تجنبوا زج القبائل في الخلافات السياسية

 


 

آدم كردي شمس
8 December, 2016

 

 

علي أرض تشاد ( بلد التوماي ) قلب أفريقيا النابض جرت التزاوج والأختلاط بين العرب والعناصر الحامية والزنوج وقبائلها وصهرتهم جميعا بوتقة الأديان السماوية الأسلام والمسيحية , وسادت بينهم اللغة العربية , والتراث والوجدان والتاريخ المشترك ومصير واحد , وعاش هذا الشعب عبر القرون في سلام ووئام . ولكن مع الأسف في السنوات الأخيرة بدأت تطل الينا شرذمة مضللة يتواري خلف الوسائط الأسفيرية وهم في حالة الهلوسة والهم والغم في آن واحد , كما يعلم القاريئ الكريم أن الهلوسة تختلف عن الوهم , لأن الهلوسة أدراك الموجود غير موجود أما الوهم فتأويل مغلوط لواقع حقيقي . وقد ظل هؤلاء الفئة الضالة يسير خلف هذه المغالطات ويحاولون دفع بالبسطاء والسذج في هذا الأتجاة الخاطيء . وهم بالطبع قلة مضللة لا يتجاوز عددهم بضع عشرات يختبؤون خلف الشبكة العنكبوتية , تحت اسماء مستعارة خوفا من أعين الناس وبدأوا يبثون سمومهم ويبعون الوهم ويزرعون الفتن والكراهية بزج القبائل ومكوناتها ودفعها في القضايا ذاث العلاقة بالسياسة , بهدف أختلاق ذرائع ملفقة وتهم باطلة لخلق تصادم بين أبناء هذا الشعب الواحد . وذلك من أجل عرقلة مسيرته الموفقة وتعطيل أنجازاته ومكتسباته الأقتصادية والسياسية والعسكرية . 

