اين هو المستهلك واين هي الجامعات في بلاد شبعت من الدمار والحريق ؟!

 


 

 

جاء في الأخبار أن السودان تم اختياره عضواً في اللجنة التنفيذية لجمعية حماية المستهلك الدولية وجاء أيضا أن مدير جامعة النيل الازرق أقال بعض عمداء الكليات ونوابهم ... اين هو المستهلك واين هي الجامعات في بلاد شبعت من الدمار والحريق ؟!

وحتي كبير القوم وقائد الجيش والرئيس بوضع اليد يعدل في وزارات الدولة ويغير الوزراء بين كل وقت وحين وهذا التعديل والاعفاء يطال مجلسهم السيادي فهذا العضو فيه يعين بغير سبب معروف ويصرف له الكرت الأحمر علي حسب الملابسات والظروف ... ونحن الشعب السوداني الغلبان المحروم من أساسيات الحياة ، أليس من حقنا أن نتساءل ، هل هذه الإجراءات التي تتم علي مستوي الرئاسة والولايات والجامعات ، هل هي للاستهلاك المحلي ارضاءا لغرور القائمين على الأمر رغم انف الرعية ولكي يقنعوا أنفسهم بأنهم يصرفون اعمال الدولة بكل شفافية وحياد وكأنما الزمام قد آل إليهم عبر انتخابات شفافة ونزيهة وان الشعب قد وثق فيهم ورضي بهم امناء علي مصالحه ورعاية شؤونه في كافة المجالات ؟!
قلنا وسنظل نقول ونكرر ولا نمل عن التكرار أن تجريب المجرب قد جر علي بلادنا الحبيبة الخراب ... وان هذه المحاولات غير المجدية مابين منبر ومنبر ومؤتمرات ومنظمات وأمم متحدة واتحاد أوروبي وافريقي وايقاد وسلفاكير وجيبوتي وغيرها من اللافتات والفتات واللت والعجن ودفن الليل ( ابو كراعا برة ) ... والحل بسيط وميسور وفي يد اي مواطن سوداني غيور وهو أن يلتفتوا الي أنفسهم ويثقوا في مقدراتهم ويعودوا من جديد لشعار :
( زارع الحقل في البكور حقلك الدهر الدهر اخضر ...
انت في هيكل الزهور فيلسوف مفكر ................ ).
ضاع منا مشروع الجزيرة بأيدينا وبايدي عمرو وفقدنا الأمن الغذائي وصرنا يد سفلي تتلغف في محبة وشوق كراتين الإغاثة من بلدان تسرق ذهبنا النضار وترسل لنا مع كل ( رشة مطرة ) دقيق وزيت ولبن بدرة وصابون غسيل وشوية بطاطين وخيام فيخرج الوالي شخصياً في كوكبة من أركان حربه ليستقبل الرسالة الإغاثية وهو ( يعرض ) وعصاته تكاد تلامس الثريا ويعتبر هذا إنجاز له غير مسبوق به ينام قرير العين هانيها !!..
الأخبار الواردة من الخرطوم محبطة ومع كل هذا السيل الجارف من سواد الحال والضبابية فالويل لنا أن لم نتمسك بالتفاؤل والأمل وقد قالوا تفاءلوا خيراً تجدوه وعلينا أن نعض علي إيماننا بالنواجذ وان لانترك لليأس فرصة أن يتسرب عبر أنفسنا ووجداننا وان نظل في حالة من الصلابة الغير قابلة للكسر وان نتمسك بمقتضي الآية الكريمة ( إن مع العسر يسرا ) صدق الله العظيم.
نتمني أن نعود كما كنا زمان قبل أن نشغل أنفسنا بالماديات والكماليات والتطاول في البنيان وبيوت الافراح والمهور الغالية وإهمال العلم وتحويله الي سلعة والتجارة في الدولار واليورو مما جعلنا جنيهنا علي ( الزيرو ) حتي أن بائع ( التمباك ) يريد ثمنا لبضاعته غير الصحية دولارا يسر العين ومافيش حد احسن من حد !!..
الحل العودة للكسرة وملاح الروب والشاي بالحليب الصافي وترك كل ماهو مستورد خاصة لبن البودرة وهذه فضيحة في بلد حباه الله سبحانه وتعالى بملايين الرؤوس من الماشية ... وحتي اللحوم اصبحنا نأكلها من ( الضحية للضحية ) وغيرنا بالخارج ينعم بخيراتنا من اجود اللحوم الضانية والبقرية وحتي لحوم الإبل لها في مطابخهم مكان محترم !!..
طبعا حسي نحن ما عندنا حكومة والدولة ذاتا أصبح مشكوك في أمرها ومع ذلك الجماعة ديل العاملين وزراء وأعضاء مجلس سيادة وولاة وما عارف شنو بجيبوا العربات الفخمة والضياع والقصور والفشخرة والسفر الكتير دا من وين ؟!

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .

ghamedalneil@gmail.com
////////////////////

 

آراء