تصريحات البرهان: بداية المعركة الحاسمة بين الثورة والثورة المضادة .. بقلم / عمر الحويج

 


 

 

هناك حكاية حِيكَتْ وحُبِكتْ كنكتة ، وإن كانت هي في الأصل حِكمة . والحكاية كما جاءت في الأساطير :
كان هناك قط وفار تواجدا في قارب عرض النهر ، توافقا على التعايش معاً،حتى الوصول إلى بر الأمان . إلا أن القط وفي منتصف المسافة راودته نفسه الأمارة بالسؤ ، فقد تناسى فجأة وفاقه وإتفاقه مع الفار ، فقرر التحرش به، وصرخ في وجه الفار (لماذا كتحتني بالتراب ) والمعروف أن القارب في منتصف النهر،وبديهي أن لايكون هنالك تراب ، فقرر تنفيذ مؤامرته على الفار بالبدء في التهامه ، وهكذا فعل ،ولكنه لم يتمكن ، فقد غرق بهما القارب الإثنين معاً ، والنهاية مني أنا ،ولم تكملها أصل الحكاية الأسطورة.
وأقول معلقاً هنا ، فيما توحي به ، الحكاية أن ثورة ديسمبر المجيدة ، لاهي الفار ، وأن المكون العسكري ليس بالقط ، ففي واقعنا غير الأسطوري في يومنا هذا ، فهو فقط قط إنتفاخاً يحكي صولة الأسد .
وهكذا قرر البرهان أن يرمي ، بآخر سهم، من سهام ، المؤامرة ، التي دبرت بليل من قبل الفلول وأتباعهم ، ومشايعيهم ، بداية من الإنقلاب الذي وصفوه تقية ، وفقه ضرورة ، بالإنقلاب الفاشل ، وقد وصفته ، في يومه ذاك ، بأنه الإنقلاب الفاشل الذي لم يفشل بعد ، وفوراً جاء الرد ، بتواصل ، الإنقلاب من قِبل البرهان وحميدتي ، المنوط بهما ، وهما الممثلان بالإسمين جبراً وقوة عين ، للقوى الأمنية المعنية بحفظ الأمن ، وسلامة البلاد ، فبدلاً من الخروج في ذات الصباح ، ليشرحا لنا ، كيف حدث الإنقلاب ، ومن يقف خلفه ، ومن دبره ومن كشفه ، وكيفية إفشاله ، وما مصير من قاموا به ، فكان حديثهما بدلاً عن ذلك ، هو التحرش ، بالمكون المدني ، وأنهم السبب في قيام هذا الإنقلاب ، وأن كل ما يحدث في البلاد من فوضى وفشل إقتصادي وحروب هنا وهناك هي من فعل المكون المدني ، وكأنهما يقولان له ، لماذا (كتحتني بالتراب) وهما في قارب التوافق في عرض النهر حيث لا تراب ولا يحزنون ، وما هي في حقيقتها ، إلا على طريقة ، رمتني بدائها وأنسلت ،
وهكذا تواصل التحرش ، وهكذا تطور مسلسل الإنقلاب الفاشل الذي لم يفشل بعد ، وجميعنا كنا متابعين لهذا المسلسل سئ الإخراج ، والسمعة ، ولا أود تكرار ، ما جرى ، خاصة بروفاته الأولى، حيث كانت البداية ، حين إستغلوا ، بعض الخلافات المزمنة بين القبائل ، وحولوها إلى حروب مفتعلة ، هذا غير نشر الفوضى غير الخلاقة ، عمداً ومع سبق الإصرار ، متمثلة في عصابات النقرز وتسعة طويلة ،