وقد ظللنا نتابع عبر وسائل الأعلام الأسفيري تجاوزات لفظية غير مقبولة علي الأطلاق تثير نعرات قبلية وطائفية بين مستخدمي مواقع التواصل الأجتماعي مثل السب والقذف بأقدح الكلمات والي التجريح في في أعراض القبائل وسمعتهم . وتتكون هذه المجموعة من يقايا ( دي ديس ) المنهار الذي نبذتهم الشعب منذ فجر الحرية , وشلة أخري من الأنتهازيين الذين فشلوا في ممارسة الديمقراطية لأنهم ليسوا أهلا لثقة الشعب , ولذلك يحاولون الأنتقام من هذا الشعب بأحالة الحق الي باطل , والباطل الي حق وتضليل الرأي العالم المحلي والعالمي بالأكاذيب المغرضة والمفتعلة وخلق قصص من مخيالهم المريض , ونشر قاذوراتها وبذاءاتها بالسب والقذف وتارة أخري بالأساء اللفظي لأبناء قبائل بعينها بكل الوقاحة وقلة الأدب, متوهمة أنها ستنال من القامات الشامخة , الذين صنعوا المجد والتاريخ ورفعوا أسم البلاد في العلياء , وقادوا نهضة الشعب التشادي العظيم من نصر الي نصر حتي صارت تشاد اليوم في مصاف الدول التي تملك أرادتها وقرارها , وباتت تشارك مع الكبار في رسم السايسة الدولية . ولاشك ليس هناك عاقل من يصدق علي هؤلاء الشرذمة السذج والأغبياء وفاقدوا التربية والوعي والأدراك الذين تاحوا في بادية الحياة وفقدوا الدنيا والآخرة وباتوا يتسولون في أرصفة المدن لأنهم فقدوا الأمل في الحياة ولذلك يلجأون الي هذا الأسلوب الرخيص لممارسة ما يعتقدونها نشاط سياسي . وهم أبعد الناس بالسياسية , لأنهم غارقون في بحورالجهل والظلام . هذه هي حالتهم النفسية مع الأسف , ومع ذلك يتبجحون عبر هذه الوسائل بأنهم يمثلون المعارضة التشادية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه كيف يمارسون السياسية وهم لا يعلمون أبسط قواعد علم السياسة التي تدرس في ارقي جامعات العالم بقواعد وأسس متفق عليها وهم في هذه الحالة من الجهالة والغباء ؟؟ وما ذنب القبائل وزجها في هذه المعارك من غير معترك ؟؟ أسألكم باالله كيف يعقل أن توضع شعب الزغاوة الممتدة من بورتسودان الي أنجمينا في قفص الأتهام في قضية مشاجرة عادية بين الأطفال وقتل طفل قاصر من قبل زميله القاصر ؟ وما دخل السياسية في هذه القضية أصلا ؟ وقبلها كانت قضية تلك الفتاة اللعوبة التي سارت في طريق رذيلة وقادتها قدماها الي وكر الجريمة وأدت الي تلك النتيجة الحتمية !!! ويومها تمت ترويج هذه القضية الجنائية والبسوها ثوب السياسة والبراءة ومتاجرة بها حتي صارت أخبارها في أروقة القاصي والداني !! ولا أدري هل يضحك المرء أم يبكي عندما يري بائعة هوي مثل تلك الفتاة تحاضر بالشرف وتوزع شهادات حسن السيروسلوك وصكوكا بالوطنية !! هذا بيان للغافلين نحن أبناء الكيانات المتضررة , لا ولن نسكت بعد اليوم من هذه الخزبلات وهذا السب والقذف والتجريح المتعمد وسوف نأخذ حقنا بالقانون أذا عدتهم في غيكم ونحن نعرفكم جيدا وطرق الموصلة اليكم ولو كنتم في ( بلاد الوقواق )
ولذلك أدعوكم بكل اخلاص يا ايها الضالون ! ان تعودوا الي رشدكم والي وعيكم والي أحضان شعبكم , لأننا كشعب قد طوينا ما طوينا صفحة حركات الردة وجماعة الغفلة ونبذنا الفكر الشمولي والقبلي الضيق وتجاوزنا مرحلة ممارسة القبلية السياسية وعممنا علي تكريس مبدأ التضامن الديمقراطي كوسيلة حضارية لحل القضايا السياسية , وأغلقنا جميع مداخل الخاطئة البالية لأولئك الذين فشلوا لأدارة البلاد منذ فجر ما بعد الأستقلال لغياب الرؤية السياسية وطغيان ممارسة القبلية السياسية وعدم الألتزام بالمبادئ الديمقراطية وعدم القدرة علي التمييز بين ما هو مرحلي وما هو أستراتيجي , وفقدان بوصلة الوحدة الوطنية , ولم يجن شعبنا غير العذاب والقهر والدمار والتخلف والأقتتال والحروب والفرقة والشتات والنزوح واللجوء , بقيت أثارها الأجتماعية والأقتصادية والسياسية شاهدة للعيان . الي حين بزوغ فجر الحرية والديمقراطية وأنتشال البلاد والعباد من أوكار الفساد والمفسدين وأدرك الجميع الآن معني الحرية والديمقراطية , وطعم الأستقرار والسلم الأجتماعي والتعايش السلمي لكافة مكونات هذا الشعب ولذلك لا ضيعوا أوقاتكم في زخم الأعلام الفاسد لتقبيح كل جميل وأهدار كل أنجاز وقلب الحقائق ونشر الأفتراءات والأشاعات والأكاذيب وأختلاق الوقائع وتكبير الأخطاء وزج بقبائلنا في القضايا السياسية من أجل أحباط المجتمع وبث روح اليأس فيه وتبثون السموم والحقد والكراهية الكامنة في نفوسكم المريضة اصلآ وتعملون دوما لتبرئة الذئب من دم الحمل وتحميل المجني عليه مسؤولية تصرف الجاني . تذكروا مئات الالآف التشاديين الذين عبروا شاطئ الوجود الي شاطئ الظلام ضحايا هذه الحروب الأهلية العبثية !! وماذا جنينا غير البؤس والحرمان والتخلف والجهل والظلام !! وفكروا جيدا كيف كنا وكيف صرنا ؟؟ وأذا كنتم فعلا ترغبون ممارسة الديمقراطية فإن بلادكم ابوابها مفتوحة للجميع لا غبن ولا أقصاء تعالوا أطرحوا أفكاركم وأطروحاتكم اذا لديكم أفكار أصلا ! وختاما لا تنسوا مقولة ( أسحاق نيوتن ) أن الذين يجعلونك تعتقد بما هو مخالف للعقل قادرون علي جعلك ترتكب الفظائع . وستظل ما تحت السواهي دواهي .

k_shams63@hotmail.com

 

آراء