هزبمة متوقعة 

 


 

كمال الهدي
2 December, 2021

 

تأمُلات

. توقفت منذ فترة ليست بالقصيرة عن الكتابات الرياضية، لأنني أرى الخوض في شأن الكرة نوعاً من الترف والإلهاء في ظل الأوضاع الحالية التي يمر بها الوطن.


. وما دفعني للكتابة اليوم ليس مجرد هزيمة منتخبنا الوطني أمام الجزائر بأربعة أهداف دون رد،  ولا ذلك الأداء الباهت للاعبينا.


. فالدافع الحقيقي للكتابة في الكرة اليوم هو إصرارنا العجيب على تحكيم عواطفنا وابعاد العقل وعدم الرغبة في التفكير وربط الأمور ببعضها البعض.


. قد يكذبني البعض إن قلت أنني لم أتحمس لمتابعة مباراة الأمس ولم أشاهد منها سوى عشر دقائق فقط، وذلك بسبب الوجع الحاصل في البلد، كما أنني لم أتوقع سوى الهزيمة والظهور الباهت لمنتخبنا.


. فالجواب يُعرف من عنوانه كما يقول المثل.


. وبالرغم من تحفظاتنا علي فترة مجموعة بروف شداد، إلا أن الفوز المفاجيء لمجموعة المفسدين معتصم وود عطا المنان والذي تصادف مع إنقلاب البرهان، كان مؤشراً كافياً لردة سنراها في مقبل الأيام.


. ولهذا استغربت لكم الشتائم التي انهالت علي اللاعبين بالأمس من ذات الجماهير التي صفقت لهم طويلاً حتى أسابيع قليلة ماضية.


. لا ينكر إلا مكابر أن كرة القدم السودانية متخلفة ومتدهورة في كل شيء وبعيدة كل البعد عن المستويات الإقليمية والعالمية.


. لكن من شتمتموهم بالأمس هم ذات اللاعبين الذين تهللون لهم وتلومون إدارات أنديتكم إن فشلت في التعاقد مع أحدهم وتحملونهم على الأعناق عندما يفوزون.


. صحيح أنهم ظهروا بالأمس  في أسوأ صورة ومثلوا بنا، ولا أشك في أنهم جعلوا اخوتنا المقيمين في دولة قطر يتوارون خجلاً.


. لكن كيف توقعتم اخوتي غير ذلك بعد أن عادت حليما لعادتا القديمة!


. فقد أعادنا معتصم وأسامة عطا المنان سنين عديدة للوراء من ناحية الفساد والمحسوبية ومحاباة الأصدقاء.


. جيشوا الجيوش الإدارية والإعلامية لمرافقة المنتخب لأنها فرصة للسفر ورد الجميل لمن خدموا مجموعتهم في عمومية اتحاد الكرة، فكان طبيعياً أن يُهمل اللاعبون، لأنهم آخر هم هؤلاء المفسدين.


. ألم تلاحظوا لبؤس منظر الإداريين المرافقين للمنتخب قبل اللقاء!!


. كروش، وعلى الله، وهندام غير محترم لإداريين يرافقون بعثة منتخب وطني في محفل عربي مهم سُلطت عليه الأضواء، فماذا كنتم تتوقعون غير الفشل بالله عليكم!!


. هل كان عصياً على هؤلاء الرجال الكبار أن يرتدي الواحد منهم زياً سودانياً كاملاً، إن لم يرغبوا في ارتداء الزي الأفرنجي!!


. قد يقول قائل ما علاقة المظهر العام بهزيمة المنتخب، لكن لابد من الانتباه إلى أن أحد أهم أسباب الهزيمة كان غياب الروح، وبكل تأكيد لا يمكن لإداريين غير منضبطين أن ينقلوا روح الفوز للاعبين اطلاقاً.


. إهمال مجموعة معتصم للأمور الفنية والإدارية والمالية التي تخص المنتخب والأندية ليس جديداً علينا فلا تصبوا جام غضبكم على اللاعبين وحدهم وأبحثوا عن الأسباب الحقيقية.


. ولا أدري ماذا سيقول من سنوا أقلامهم طوال الفترة الماضية للحديث عن فساد مجموعة شداد، وهل سيكتبون عن فساد أشهر فاسِدين معتصم وأسامة،  أم ستتوقف أسطوانة مكافحة الفساد المشروخة!!


. أُذكِر فقط بأن المخلوع ذات نفسه عندما ترجى شداد بأن يعود لإتحاد الكرة كان ذلك بعد أن أزكمت روائح فساد مجموعة معتصم الأنوف.


. فلا تحلموا بأداء جيد أو انتصارات للمنتخب في وجود هؤلاء الفاشلين.


. حتى محللنا البرنس لم يقدم ما كان من الممكن أن يكون لنا عزاءً يوم الأمس، كما توهم بعض معجبيه.


. لم يتفوه هيثم بحقيقة غائبة عنا حتى نتحدث عن جرأته وشجاعته.. الخ.


. فأزمة كرة القدم السودانية إدارية هذا كلام معلوم وكُتب وقيل آلاف المرات.


. وهيثم نفسه عندما كان لاعباً وقائداً للاعبي المنتخب والهلال استفاد من الفساد الإداري ومارس (الغتغتة) والطبطبة.


. والأهم من كل ذلك أنه أُستضيف بالأمس كمحلل فني ولم يُستضاف في ندوة عن مشاكل كرة القدم السودانية.


فهل قال هيثم شيئاً يذكر على الصعيد الفني بخلاف بعض العموميات التي يمكن أن تسمعها من أي مشجع عادي، وب (صرة) وجه يظن دائماً أنها تمنحه كاريزما أم ماذا لا أدري!!

kamalalhidai@hotmail.com

 

آراء