بعدها طلع علينا أبطال المسلسل ، بشخوصهم العلنية ، وكان أول الممثلين الناظر محمد الأمين ترك الذي إستغل مظلومية أهل شرقنا الحبيب ، التي تؤيد حلها ، كل القوى الحية في المجتمع ، إلا أنه حولها إلى معركة إسلاموية ، تمهد لعودتهم المستحيلة للحكم ، برفع مطالبه المتطابقة تماماً مع مطالبهم ، المتمثلة في حل الحكومة ، وتغييرها بحكومة أخرى تابعة له ، يحلم أن يكون جلها من الإسلامويين ، وفي خلفيته ، دولة النظام البائد كاملة بعظمها ولحمها وشحمها، وتسليم كامل السلطة للمكون العسكري ، ليدير هذه الدولة ، وهذه الحكومة بإسم الإسلام السياسي ،بوجوهه الجديدة، والطلب الآخر هوحل لجنة إزالة التمكين ، وهي مربط الفرس لكل هذا الحراك ، وهذه الجكلبة ،فليس لديهم هذه المرة ، مشروع حضاري ، أو غير حضاري ، بل فقط إسترداد ما أخذوه نهباً وسطواً، وفهلوة، ( وأفهمي هذا -يالينا يعقوب- ولا تنقلي للفضائيات الاخبار المغلوطة، أو يجدر بك الذهاب الى قناة الجزيرة ، فهي مكانك الأنسب) ، وقالها الناظر ترك بلسانه صريحة أن لا مجال لإنقاذ السودان الإ بواسطة الحركة الإسلامية(تاني إنقاذ يا ترك) ، كما أعلن أنه تحت حماية المكون العسكرى، وذلك في (فيديو منتشر ، مشهور) .
ماذا لو أن النوايا كانت حسنة وسليمة ، من هذا الناظر المبجل من قبيلته ، من ضمن قبائل أخرى لها قولها الآخر ، فيما يدار بإسمها ، أقول لماذا لم يأخذ بتجارب ديسمبر السلمية ، ويبحث عن أوسع ساحة في مداين الشرق المتعددة ، ويحولها إلى ساحات إعتصام سلمية ، لكانت ساهمت معه في معركته ، كل شعوب السودان المختلفة ، والمتنوعة ، وساندته في قضيته العادلة، بل كان استقبل بنفسه قطارات الثورة ، القادمة لمؤازرته من كل أصقاع محطات السكك الحديدية .ولكن الغرض مرض كما يقولون .
وأَدْخَل مُخرِج التآمر في ذات مسلسل الرعب المتعمد هذا ، جماعة الدواعش ، الموصوفة بالخلايا النائمة ، بإطمئنان ،وما هي بنائمة ، تتجول بين ظهرانينا ، وهي أكثر إطمئناناً وذلك ،منذ زمانهم الثلاثيني ذاك، وقد أدوا دورهم الدرامي خير أداء . ولهم منهم الشكر كثيرا ، ولهم منهم الأجر قليلا.
ثم جاء بعدهم في الحلقة ما قبل الأخيرة ، جماعة سبت القاعة الفلولية ، حين أتوا بكل جماعات الشر لقلع ، وخلع -عينك ياتاجر - الحرية والتغيير ، من أصحابها الأصليين ، لتصبح الحاضنة الجديدة للحكم الإسلاموي البائد والعائد ، من جديد، يحلمون ، وحلم الجعان عيش ، وعشمهم عشم إبليس في الجنة .
وبالأمس أعلن البرهان خاتمة المسلسل بحلقاته الثلاثين حكماً حسوماً ،على ظهر شعبنا ، وإن كانت خاتمة الحلقة ، سيئة الإخراج،والسيرة والسمعة ، شاهدها المتابع السوداني معادة ومكررة مرات ومرات ، داخل الاعيب الفلول والعسكر .فقرر البرهان لحل الأزمة.