تباريح مهاجر

 


 

 

 

 

ما ستناوله اليوم موضوع نحسب انه جاد وعام ويهم الجميع فهناك خصال تحتاج الي اعادة النظر فيها خاصة وان ايقاع الحياة قد تغير واظن انها خِصال لا ادري كيف اصفها لكم ولكنها تكاد تكون بصمة لاننا اشتهرنا بها لوحدنا نحن بنو سودان واعني بذلك تلك العاطفة الجياشة زائد المجاملة الشديدة التي ليس لها بالطبع أي داعي في أوقات كثيرة وهذا أثّر كثيراً في كل مناحي حياتنا السياسية والاجتماعية وحتى الدينية أوليس في هذا الأمر عجب؟ فهل ياترى نحن شعب الله المختار ونحن لاندري ذلك؟ لعلنا نكون كذلك ولكن هيهات مع بعض العنجهات الما ليها سبب ديك ولا ماكدي...والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هو: لم نحن كذلك؟ ومن وين استمدينا هذه الصفات التي قل أن تجد لها مثيلاً في أي شعب آخر ؟ نعتقد ان ذلك تمجيد للنفس لدرجة النرجسية وانظر اعزك الله لكل ما يخطر ببالنا ادعاءنا بالاسبقية وكل ماذكرت معلومة إلا وينبري احدنا باننا اول من فعل كذا وكذا حتى كدنا ان ننسى ان ام البشر لم تلد غيرنا.. صحيح أن المجاملة مطلوبة ولكن يفترض أن تكون في الحدود المعقولة والا فسوف تتحول حياتنا إلى مايشبه سرادق للمجاملات عاطفية..
ما دفعنا إلى كتابة هذه المقدمة الطويلة هو مقال جميل عثرنا عليه في احد مواقع التواصل الاجتماعي المشهورة وممهور باسم أحد أقربائنا حفظه الله وهو يحاول ان يكتب عن شخصنا الضعيف مع العلم باننا تركناه صبياً يافعاً وعدنا لنراه وقد اصبح رجلاً له شأن وفقه الله..نعني بهذا المواطن الغيور على بلدته واهلها هو السيد عبد الرحمن دفع الله يوسف الرجل المجتهد ونعلم انه يكتب في صحف الخرطوم وهذا لعمري شي حسن نشجعه ان يواصل فيه مع مراعاة عدم التفخيم واللجوء الي الواقع بقدر الامكان وخلتنا عديد البشاقرة تزخر بالكثي والمثير من الحكايات اليومية واظنه قد اظهر اعجاباً بما كتبناه عن موضوع الالقاب والذي اشتهر به الكثير من الناس في حلتنا وقد بينا انه موضوع شيق ويستحق أن يكتب عنه كما حاولنا ان نعرف اسباب هذه الالقاب والتي اخفت بل الغت اسماء الناس الحقيقية.. لكن صديقنا حفظه الله اختارنا للكتابة والرد على ذلك الموضوع ونحسب اننا لسنا أهلاً لذلك فهذا كتير علينا فنحن لم نبلغ سن الفطام في الكتابة بعد ومازال قلمنا طفلاً يتعلم الحبو.
مافعله ولدنا هذا أجبرنا أن نقعد في الواطه و نفكر ونتأمل في معانى هذا التقريظ وقد لاحظتم ان بداية موضوعنا ركزنا فيه على حكاية المجاملة والبعد العاطفي الطاغية علينا، والذي نعتبره مسؤلية كبيرة، لأن الواجب أن تكون عن حسن ظن من يكتب عنك، خاصة إن كان هذا الشخص حفيد جدنا اللفندي حكيم زمانه وكاتب العمدة الخضر وأمين سره، وما كان يكتمل مجلس العمدة الا في وجود اللفندي..والعمدة بجلالة قدره لا يعمل حساب الا للفندي وكم انت مهم يا ابو مجذوب فقد فرضت نفسك بظرفك وجميل مظهرك وكان يقف وراء ذلك ست بيتك بت العشاري الراقية ورايقه بت بري..
والتي انجبت والدة عبد الرحمن صاحب الفضل في كتابة هذا الموضوع..
أما والدة السيد عبدالرحمن فقدكانت هي وخالاته يكتبن ويقرأن صحيفة الرأي العام مع والدهن، وهذا لعمري شيءٍ غريب لامرأة ليست في قرية فقط، بل حتى وفي المدينة، والسيد عبد الرحمن خط بقلمه موضوعاً معقباً علينا فيما كتبناه عن قريتنا وثقافة الألقاب فيها..حقيقة فاجأنا المقال مما جعلنا نمتلئ بالإعجاب.. في ظني ياسادتي، والله أعلم ، أن هذا هو الإحساس الحقيقي الذي ينتاب كل شخص يكتب، ولكن بعديها قد تضطر أن تضرب الخماسي بالسداسي وإن شفت بينك وبين روحك أنك لا تستحق كل هذا الاطراء أو قل الثناء مهما كان نوعه والذي وسمك به أحدهم، فتلك لعمري مسؤلية جد صعبة لأن هذا الإنسان الطيب النبيل، وأكيد بحسن نية رأى فيك مالم يره أحد أو نظرة ثاقبة، وهذا صعب جداً عندنا نحن بني سودان المشهورين بالمجاملة الشديدة كما أسلفنا سابقاً- نقول أن ذلك الشخص قد رأي فيك بعض المحاسن ما لم يره الآخرون وبعين بصيرة وعقل واع، وهنا نأتي للمهم، وهو أن هناك افتراضين: إما إنك كتبت ما حرك مشاعر ذلك الإنسان، وهذه هي غاية معظم الكتاب، أو العكس وهو أنك كتبت ما عكنن مزاجه، وهنا أرجا الجاييك من لبع وشتم وكمان ردم خاصة بعد أصبح الفضاء مفتوحًا على مصراعيه فحتى الهمسة تصل للناس لحظة خروجها، لذا نرى أن الكتابة مسؤولية عظيمة مش لعب حروف وكلمات تكتب أو تتقال. أما صاحبكم هذا يا سادتي فلم يكتب لكي يشكروه اويِشَكرّونه، وأكيد تعرفون الفرق بين المعنيين..فنحن نرى أننا من أولئك النفر الذين نحاول بقدر الإمكان ألا نضطر أو نطرب لقبول ما كتبنا، وأظنه، في تقديري، أن الاعجاب الصامت لما يكتبه العظماء، وأنا لست سوى تلميذ لهم ومن جماعة الكنبة الاخيرة، وتعرفون أصحاب تلك الكنبة أو ناس ورا الذين يبدأ بهم العقاب والعذاب وموت الضأن كما كان يصيح فينا أستاذ اللغة الانجليزية التوم، الذي تتلمذنا على يديه في الكاملين المتوسطة، فذاك المعلم الطيب كان يصيح فيي التلميذ المُعاقَب موت موت الضأن، يعني المعنى تتوسد الجابرة والله يرحم ذاك الجزء المهم في جسمك الذي عليه أن يتحمل وقع السياط مع التوبيخ.. أما هذا الاعجاب الصامت فهو قطعاً سوف يؤدي يا سادتي الغرض، وامكن كلامي هنا شوية غريب، لكن تأكدوا يا سادتي الكرام أن الكاتب الفالح الناجح همه في المقام الأول هو أن تصل كتاباته للناس وينتفعوا بها مادياً ومعنوياً؛ ومادياً دي طبعًا خشم بيوت.

معزتي للجميع

عثمان يوسف خليل
المملكة المتحدة

osmanyousif1@icloud.com

 

آراء