بيان نداء السودان . . !

 


 

 

 

في تقديري إن إنعقاد مؤتمر قوى نداء السودان، في العاصمة باريس، مدينة الأضواء والجمال، في الفترة، من ١٨/ إلى ٢٠/٣/٢٠١٩، خطوة كبيرة ومهمة لدعم الثورة الشعبية في السودان. 

أولاً هذه المرة البيان جاء مختلفاً عنه سابقاته . . !
جاء واضحاً، وبلغة قوية ومستجيبة بوعي وإدراك لتطلعات الشارع.
هو إنه أمن على بيان الحرية والتغيير الذي أصدره تجمع المهنيين، ودعى إلى تطويره إلى جبهة عريضة، لاسقاط النظام وبناء الوطن الجديد.
كما دعى الطاغية عمر البشير للتنحي، وليس الحوار والمفاوضات العبثية التي ظل يمارسها مع القوى السياسية ثلاثون عاماً. بلا جدية ولا جدوى . . ! وهذا تحول كبير في عقلية قوى نداء السودان التي فهمت رسالة الثورة والثوار الذين أحييهم وأحي نضالاتهم.
كما دعى بيانها الختامي، الي قيام ترتيبات إنتقالية ديمقراطية تخاطب قضايا الحرب والسلام وتحقيق العدالة ضمن حزمة متكاملة.
كما أعلن تخليه عن خارطة الطريق واعتبرها جزءاً من الماضي.
هنا جاء التحول الجذري في لغة البيان وتوجهاته التي اظهرت حجم وعي قوى ندء بالمتغيرات الجديدة التي أحدثتها الثورة الشعبية في عقلية المجتمع السوداني.
في ظل الحالة المزرية والبائسة التي تعيشها بلادنا جراء سياسات النظام الفاشلة.
الحالة المزرية، تحتم ضرورة التغيير الشامل الذي يخاطب القضايا الاساسية ويفتح مسارات جديدة امام الوطن والشعب للخروج من واقع الشمولية والحرب والفقر والمعاناة.
الوطن في حاجة لانتهاج مسار جديد، يقود لبناء نظام سياسي جديد.
نظام سياسي يشيل في عينيه وعقله وضميره ورؤاه وتصوراته السودان وسياساته وممارساته ، الوطن الواسع بكل تعدده وتنوعه، إلى فضاءات أرحب تحول هذا التعدد والتنوع إلى مصادر منعة وقوة وازدهار لا يتسثني أحد من بنات وابناء الوطن.
نظام سياسي يضمن الأمن ويكفل الحريات.
ويطبق القانون على الجميع .
نظام سياسي يساهم فيه كل ابناء الوطن بالعقول والسواعد والمواهب وكل أشكال العطاء والإبداع .
نظام سياسي جديد يفتح كل النوافذ. .
يفتح كل ابواب الحياة امام الناس ليستعيدوا آمالهم وآحلامهم وطموحاتهم وتطلعاتهم وأشواقهم.
نظام سياسي يطلق عقول الشباب للريح لكي تبدع من اجل السودان ليكون بلداً اجمل وارقى وأفضل في الحياة والحقوق والتعليم والخدمات والإنتاج.
وطن أفضل في الأخلاق والقيم والسلوك. وطن خالي من الفقر والجوع والدموع. . !
نظام سياسي جديد يحطم كل القيود، ويكسر كل الحواجز ويتخطى كل الموانع.
نظام سياسي جديد يخرج بلادنا من نفق التخلف والجهل والعنصرية والحروب والفقر والمعاناة . . !
نظام سياسي جديد يوفر المقومات الضرورية لبناء الشخصية السودانية المستقلة في فكرها ووعيها وعقلها وثقافتها وإراداتها وتوجهاتها، وهذا فيه قوة لبلادنا، ويزيدها قوة ومنعة ومناعة، لأن قوة الأفراد فيها قوة للدولة.
الدولة تكون قوية إذا كان مواطنوها أقوياء، وأذكياء. . ومبدعين ومنتجين ...
وهي ضعيفة عندما يكون مواطنوها ضعفاء .
الدولة القوية لا ترتفع على أشلاء أبناءها . . !
تحية لقوى نداء السودان، التي جاء بيانها داعماً للثورة الشعبيّة.
وتحية لكل الشرفاء


eltayeb_hamdan@hotmail.com
////////////////

 

آراء