اين اوكسجين الاستقلال والشعب مخنوق بالعسكر والغلاء

 


 

 

اين اوكسجين الاستقلال والشعب مخنوق بالعسكر والغلاء وتصاعد كلفة التعليم والتطبيب وانعدام وسائل الترفيه !!..

حقا وصدقا وعدلا هل سنحتفل بعيد الاستقلال وتملا جوانحنا واعطافنا آيات البهجة والسرور ويغمرنا الشعور العالي والفرح الطاغي بما أنجزنا منذ أيام مضت لن ننسي ذكراها وكنا فرحا قد قضيناها؟!
وننظر حولنا ونجد بلدا عربيا وأفريقيا ومسلما متسامحا مع الآخر والناس فيه سواسية ينعمون فيه من غير مشقة أو عنت بطيب العيش ورغده وهذا البلد الذي حمل اسم السودان يجوب مواطنه اركان الدنيا الأربعة يكون اينما حل في ابهي مواضع الاحترام والتقدير !!..
لنبدأ بالتعليم وبام الجامعات جامعة الخرطوم ونحن علي أعتاب الاحتفال بذكرى عيد الاستقلال نجد المأساة كامنة في إدارة هذه المؤسسة العريقة وهي تتعمد إيذاء الطلاب وتخنقهم بالرسوم المبالغ فيها ولا تسمع منهم بل تقرر مايحلو لها وهي إدارة كيزانية متسلطة القصد منها عرقلة الثورة وارجاع الفلول حتي يرجع السيخ مرة أخري الجامعة وتفتح فيها من جديد المكاتب الجهادية وتعود الفوضي من جديد ويسير التعليم وحيدا باكيا بعيدا من الرقي والتقدم والازدهار والثقافة والعلوم والآداب والذوق الرفيع!!..
تمت مضايقة طلاب جامعة الخرطوم بالرسوم الموجعة وربما تتعطل الدراسة أو يكون العام الدراسي يمشي الهوينا كما يمشي الوجي الوحل من غير تحصيل مفيد أو بحث ينفع البلاد والعباد والأساتذة جعلهم قلة الراتب يشدون الرحال لما وراء الشمس ينشدون الراحة والاستقرار !!..
تبعت جامعة السودان اختها جامعة الخرطوم وعانت مثلها من الرسوم الجزافية واضربت لعل الحال يتحسن ولكن مع مثل هذه الإدارات وما يدور في التعليم العالي ومن الذين يمسكون بزمام الوطن كأمر واقع ستظل الأمور تسير من سيء الي أسوأ ومتوقع مزيد من الجامعات أن تتوقف عن العمل ورأينا جامعة دنقلا تدخل في خط الاحتجاجات علي الحال المائل عندهم الغير مشجع علي تحصيل أو دراسة وبحث وطموح لنيل جائزة نوبل وغيرها من الجوائز المرموقة التي يسعي لها العلماء بالكد والاجتهاد وسهر الليالي وبالعرق والدموع ومساعدة الجامعة والدولة والرأسمالية الوطنية !!..
رايت حفنة من الاعلام معلقة علي أعمدة الإنارة في الشوارع الرئيسية واظن أن هذا الإجراء هو أقصي فهم للمسؤلين عن كيف يتم الاحتفال بعيد الاستقلال ومن غير هذا فلا فكرة لهم ولا استعداد ولا بيان عن المشاريع الكبري التي أنجزت خلال العام الماضي وخطة للعام الجديد وهنا يمكن أن تطوف الكاميرا علي طول الشوارع المسفلتة المضاءة بالثريات والكباري المزينة بالجمال والصور واللوحات الفنية النادرة والشعب يخرج للحدائق العامة في حال زاهية ووجوه تعلوها ابتسامة الرضا والاطفال كلهم حيوية ونشاط ومعهم الحبوبات يحكون لهم عن ماض عريق لبلد ماجني علي أحد لكن أبنائه هم الذين جنوا عليه خاصة السياسيين العاطلين عن كل موهبة الفاقدين للعلم والمعرفة والثقافة!!..
كيف نحتفل بعيد الاستقلال وبلادنا الطيبة تحتلها حركات مسلحة تخنق أنفاسها وتسرق خزينتها وتنشر الرعب في جنباتها وتجوب بتاتشراتها أرضنا الطيبة التي حولوها الي مقلب نفايات من الحجم الكبير !!..
صار الإعلام يغرد في صحراء الربع الخالي وسط أشجار الصبار تحيط به الأشواك ولا جرعة ماء تبل الشوق ولا ردا يطمن !!..
طبعا سيظهر قائد الانقلاب بالزي القومى ويوجه كلمة للأمة السودانية يبلغهم تحاياه وتحية نائبه الأول بمناسبة عيد الاستقلال ويتمنى لهم الرفعة والسمو والمستقبل الواعد !!..
نريد من العسكر شيئا واحدا أن بقي عندهم شيء من ضمير أن يعودوا لثكناتهم ويتفرغوا لحراسة البلاد وحماية الدستور وأن يكفوا عن التنكيل بالثوار وان يطلقوا سراح الشعب والثورة !!..
يكون لعيد الاستقلال طعم الشهد عندما يطلق بعضنا سراح بعضنا وان نفلح أرضنا ونخرج الكنوز من باطن جبالنا ونقتسم هذه الكنوز بالعدل والسوية تحت راية واحدة وجيش وطني واحد مهني وتعليم بعيد عن التجارة والتموين وسرير طبي لكل مريض مجانا ودواء متوفر واسعار في متناول الأيدي ونظافة عامة علي مستوي واخاء ومحبة تسود الجميع وأن يعود الجنوب الحبيب الي حضن الوطن!!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////

 

آراء