انها لحظة المصداقيه

 


 

 



waladasia@hotmail.com

ما حدث بجنوب افريقيا احدث نقلة كبيره جدا فى مسار العمل السياسى بالسودان ربما لم يفق من هول زلزالها لاعبى الحراك السياسى فى صفوف الحكومه والمعارضه بكل اطيافها ، وربما خطاب السيد الصادق المهدى للحكومه الجنوب افريقيه بضرورة عودة الرئيس الى السودان كان من خلال تنبؤه مما سيحدث وخطورة الامر فجازف بكل شىء حرصا منه على درء الكارثه التى ستحيق بالسودان ورغم اختلافى الشديد لممارسته السياسيه ودوره فى ما ال اليه الحال اليوم الا اننى احترمت انه وضع المصلحة العليا فوق كل اعتبار وانا هنا اقدم حسن الظن فيما اقدم عليه

وهذا الامر استوعبته تماما القوى الخارجيه سواء الاقليميه او الدوليه الاخرى من خطورة ما سينجم فى حال تسليم الرئيس البشير للمحكمه الدوليه فى ظل غياب حقيقى وقوى يملأ الفراغ حيث ارتباك فى صفوف الحزب الحاكم من هول المفاجاه والانقسامات الداخليه وقيام عمليات تصفية حسابات قويه يؤدى الى انفلات امنى لان انعكاسها سيكون على القوات النظاميه بشتى تسمياتها ومن جانب المعارضه عدم وحدتها وحالة الاختناق التى ستنجم جراء محاولة اقتلاع كل جهة فى اقتسام كعكة السلطه ووجود السلاح ومناطق محرره باسم كل فصيل

جو منتهى القتامه لا يطمئن فى ظل اندياح وتمدد داعش وبقية اسماء الحركات الدينيه المتطرفه

والسؤال ماذا كان سيحدث حالة اركاب البشير للطائره المغادره الى لاهاى  اذا كان مجرد الاعلان عن النيه خلق كل ذلك التوتر للدرجه التى عجزت تماما اجهزة الاعلام والخارجيه عن اشباع النهم الاعلامى داخليا حول الامر

انها فعلة اللحظة التاريخيه ليتحمل كل من تصدى للقياده للعمل السياسى والعسكرى ان يتدبر الجميع الامر وان يجلس الجميع دون شروط مسبقه حفاظا على المصلحه العليا ويكفى فقط ان التجربه ربما تكون مرت لحظات الضعف الانسانى للرئيس ابان تلك الساعات العصيبه ان تجعله بحكم مسؤليته الكبرى ان يضع الامر تحت ادارته الشخصيه وبمنتهى الصدقيه وكعسكرى مر بتجربة ازلال نفسى واهانه للرتبه والشرف العسكرى ان يجمع الجميع وبكل حيده واضعا نصب عينيه ماذ كان سيكون الوضع لو توجه الى لاهاى بدلا عن الخرطوم

وللمرة الرابعه فى سلسلة دروسه للمعارضه والحكومه امتنع الشارع السودانى فى التفاعل مع الامر باعتبار انه ليس فى الامكان اسوا مما كان وان كلمته ستاتى فى اللحظة الفاصله تماما فلم يتجاوب الشارع مع نداء المعارضه بان اللحظه حانت للاطاحه بالنظام والخروج لمساندة القضاء فى جنوب افريقيا لتنفيذ امر محكمة الجنايات وكذلك لم يخرج غاضبا ليرفع من معنويات النظام الحاكم ودماء ابناء الجريف شرق لم تجف بعد

هى معادله عادله ودرس قيم منحه الشعب السودانى العظيم لكل المتعاركين من اجل مصالحهم الخاصه ونكرر السؤال متى تستوعبوا الدرس يا هؤلاء

اخيرا اتمنى ان يدار حوار موضوعى لنجنب بلادنا سوء المصير ويكفينا دمار للانسان والحيوان والزرع ولنكون راى عام ايجابى لنضغط به على من تولوا قيادة العمل السياسى من تلقاء انفسهم بان تكون اولوياتنا ومدخلنا بجديه لاصلاح الحال وايقاف التدهور ايقاف الحرب كاولويه مطلقه لان الخاسر هى الاجيال التى صار عمرها فوق الخمسه وعشرين وهى منقسمه فى اتون الحرب بين هذا وذاك كوقود للحرب وزرع كراهية الاخر فى انفسهم

اخبار المدينه تورنتو

 

آراء