بدلا من مطالبتهم بالخروج من أستراليا

 


 

 

كلام الناس
هذه ليست المرة الاولى التي يرتفع فيها صوت من اصوات العنصرية التي تعمم الاحكام الظالمة على احد مكونات النسيج الأسترالي المتعدد الثقافات والأعراق.
سبق أن كتبت مستنكرا مثل هذه التصريحات التي اصدرت بعض الاحكام الظالمة ضد السودانيين متهمة اياهم بأنهم ينظمون عصابات إجرامية في ولاية فكتوريا، وكأنهم وحدهم دون مكونات النسيج الأسترالي الاخرىمن يرتكبون الجرائم والاعتداءات.
هذه المرة تطاول احد العنصريين للاسف قيل انه استاذ جامعي على الاستراليين من أصول سودانية متهما إياهم بأنهم لم يراعوا رحابة أستراليا التي احتضنتهم بعد أن جاؤا إليها هربا من بلادهم التي تعرضوا فيها للظلم والقهر والقتل لكنهم أصبحوا يمارسون الجرائم في رحابها.
لن ادافع عن السودانيين الذين اندمجوا في النسيج الأسترالي واصبحوا مكونا فاعلا فيه بوجودهم الفاعل في شتى مجالات الحياة المجتمعية لكنني قصدت تذكير أمثال هذا العنصري أنه بنشرهم خطاب الكراهية ضد الآخرين يسيؤون لثقافة أستراليا التعددية التي احتضنت مكوناتها المجتمعيةمن كل أرجاء العالم ليعيشوا في سلام وتناغم.

إننا نعترف بوجود بعض المنحرفين والمجرمين وسط الاستراليين السودانيين لكنهم يشكلون نسبة ضئيلة من حجم وجودهم في أستراليا مثلهم مثل غيرهم من مكونات النسيج الأسترالي، وهذا لا يعالج بمطالبتهم بالرجوع لموطنهم الأصلي إنما بتعزيز ثقافة السلام والتعايش الإيجابي والتناغم والإندماج التي شكلت كامل النسيج الأسترالي.
هذا يتطلب من كل الاستراليين بمختلف مكوناتهم الثقافية والاثنية تكثيف الجهود لنشر وتعزيز ثقافة السلام والتعايش الإيجابي والتناغم والإندماج في المحيط الأسترالي الرحيب .
هذا يتطب ايضا تكثيف الاهتمام وسط الأجيال الصاعدة من الأطفال والشباب من الأسر وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية والتربوية والرياضية والفنية لتعزيز ثقافة السلام المجتمعي واحترام الآخرين بمختلف ثقافاتهم ومعتقداتهم واصولهم بدلا من نشر خطاب كراهية الآخرين ومطالبتهم بمغادرة أستراليا.

 

آراء