ال 30 من يونيو

 


 

 

كانت صحوة وطنية، أوضحت بكل جلاء، أن الشعب السوداني ما هان ولا إستكان، بل خرج إلى الشوارع معبراً عن وعيه السياسي مقروناً بنضاله الباسل ومقاومته السلمية التي لم تخضع أو تستسلم، للمؤامرة الشريرة التي مثل الإنقلاب رأس حربتها، لوأد الثورة وإفراغها من مضمونها السياسي والإقتصادي والثقافي لصالح القوى الطفيلية وإمتدادتها في المحيط الإقليمي والدولي.
30 من يونيو كانت الخرطوم وأغلب مدن السودان الأخرى، مرجلاً يغلي بالملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني وهي تهتف للحرية والدولة المدنية تحقيقاً لأهداف ثورة ديسمبر المجيدة، التي تبدأ بالقصاص من القتلة الأشرار الذين سفكوا دماء الأبرياء، منذ عهد نظام الإنقاذ مروراً بالثلاثة سنوات الأخيرة التي سيطرت فيها اللجنة الأمنية التابعة للنظام السابق على ملفي الأمن والدفاع، تحت لافتة إدعائها الإنحياز للثورة، لكن سرعان ما تقطعت حبال أكاذيبها وإدعاءاتها وظهرت على حقيقتها العارية عبر إنقلابها المشؤوم على الحكومة الإنتقالية ومن ثم بسطت سيطرتها الكاملة على مقاليد السلطة من أجل حماية الفاسدين والقتلة من المحاسبة جراء ما إرتكبوه من جرائم سياسية وإقتصادية بحق الشعب والوطن.
كما إرتكبت يوم أمس مزيداً من الحماقات والتجاوزات ضد الثوار السلميين سقط على إثرها عدداً من الشهداء ومئات من الجرحى والمصابين.
لكن ذلك لم يثني الشعب السوداني عن مواصلة نضاله السلمي من أجل إنهاء الإنقلاب وإعادت المسار الديمقراطي، وبناء دولة القانون والمؤسسات ممثلة في حكومة مدنية بقيادة الثوار وقضاء مستقل وإعلام حر، وصياغة دستور لصالح الشعب يضع حد للإنقلابات العسكرية التي أعاقت مسيرة الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية والتنمية والتقدم.

يوم أمس أظهر الشعب السوداني، أنه لا يقبل بالإستبداد والفساد والظلم، ولا ينام على الضيم.

الرحمة والمغفرة للشهداء الأبرار، وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين الأبطال.
الخزي والعار للإنقلابيين القتلة الأشرار عملاء الصهيونية والرأسمالية العالمية الطفيلية.

الثورة هي ضمير الشعب وهواه. ✌️

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

 

آراء