بعد ثلاثين عاماً عرش الطاغية عمر البشير يتهاوي تحت اقدام الثوار السودانيين

 


 

 

 

يا بلادي سرقوك نهبوك من سنين، وسنين يا بلادي.

وبنوك في البادي كادحين يا بلادي، كم طريد ، كم شريد ، كم قتيل يا بلادي
أنا أفريقي حر، والحرية في دمي، سوف أحطم أغلال مهما كمموا فمي.

رائعة محمد الفيتوري

أمسي حزب المؤتمر الوطني هذه الأيام يعيش مأزقاً سياسياً نتيجة الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في كل مدن وأرياف السودان اذ يجيء هذا الحراك الشعبي والجماهيري العارم بهدف الإطاحة وإسقاط النظام الاسلاموي المستبد والذي ما انفك يعيث فسادا في السودان عيث الضبع في الغنم، فمنذ استيلاء الإسلاميون علي السلطة السياسية في السودان عبر انقلاب عسكري تحت جنح الظلام في ٣٠ يونيو ١٩٨٩ اتخذوا الظلم والطغيان منهجاً وسلوكاً اذ مارسوا القهر والاضطهاد ضد العديد من ابناء وبنات الشعب السوداني، كما أعلنوا حروباً ذات أبعاداً دينية وعنصرية في كل من جنوب السودان، وجبال النوبة،والنيل الأزرق، تحت دعاوي ومزاعم خرقاء هوجاء تمثلت في الدفاع عن العقيدة والوطن،وعلي هذا النحو لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل مضوا في غيهم فأشعلوا حريقاً جديداً في اقليم دارفور. ومما كان يثير فضول الكثير من المراقبين للمشهد السياسي السوداني وقتئذ هو إصدار فتاوي بالغة الضرر من أئمة وشيوخ الحركة الحركة الإسلامية الذين اعتبروا الجنوب داراً للحرب حيث يسلب وينهب كل مغنم وتسبي نساء وتقسم الأموال المنهوبة والمسلوبة فياً حسب تفسيرهم الخاطئ لعقيدة الإسلام ( من قتل قتيلاً فله سلبه) .فضلاً عن الكذب المهول الذي كان يردد صبح مساء من قبل غوغائي المؤتمر الوطني عن قيام القرود في حرب الجنوب بزرع الغام في طريق العدو، بينما كانت الأشجار تصطف وهي تهلل وتكبر، فيما كانت الملائكة تقف صفاً متراصاً وهي تقاتل جنباً الي جنب مؤازرةً كتائب الدفاع الشعبي، وان من يقتله الجيش الشعبي لتحرير السودان في صفوف الجهاديين الاسلامويين الملتحيين يفوز بزواج من بنات حور الجنان. ومهما يكن من امر فانه يبدو بشكل متناهي الوضوح ان المؤتمر الوطني كان يتدثر بالدين تنفيذاً لمخططاته الشريرة وهو قتل ابناء وبنات الشعب السوداني ومن ثم احكام القبضة والسيطرة الكاملة علي مقاليد السلطة السياسية والاقتصادية لأطول فترة ممكنة في الدولة السودانية ، والتي بلغت ثلاثين عاماً حسوماً. صفوة القول ان الهبة الثورية التي يقودها هذه الأيام ابناء وبنات الشعب السوداني المناضلين الشرفاء الذين تهدروا كالسيل في الشوارع ومنحنيات الدروب لخوض نضال وكفاح في معركة الشرف والكرامة تستهدف بشكل جلي وضع النهاية الأكيدة واجتثاث نظام الإبادة الجماعية بقيادة مجرم الحرب عمر البشير والفئة الباغية من زمرته من جزوره. وتجدر الإشارة الي ان طريق هذه الثورة السودانية الظافرة والحراك الجماهيري الباسل الذي عم مدن وأرياف أرحب من رحاب الضوء، ونبض هذا الجيل الجديد حلو الشهد الذي يقود ثورة الشعب سينتصر حتماً وسيقطع راس أفاعي السحت ( المؤتمر الوطني) ويرميه الي مزبلة التاريخ، وستجري محاكم الثورة ضد قتلة أمل وأشواق وتطلعات هذه الجماهير المحبة للحرية ومبادئ حقوق الإنسان ، فما اشبه ليلة الطاغية طريد العدالة الدولية عمر البشير وزوجته وداد بابكر ١٩٨٩-٢٠١٨ ببارجة لويس السادس عشر و زوجته الشمطاء ماري أنطوانيت ١٧٨٩-١٧٩٩ ! ومما يوكد ما سقت من القول فان ان الشعب السوداني لعلي موعد مع صبح الحرية نتيجة هذه الثورة السودانية الظافرة.

مشار كوال اجيط / المحامي


macharkoul@gmail.com

 

آراء