تجمع الظلاميين وأم المعارك السودانية

 


 

جبير بولاد
29 October, 2021

 

.. بداية لسنا بصدد الحديث عن أخطأ ما بعد ثورة ديسمبر 2018 فقد كتبنا وقلنا ما فيه الكفاية و لنا عودة بعد الفراغ من استرداد الوطن و عافيته، لكن ما نكتبه اليوم هو فيما يلي القفزة العدمية(الانقلاب ) لتحالف الظلاميين و ما تبعها من هرج منظم من أصوات و اسماء تعلو عند الطمع و تنزوي في شقوق الأرض عند الفزع و هذا دأبهم منذ النظام السابق، حيث كانوا يأكلون في موائده و ما أن يرون نصرة للشعب برزت حتي يأتون بليل متخفين ليسرقوا ما يحققه الشعب دون حياء او ضمير .
.. الآن التاريخ لم يترك لهم فرصة اخري، حيث حدث فرز تاريخي لم يكن يخطر ببالهم، فرز ظنوا ان الشمس بأستطاعتهم تغطيتها بأغماض أعينهم الرمداء، فوقفوا مع لجنة البشير الامنية و مليشيا آل دقلوا و هم يحلمون بوراثة هذه الأرض الطاهرة، و الآن في تخبطهم يحاولون سرقة اي منبر إعلامي او جهوي مع وفرة _ بطبيعة الحال _ المنابر الإعلامية لجيرة مؤذية ظلت علي الدوام تعمل علي خنق اي رغبة للسودانيين في النهوض، في الداخل حاولوا سرقة قضايا الهامش، فتصدي لهم ابناء الهامش الحقيقيين الذين ارضعتهم أمهاتهم حليب الوطن و رفضوا ان يخلطوا الماء الطاهر بالآسن، و عرفوا أن المعركة الآن هي ليست معركة هامش أو مركز، أو طائفة، أو حزب، أو قبيلة، أو جهة، او اي مصالح ذاتية و انانية مريضة، المعركة الآن بين جحفل من الظلاميين حوي لجنة البشير الامنية و مليشيا آل دقلوا الحالمة بأبتلاع كل شيء كثقب اسود، و الفسدة من الفلول و الكيزان و لوردات حرب باعوا حتي مقاتليهم و خانوا مناطقهم و ناسها البسطاء الذين طبقت في حقهم كل صنوف البطش و التنكيل و القتل و الاغتصاب من ذات قائد اللجنة الامنية (برهان) و قائد مليشيا آل دقلوا، اذا حرب من كانت؟ و ضد من ؟ هذا السؤال يجب ان يدور بأستمرار في أذهان أبناء الهامش الذين يرون الآن بعض لورداتهم ينامون الآن في ذات مخادع قاتليهم و يأكلون و يشربون في أناء واحد متعفن الحواف و لكنهم باتوا لا يعافون شيئا من كثرة جشعهم.
..أيضا إنضم لهذا المحفل الظلامي و طقوسه من الدماء المسفوكة جوقة من اصحاب(الحلاقيم ) و الأقلام _ حملة شهادات و عنقالة _ باتوا يطلون علينا كل لحظة يزيفون الحق و يشيدون للباطل ممالك في ظنهم المختل انهم وارثوها ذات يوم، و هم في احلامهم هذه و طموحاتهم الدنيئة لا يهمهم هذا القتل اليومي لشباب السودان و اهانة كنداكاتها العظام و الذي يكتب لهم التاريخ السوداني سفر جديد، سفر سوف يجعلهم بعد انتصارهم نجوم مثل الثريا آتي لهم جدارة و جسارة و جمال و بهاء .
.. الآن المعركة علي أشدها و لكن مما يجعل القلب مشرئبا هو رغم كفة العنف تبدو أعتي و لكن في حقيقة الأمر صيحة السلمية هي الأشد فتكا بكل رعديد، جبان كل قوته في آلة البطش التي يحملها و قابل لتركها و الهرب و نقول لهم انقذوا أنفسكم أن كنتم ابناء السودان حقيقة، فلن يكون لكم اي مجد و انتم تقفون في حلف الظلام و الخونة و اللئام .
.. رسالة لكل سودانية و سوداني .. قد تبدو المعركة مرهقة و لكن كانوا علي ثقة في الله و في أنفسكم و لعل ما حدث من اصطفاف كان علي قدر ليميز لكم حلف الظلاميين و خبثهم من الحادبين و الصادقين من ابناء السودان، لأن معركة البناء بعد النصر تحتاج لايادي طاهرة و متوضئة من ماء الوطنية لصلاة حب طويلة في محراب الوطن .
دون شك هذا هو الدرس و الحكمة منه .
.. موعدنا بمشيئة الله في ساحة النصر .
jebeerb@yahoo.com
//////////////////////

 

آراء