بين المرابيع و رابعة !!

 


 

 


منصات حرة

•     قصة سترويها الأجيال ، تلك الأجيال التي ستعرف لماذا نرفض فكر الجماعات الإسلامية السياسية ، ولماذا نقف ضدهم ، ولماذا نرفض إقحام الدين في السياسة ، نعم ستعرف الأجيال ، ان جماعات الإسلام السياسي ، يضعون لسلوكهم اللاقانوني تبريرات دينية ، ويقحمون النصوص الدينية التي لا علاقة لها بمواقفهم السياسية إقحاماً لتبرير مايفعلون ، يبررون العنف بالآيات القرآنية ، يبررون السيطرة على الدولة ، بالقرآن ، يضعون النصوص الدينية أمامهم ليمارسو التمكين ، يضعون دائما أنفسهم الوارثون في الأرض ، ويكفرون الآخر السياسي المختلف عنهم فكرياً ..!!
•     بين مرابيع الشريف في شرق النيل ، وعدم قيام دولة الاخوان بواجبها تجاه المواطن ، بل ووصف النفير الشبابي والشعبي بالمد الشيوعي ، خوفاً وهلعاً من إنكشاف عورة فشلهم للعامة والبسطاء ، هؤلاء البسطاء الذين تم تخديرهم بخطاب ديني عاطفي ، لينتزعوا منهم الطاعة العمياء ، كيف لا يطيعون وهم يتلون لهم كتاب الله عز وجل ، نعم بين هذه المرابيع وميادينها ، التي تحولت لبرك للمياه الراكدة ، وإسهالات ، وحميات ، وذباب ، وحشرات قاتلة ، وتهدم للمنازل ، وتشرد ، في ظل عدم قيام دولة الكيزان بواجباتها ، تلك الواجبات التي تقوم بها أي دولة تحترم مواطنيها ، نعم الكوارث تحدث في كل مكان في العالم ، ولكن هذا التجاهل الحكومي ، لا بل وتخزين مواد الإغاثة ، وبيعها في الأسواق ، وإختفاء مولدات شفط المياه هو ما لايحدث إلا في سودان الكيزان ..!!
•     نعم بين تلك الميادين في مرابيع شرق النيل ، وبين ميدان رابعة العدوية في القاهرة ، هناك سقطات اخلاقية للاخوان ، سقطات لا تغتفر ، سقطات تتجلى في خروج الاخوان في السودان منندين بالقتل والعنف في رابعة ، ويتجاهلون الموت والفقر والعنف في بلادهم ، سقطات بين خروج الاحزاب الاسلامية في مسيرات رغم إختلافاتهم ذات الطابع السلطوي ، والمرتبط بالإقصاء والبحث عن النفوذ ، تأيداً لكيزان مصر ، وبين خروج آلاف النازحين والمشردين من منازلهم وقراهم هرباً من أتون الحرب ، وبحثاً عن الأمان في دولة إنعدمت فيها كل مقومات الأمن ، نعم هذه هي عقلية الإسلام السياسي ، لا يرى أبعد من ارنبة مصالحه ، لا يرى الآخرين كأصحاب حق ، فهم الوحيدون أصحاب الحق الإلهي في السلطة والثروة ، وكل من يعارضهم كافر وملحد وجب الجهاد ضده ، وجنودهم كثر ، نعم هناك الكثير من المرضى النفسيين الذين لن يتوانوا في تفجير انفسهم او الموت بتعليمات من المرشد العام ، او الأمين العام ، ولا فرق هنا  ..!!
•     نعم هناك علاقة جدلية بين المرابيع ورابعة ، علاقة تتشكل ملامحها ، في إستغلال البسطاء ، والسيطرة على عقولهم ، لتمرير أجندتهم ، علاقة عنوانها ، الإسلام هو الحل ، ولكن ليس أي إسلام ، إسلامهم فقط هو الحل ، إسلام الاخوان فقط ، هو الحل حينما يكونون مطاردون وفي المعتقلات ، وهو الحل حينما يكونون في الحكم وهم أصحاب المعتقلات ، المهم عندهم ، ان يظل الاسلام هو الحل ، ويظلون هم أصحاب الحق الإلهي ، في حالة الفشل هو إبتلاء من الله ، وفي حالة النجاح هو توفيق من الله ، ولا مجال للآخريين لمعارضة حزب دستوره القرآن وشعاره الإسلام ، ولك أيها القارئ ان تنظر للصورة من الزاوية التي تشاء ..!!

ولكم ودي ..

الجريدة

نورالدين عثمان [manasathuraa@gmail.com]

 

آراء