الناس ال هناك يتحاورون على مسافة من شعب السودان

 


 

 



اسماعيل عبدالحميد شمس الدين -موظف معاش

لحظات تقاس بسعادة العمر كله  للعودة بعد اغتراب الى حضن الوطن وعناق الأرحام والأقربين من الأهل والأصدقاء والمعارف على امتداد السودان الذي يسع الجميع في ترحاب ومودة صادقة والناس في أفراحهم وأتراحهم يتجمعون على التواصل الباقي أوالذي تبقى لهم ، والغالبية تردد في ذهول ما وصلت اليه تكاليف المعيشة من غلاء طاحن ولكن تبقى النفس الصافية في انتظار  الأمل والفرج من عند الله.وعلى مسافة من ملتقى النيلين الأبيض والأزرق تجمع البعض بعيداً عن ناس السودان وعلى البعد في حلقات مقفولة حولها الحراس لبداية حوار جديد بحثاً عن مخرج لأزمة السودان المستفحلة لمدة 26  عاماً عجاف لينحصر الحوار والتجمع عليهم تحت مظلتهم التي  أوصلت  بلادنا الى  أدني درجات التردي وعممت المعاناة على ربوع أهل السودان حروباً وتشريدا ونزوحا والامعان في تفقير شعبنا ليلتقي المؤتمر الوطني بشقه الثاني الذي شاركه في  في دمار مقدرات شعبنا منذ عام 1989 وهو المؤتمر الشعبي رأس الأفعى لكافة المؤامرات المتتالية على شعب  لا يستحق الا التقدير  والتمجيد فنالوا  عبر السنوات كل أنواع التنكيل وأحالوا مقدراته الزراعية والصناعية والخدمة  الى هشيم تزره  الرياح لتنهار السكة الحديد والنقل النهري والخطوط البحرية والخطوط الجوية وأكبر المشاريع الزراعية في أفريقيا والشرق الأوسط مشروع الجزيرة ومشروع الرهد وأبو نعامة والحديبة وقاموا بابعاد كافة الكفاءات العلملية والمهنية  باحداث سياسة الولاء محل الكفاءة والخبرة  لتنهار بعدها الصناعة والتعليم والصحة واليوم نفس الوجوه تتجمع  من جديد بعد فراق وخلاف  على المصالح ونهب خيرات الشعب فيتجمع الوطني والشعبي وكأن شيئاُ لم يكن يتهامسون ويتحاورون لمرحلة جديدة تنبني على القهر والظلم والنيل من الانسان الذي كرمه الله في كتابه العزيز.

نعم يتحاورون في قلب العاصمة في قاعة وفرت لهم فيها كل وسائل الراحة  والرفاهية وسط حراسة مشددة ليتباروا بالكلام المعسول الذي لايغني ولا يسمن من جوع بعد أن تكشفت شعاراتهم البراقة بادعاء النهج الاسلامي  والاسلام منهم براء.والتحاور بوجوه  ملها الشعب وهم يوزعون الابتسامات الصفراء بينهم ( أعاين فيه وأضحك ) ( متلاعب ليس الا )، ومما يزيد الأمر حرقة واستفذاذاً لشعبنا أنه يتم مع تباشير رياح أكتوبر 1964 وانتفاضة سبتمبر 2013 امعاناً في الغطرسة والتكبر. الذي أصبح طابعهم  بحصر الحوار بينهم وعزل كافة القيادات الحزبية وجماهير الشعب السوداني وكان من الطبيعي أن تقاطعه الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي والاتحاد الأفريقي لتتوسع الشقة بينهم وكافة القوى الوطنية والقوى المحبة للسلام والمشفقة على شعب السودان.

ساعات وينتهى سامر المتحاورين  بعد أن لفحتهم أهوية التبريد وتناولوا ما لذا وطاب من حلو المذاق وربما فاز البعض منهم بالفتات من وزارات هامشية أو صفقات تجارية ومالية وليبقى الوضع على ما هو عليه والرفاق يتحارون ويمرحون وتنقل وجهوهم شاشات التلفاز وهم في خيبة أمل  وسوء رجاء.

