. قبل أن يجف حبر مقال نذكر فيه وزير الإعلام بواجبه الثوري وضرورة تطهير هذا القطاع الهام يخرج علينا أحد بقايا وأذيال نظام الطاغية ماداً لسانه للوزير (الثوري) قبل أن يمده لما نكتب.
. فقد سمعت بالأمس عن الإعلان لحلقة سيستضيف فيها ضياء الدين بلال الدكتور محمد علي الجزولي بقناة النيل الأزرق.
. ولك أن تتخيل عزيزي القاريء إلى أي درجة وصل الاستهتار بدماء الشهداء وتضحيات الثوار!
. منذ اليوم الذي خلع فيه شعبنا الطاغية ونحن ننبه إلى الخطر الكبير لترك الحبل على الغارب لبعض الإعلاميين الذين لعبوا دوراً رُسم لهم بعناية فائقة طوال العقود الماضية.
. وبفضل هذا الدور المرسوم طال واستطال عمر حكومة أفشل وأفسد رؤساء السودان.
. لكن تكررت هذه النداءات دون أن تجد آذاناً صاغية.
. وبعد ترشيح فيصل محمد صالح لوزارة الإعلام استبشر السودانيون خيراً وتعشموا فيه كثيراً.. لكن!!
. وها نحن نتابع ونقف على نتائج التساهل غير المبرر مع المفسدين في مجال الإعلام.
. بلغت الجرأة بضياء أن يعلن عن استضافته للجزولي الذي تلون في مواقفه خلال الأشهر الماضية لينتهي به المطاف في الخندق المعادي للثورة وحكومتها لدرجة إطلاق التهديدات.
. كل هذا لم يحرك ساكناً لدى وزير الإعلام.
. ولا أستبعد إن قرر ضياء في الأسبوع القادم إجراء مقابلة مع المخلوع من داخل غرفته بسجن كوبر، أن يمر الأمر مرور الكرام لدى فيصل ووزارته العاجزة عن الفعل الثوري.
. لا تستغربوا إطلاقاً إن رأيتكم وجه السفاح المخلوع عبر شاشة قناة حسن فضل المولى، أو أي من نظيراتها ليحدثكم كرئيس سابق (مظلوم ومُفترى عليه) .
. فقد تابعتم جميعاً الحوارات الصحفية مع شقيق المخلوع وابنة المجرم المطلوب دولياً أحمد هارون.
فما الغريب إن استضاف ضياء كبير المجرمين.
. لا أستبعد ذلك اطلاقاً.
. فضياء معجب بالسفاح وقد رأيناه يقف أمامه هو وبقية أذيال الكيزان من الإعلاميين كتلاميذ المدارس.
. وتابعنا كيف كان رؤساء غالبية صحفنا الحالية يحتفون بحواراتهم عديمة النكهة والطعم مع المخلوع ويصنعون من فسيخ كلماته ألذ أنواع الشربات.
. والقناة ما زال يديرها (جنرالهم) المزعوم، الذي ظل نصيراً لحزب المفسدين منذ تسجيل البيان الأول للإنقلابيين في عام 89 وإلى يومنا هذا.
. فهل بعد ذلك غرابة إن ظهر البشير عبر برنامج ضياء الدين!!
. أنت واهم جداً أخي فيصل إن ظننت أن هذه هي الحرية والعدالة التي نادت بها الثورة.
. كلما تهاونتم مع الإعلام الفاسد تجرأ أكثر في معاداة الثورة بكافة الأساليب.
. مازلنا نلحظ تجاهل الكثير من القنوات الفضائية والصحف اليومية لأخبار وزيارات رئيس الوزراء الانتقالي ونراكم تتعاملون مع مثل هذا التجاهل المتعمد وكأن شيئاً لم يكن.
. فكان من الطبيعي أن نبلغ مرحلة استضافة أمثال محمد الجزولي في قنوات يفترض أن مسئوليتها تقع على عاتق وزير أتت به الثورة على نظام المفسدين المجرمين.
. وإن لم تكن مثل هذه الأنشطة الإعلامية تمثل ثورة مضادة فكيف تكون الثورات المضادة يا فيصل!!
. كفاكم هواناً واستكانة وإهانة للثورة والثوار وتجاهلاً لدماء من رحلوا عن دنيانا بسبب إعلام زين للمجرمين جرائمهم وأشاد بالقتلة وغطى على المفسدين طوال سنوات حُكم الطاغية العجاف.