طرح خلاصة ما يودونه، ويرغبونه هو وإسلاموييه ، حل الحكومة وإبدالها بأخرى ، ويعني بهذا المعنى ، تسليمها للحركة الإسلامية علانية ، دون ما تخفي ، وراء أحد ، فقد إنتهى عهد الدسديس والغتغتة ، هكذا قالوا ، كما إعتادوا إستخدام المفردات التي إستحدثتها عبقرية الثوار ، ألم يكونوا هم ، من سرقوا كل ما أبدعته الثورة المجيدة من أقوال وأفعال ، وما رفعته من شعارات ، ألم تسمعوهم في صدر القاعة ، وأطفال القاعة المجلوبين قسراً ، وهم يتسلقون النخيل لتناول وجبة الإفطار المسروقة من أفواههم الجائعة،وهم في غيهم سادرون يتحدثون ، في قاعة السبت الفلولية ، وكأنهم هم الذين تواجدوا ، أمام القيادة طيلة مدة الإعتصام . وأستُهدِفوا من جانب الثوار العزل صباح فض الإعتصام ، والأخرون الشفاتة والكنداكات العُزل ، هم الذين فضوا إعتصامهم ، وقتلوهم وسحلوهم وأغتصبوهم ، والإختشوا ماتوا ، وليس للمريض بالسلطة من حرج .
والآن وقد أصبح اللعب على المكشوف ، ستُوجه الضغوط المكثفة من كل صوب وحوب ومن كل من هب ودب ، على رئيس الوزراء للموافقة على إجباره ، إعلان حل حكومته. وهنا أقول لدكتور حمدوك ، صادقاً ، إياك .. إياك،أن تبتل بماء الخطيئة وتغرق . فلا تتبع خطى الراحل سرالختم الخليفة ، وتأتي بمثله،ذلك الخطأ القاتل،والذي أودى بجبهة الهيئات ومن ثم ، بثورة اكتوبر المجيدة ، إسوة بالحرية والتغيير ، والتشابه واضح في وجه الفعلين ، والشاطر من إتعظ بغيره، فالمؤامرة مكررة ومنسوخة نسخاً ، تطبيقاً في إجهاض الثورات ، فحل الحكومة في هذا التوقيت ( رغم سجمها ورمادها) ، سيكون رضوخاً ، للثورة المضادة ، سوف تقابل من الثوار/ت بما هو مختلف ، عما حدث في اكتوبر ، فهذه المرة ، موازين القوى اختلفت ، هناك ثورة يقودها جيل راكب راس ، علمته التكنولوجيا واستبداد الحاكم، كيف ينتزع حقوقه .فتريث قليلاً حمدوك ،فعلى الأبواب ذكرى ثورة اكتوبر المجيدة ، فمليونيات الإحتفال به ستكون ديسمبر المتجدد ، وتعال على نفسك وأترك حرصك على شراكة لم يحترمها الشريك الآخر،وأنتظر حتى تكمل مع صانعي الثورة الحقيقيين،قرار توحيدهم.
واليوم إستبشرنا خيراً بأول غيث التوحيد ، بإتفاق تجمع المهنيين والحزب الشيوعي ، وسيأتي بعده هدير كتل الثوريين من لجان المقاومة ولجان تسيير النقابات العمالية والمزارعيين، والموظفين وتجمعات المثقفين والمبدعين من الكتاب والفنانين والإعلاميين وكل ثورية وثوري وهو في الشارع لعظيم، والشوارع لا تخون ، وسياتيك حتى الذين خذلوا الثورة طيلة سنواتها الثلاث ،وهم من الحاكمين الأن ، بعد أن إستوعبوا النصح ضحى يومهم هذا ، الذين إستكانوا للعسكر ورأوا بأم أعينهم ماحدث لهم ، ولم ينتصحوا بهتاف الثوار ووصيتهم (ما تدي العسكر قفاك). وأقول لك يا دكتور حمدوك ، خير لك أن تصمد حتى يسقطك شعبك بموافقتك ، وتكون حافظاً لماء وجهك ، خير من أن يسقطك العسكر وتكون قد سُجِلتَ في التاريخ (خائن) الثورة العظيمة ، ثورة ظلت وستظل أغنية ، في شفاه وحناجر شعوبنا وشعوب العالم أجمع .. ولك الخيار .
ومدنياااااااااو
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////////

 

آراء