بلينكن: الهدنة في السودان ستكون بآلية مراقبة عن بعد وفرض عقوبات على المنتهكين

 


 

 

قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ودخل حيز التنفيذ مساء أمس الاثنين، سيكون بآلية “مراقبة عن بعد”.
ووجّه وزير الخارجية الأمريكي رسالة مصورة وقال “هذه رسالة موجهة إلى الشعب السوداني – إن العنف الذي ارتكبته القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، على مدى الشهر الماضي، كان مأساويا وبلا معنى ومدمرا”.

وأضاف بلينكن في رسالته المصورة “لقد اتحد العالم كله في الدعوة إلى إنهاء هذا الصراع، والإصرار على حل تفاوضي، وأن وقف إطلاق النار مدة 7 أيام الذي يدخل حيز التنفيذ اليوم، مصمم للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية وإصلاح الخدمات الأساسية والبنية التحتية”.
وقال إن قبول القوات المسلحة وقوات الدعم السريع لاتفاقية لوقف إطلاق النار لمدة قصيرة، كان نتيجة الدبلوماسية المكثفة والشراكة الوثيقة، بين المملكة السعودية والولايات المتحدة.
وأكد أن الاتفاقية ستكون “مدعومة بآلية مراقبة عن بعد، تدعمها الولايات المتحدة، وإذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف، وسنحاسب المخالفين من خلال عقوبات نفرضها، ووسائل أخرى متاحة لنا”.
وفي رسالته المصورة قال بلينكن “لقد ذللنا الصعوبات للتوصل إلى وقف إطلاق النار هذا، لكن مسؤولية تنفيذه تقع على عاتق القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع”.
وقال “لقد كانت محادثات جدّة تركيزا محددا يتمثل في إنهاء العنف، وتقديم المساعدة للشعب السوداني، ولكن الحل الدائم لهذا الصراع سيتطلب أكثر من ذلك بكثير”.
وطالب المدنيين بتحديد مسار البلاد، وقال “أريد أن أوضح أن المدنيين في السودان، يجب أن يكونوا هم من يحددون مسار السودان للمضي قدما، يجب أن تقودوا عملية سياسية لاستعادة الانتقال الديمقراطي في السودان، وتشكيل حكومة مدنية”.
وقال “يجب أن ينسحب جيشكم من الحكم ويركز على الدفاع عن الأمة من التهديدات الخارجية”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة “تدعم حكومة ديمقراطية تمثل التنوع الكامل للشعب السوداني بكل أطيافه”.

مطالبات بوقف أعمال العنف
وكانت الولايات المتحدة ومنظمات أفريقية، قد دعت مساء أمس الاثنين -خلال جلسة لمجلس الأمن لاستعراض التقرير الفصلي للأمين العام للأمم المتحدة بشأن السودان- الأطراف المتصارعة في السودان إلى وقف أعمال العنف بشكل فوري.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى مجلس الأمن، إن واشنطن ملتزمة بإيجاد حل مستدام للأزمة في السودان، مطالبة طرفي النزاع بالالتزام بوقف إطلاق النار.
وفي هذا السياق، أكد مفوض الاتحاد الأفريقي للشؤون السياسية، ضرورة خفض التصعيد بما في ذلك الالتزام بوقف إطلاق النار، وقال إن الاتحاد الأفريقي منخرط في أزمة السودان، ويباشر تنسيقا دوليا يضمن التوصل إلى حل للأزمة وتدفق المساعدات الإنسانية.
وأعرب الأمين التنفيذي للهيئة الحكومية الأفريقية للتنمية (الإيغاد) عن ترحيب الهيئة بالاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار لإتاحة تدفق المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية، في السودان.

وأشار إلى أن هناك “تفاؤلا بالهدنة الجديدة، بعدما أسفر نحو 5 أسابيع من القتال عن خسائر فادحة لشعب السودان”.
وأعلن وسطاء أمريكيون وسعوديون بعد اجتماع عقد في مدينة جدة السعودية، السبت، أن ممثلين عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وقّعوا على اتفاق جديد قصير الأمد لوقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ مساء الاثنين، عند الساعة 21:45 مساء بالتوقيت المحلي في السودان (19:45 بتوقيت غرينتش).
وقالت الدولتان الوسيطتان إنه على عكس الهُدن السابقة، فإن الاتفاق الجديد سيكون مصحوبا بلجنة مشتركة لمراقبة أي انتهاكات محتملة.
وستتألف اللجنة من 12 شخصا، ثلاثة ممثلين من كلا الطرفين المتحاربين وثلاثة من الولايات المتحدة، وثلاثة من السعودية.
وتعد هذه الهدنة السابعة التي تدخل حيز التنفيذ منذ بدء القتال في 15 أبريل/ نيسان الماضي.

المصدر : الجزيرة مباشر

 

آراء