أن يتبع المتظاهرون تكتيكات وأساليب متباينة في تعاملهم مع بعض الأجهزة الأمنية.
• بالأمس مثلاً بدلاً من إطلاق صيحات الفرح لهروب بعض منتسبي المؤتمر الوطني من عطبرة، كان من المفترض أن يتم احتجازهم كرهائن.
• الثوار يحتاجون للماء وما يسد الرمق، فمن أين سيأتيهم كل ذلك إن اكتفى كل بعيد عن موقع الحدث بالعبارات التشجيعية!
• بعض القنوات الفضائية العربية بدأت تتناول أحداث بلدنا، لكنها تأتي منقوصة.
• فاليوم مثلاً تحدثت قناة الجزيرة عن قتيل واحد، بينما تؤكد الأخبار الواردة عبر الواتساب استشهاد الكثيرين بنيران الدعم السريع.
• فلماذا لا يتم التنسيق بين بعض زملاء الداخل الشرفاء وهذه القنوات حتى تُنشر الأخبار الصحيحة، بدلاً من ترك الحبل على الغارب لكل من يريد أن يعكس الواقع حسب رؤيته وتوجهاته.
• عوضاً عن الاعتماد على بعض النواب البرلمانيين كمصدر للأخبار، أتوقع أن يتولى هذه المسئولية فريق من الصحفيين المحترمين بالداخل.
• كما نعول على دور هؤلاء في توزيع أنفسهم بين المتظاهرين بالمواقع المختلفة لتكوين مجموعات شبابية لقيادة هذه التظاهرات.
• التظاهرات العفوية وحدها لن تكفي لإحداث التغيير المطلوب.
• لكن بقليل من التنسيق والتنظيم، بعيداً عن بعض من عهدناهم وعرفناهم كـ (لصوص ثورات) يمكن لشعبنا أن يحقق مراده.
• وإن تكونت هذه المجموعات الشبابية القيادية على وجه السرعة يمكنها أن تتواصل مع الثوار البعيدين عن أرض الوطن لتوفير بعض المعينات.
• أقل ما يمكن تقديمه لمن يضحون بأرواحهم ويبذلون دماءهم رخيصة من أجل الحرية والانعتاق هو العون المادي.
• الصدق في التناول وعكس الواقع كما هو أيضاً من الأمور بالغة الأهمية لكسب المزيد من الثقة.
• وهذا أمر لا يمكن أن يتحقق في ظل فوضى الإرسال والتداول للأخبار.
• بدأ بعض الشباب في تقديم رسائل واعية عكست مدى فهمهم لثورتهم ودواعيها المنطقية.
• ونتوقع أن يقسم هؤلاء الشباب أنفسهم في شكل مجموعات قيادية بكل حي أو منطقة مع التركيز على مسألة التواصل مع القيادات في المناطق الأخرى.
• عموماً يتطلب الأمر جهود الجميع ورؤاهم في هذا الظرف الدقيق حتى لا تضيع دماء هؤلاء الشباب هباءً، كما حدث في مرات سابقة.
///////////////////////

 

آراء