ربما كان البعض ينتظر من قوى المعارضة خطوة ايجابية بعقد مؤتمر أو تجمع يجمع تفرقها رداً على تجمع الوطني والشعبي في الخرطوم ولكن خاب ظن الجميع فالمعارضة قد شاخت وأصابها الهرم وأصبحت بعض القيادات تفضل العيش الوفير في عواصم الدول الأوربية بعيداً عن معاناة شعب السودان ليصدق القول بأنه لولا ضعف المعارضة لما امتد الانقاذ لهذه السنوات كما أن الأمر يحتاج لرؤية جديدة فما ينطبق على السلطة الحاكمة ينطبيق على المعارضة في الشرعية الديمقراطية بغياب الاختيار الديمقراطي للقيادات وينطبق القول على حاملي السلاح بعد أن أصبع التشتت للفصائل طابعهم المميز.

لقد نادى الكثيرون بكلمة حق للخروج من الأزمة السودانية بالوسائل السلمية وبنقل السلطة على أساس أنها ليست حكراً لأحد  أو مجموعة أو موروثاً لأفراد يتبادلونه كل عقد من الزمان والناس يعرفون كيف كان كيدهم لبعضهم البعض  وهم اليوم يتحاورون للوفاق  وعليهم الرجوع لكلام الله سبحانه وتعالي ( يعطي الملك لمن يشاء وينزع الملك ممن يشاء ) ينزع  ينزع  ينزع. نعم نادى الكثيرون بكلمة موجهة للسيد رئيس الجمهورية على أساس أنه صاحب القرار اليوم وقبل ضياع الوقت لمزيد من التأزم والانهيار وقبل لحظات نزع الحكم لأن هذا قدر محتوم ، بأن يعود الى شعبه وبني وطنه الذين تحملوا عبء ويلات حكمه وهذه الويلات الظاهرة وما خفوها عنه ونحن نردد معه بأن ىقضايا أهل السودان  لا يحلها الا أهلها بني السودان العامر بتاريخه وأصالته. ولقد رحل منا الكثيرون من الصفوة المختارة من أبناء السودان قيادات ىسياسية واقتصادية واجتماعية ودينية ونقابية ومهنية بقضاء الله وقدره وهاجر الكثيرون هرباً من الظلم  والبحث عن الذات والعيش الكريم ،، لقد نادى الكثيرون باتخاذ خطوات جادة  للخروج  من الأزمة ووضع التصورات لمستقبل مشرق لشعب السودان ولايزال البعض من الصفوة يعيش  بيننا ولسان حاله يقول عشت ياسودان متطلعين لمستقبل واعد للأجيال القادمة بعد أن فعلت الانقاذ ما فعلت بأبناء وبنات هذا الجيل فلترحموا الأجيال القادمة وتتركوها لرحمة الله فالحوار بعد التجربة الثانية  أثبت فشله بالمقاطعة الجماعية لجموع شعبنا ولايحتاج لهذه المهرجانات   ،،،،،

ولكنه جلسات من صفوة مختارة من أبناء شعبنا ومن خارج السلطة والمعارضة لتدير حواراً يفضي لتسليم السلطة بصورة سلمية وتوفير  سبل الحوار الحر النزيه ولتعمل مباشرة  وتقدم توصياتها لرئيس الجمهورية وهم شخصيات تميزوا بالأمانة المطلقة والرؤية الثاقبة لمستقبل شعبنا والحرية والشفافية في قولة الحق نعم العمل مباشرة معكم حتى لا يتدخل الوصوليون وذوي المصالح الزائله ولتنفض الغبار من حولك سيادة الرئيس لاختيار الصفوة الطاهرة من عدد من أبناء السودان وربما يكون من بينهم أو على رأسهم  (أمين الأمة  ابراهيم منعم منصور ( والسفير أحمد يوسف التني  والاعلامي المرموق محجوب محمد صالح وعملاق الانضباط العسكري عبدالماجد حامد خليل والمفكر والدوبلوماسي  منصور خالد والسفير صلاح أحمد محمد صالح )وحسب قول الشاعر السموأل( تقولين انا قليل عديدنا ،،فقلت لها ان الكرام قليل)

ismail.shamseldin@gmail.com
//////////////

 

آراء