جدل المتدينين والمتكوزنين

 


 

 

 

 

الأخ الواثق كمير شخص نزيه ومؤتمن على حسن مقصده، وهو قد اجتهد في حجته عند التفريق بين المتدين والكوز في البريد الذي نشره اليوم. دعنا نأتي الموضوع من أقصى نهاياته، مسلّمين بالمصطلح الذي اختاره الأخ الواثق. على هذا الأساس دعنا نختبر شعار "كل، أو أي كوز ندوسوا دوس" من خلال التحليل التالي ١. مطلق هذا الشعار علماني محمي ومؤيد تماما من قبل السلطات الثورية التي تستمد منها الحكومة مشروعيتها ٢. هذا العلماني مطلوب منه أن يلحق الأذى الجسدي أو والمعنوي بخصم سياسي اسمه الكوز ٣. بخلاف العلماني ذي الحظوة الثورية فإن الكوز مختلف في وصفه ٤. الفيصل في تعريف الكوز هو حكم "الشباب" وهم تحديدا الجهةالمعممة التي أوكل إليها الأخ الواثق مهمة تعريف الكوز أو المتكوزن بحيث أنك إذا نجوت من تهمة "الكوزية" الصريحة وقعت في تهمة الكوزنة المشبهة، و"الشباب" مؤتمنون على الحكم في المسألة. ٥. إذن دعنا نسلم بما طالب به الأخ الواثق من عدم خلط الكوز والمتكوزن مع المتدين ٦. ما تزال لدينا مشكلة تتمثل في أننا مطالبون ثوريا بإلحاق الأذى بالشخص الذي أجاز لنا الشباب وصفه بالكوزنة، وهذا كله بالطبع يجري خارج الدستور والقانون فالحالة الثورية لها استثناءاتها، ويبقى اعتراضنا قائما وهو أننا بهذه الطريقة نشرع لحماية العلماني واستباحة الكيزاني. وهذا كما ذكرت سالفا ليس خوفا متوهما، بل هو حقائق وقعت استبيحت فيها الحرمات وكشفت العورات ووقع فيها على أشخاص ابرياء أذى كبير دون جريرة مثبتة. ربما الأأهم من ذلك بعيدا عن تسجيل النقاط هو أنني أحمل تقديرا كبيرا للأخ الواثق وأعده رصيدا حقيقيا لأي حوار جاد يشترك فيه جميع السودانيين، بمن فيهم الكيزان بل، ولم لا، المتكوزنون بتعريف جديد يوافق تأويلات الشباب -دون معقوفتين هذه المرة.

نقلا عن صفحة د. الواثق على الفيس بوك

 

آراء