جعفر نميري المفتري عليه: اليسار في السودان إلي أين؟
رئيس التحرير: طارق الجزولي
15 March, 2015
15 March, 2015
في عدد الأحد 1 مارس بصحيفة التيار العدد رقم 1256
دروشه ثورية ( عنوان فرعي )
نميري غشيته لفحات التدين للمرة الأولي وهو في محبسه عند عصر 19 يوليو وتوضأ وأستوي للصلاه بعد سنوات طويلة من تركها بسبب حمي أصابته كما يروي بنفسه في مؤلفه ( النهج الإسلامي لماذا ؟ ) إذ قال لصاحبه الذي كان يقاسمه السكن في المدرسة الثانوية أو الكلية الحربية انه لن يعود للصلاة مرة أخري لأن الحمي الشديدة التي أصابته لم تكن إلا بسبب صلاته ووسط دهشة صاحبه نهض وطوي المصلاة وعلقها في حائط الغرفة للتوكيد علي قسمه بأنه لن يركع أويسجد لربه مرة أخري .
وفي البدء أقول في المدرسة الثانوية أو الكلية الحربية ؟ هل لم يكن يدري النميري ايهما ؟؟ ثم أقول أنني قد اطلعت مصادفة علي النهج الإسلامي لماذا ؟ قبل اسبوعين فقط فالملاريا انهكتني واقعدتني عن الحركة فالتهمت مجموعة من الكتب مختلفة ، وأجبرت أن أجلس بعد هذا التحقيق الغريب لأن اطلع ثانية خلال يومين فقط لإعادة قراءة النهج الإسلامي لماذا ؟ ولم يرد فيه ذكر ما ذكر عن المفتري عليه جعفر نميري رحمة الله عليه .
ثم لا يمكن لمؤمن أن يجاهر بذلك
ولهذا استشهد ببعض ما في هذا الكتاب .. وليت الجميع يطلعون علي تقديمه للكتاب رحمة الله عليه في صفحة 57 ( ولعلني يوم الزحف في ليلة الذكري لمولد الهدي ، كنت اسائل النفس بما يمكن أن يسألني الناس يوما ، بل بما يمكن أن يسألني الله قطعا ، رغم أنه عليم بما في الصدور ) هل من إيمان أكثر من هذا ؟ وفي صفحة 79 قبيل الإنقلاب بساعات ( علي مشارف المدينة ليلة الزحف في ذكري مولد الهدي راجعت المكان ، فبدت أضواء ساهرة ما زالت تحي الذكري العاطره تلمع ، كان ذلك يعني أنه ما زال هناك جموع من الساهرين ، وقررت أن نتمهل خطوات البداية ، كان في تقديري إحتمالات صدام علي الطريق ، وخشيت علي الساهرين إحتفاء بذكري مولد المصطفي من مخاطره ، كنت أريدها بيضاء من غير سوء ، هكذا تمنيتها ودعوت الله وابتهلت إليه ) كان يعي أن هنالك أبرياء لا ذنب لهم غير احتفالهم بمولد المصطفي صلي الله عليه وسلم .
وعن الاثنين آنف الذكر 19 يوليو 1971 ، وفي صفحة 108 ( وخلف باب مغلق ، لم تكن هناك سوي رحمة الله ، أنزل السكينة علي القلب وزودني بيقين الإيمان ) وفي صفحة 204 ( في الطائره كان الجو صاخبا ضاق صدري بشعور ممض بالضيق ، امتدت يدي إلي ما لا يفارقني ، كتاب الله الكريم ) وفي صفحة 219 وكان في بورسودان ( توجهت إلي سواكن بسيارة قدتها بنفسي .. تأملت الخراب ولعنته واغترفت من ماء البحر ، توضأت ، صليت وظهري للأطلال ووجهتي البيت العامر العتيق ) أهذا حال رجل ترك الصلاة بسبب حمي أصابته ؟ وفي صفحة 283 ( الا ان الناس لو غفروا ، فان الله لا يغفر إلا لمن يشاء ، وان الناس لو غفلوا فان الله عليم بما في الصدور ، فلا مهرب من محاسبة النفس والا كان الحساب يوم لا يشفع للإنسان إلا عمله وما قدمت يداه ) وفي صفحة 309 ( وهي وإن كانت في جانب منها مواجهة مع النفس ، فإنها في الأساس والأصل خشية من الله ، فخير للمخلوق أن يسال نفسه ، قبل أن يسأله ربه لعله يوم الحشر يحسن الجواب ) أما عن دور الحزب الشيوعي ( إدعاء ) صفحة 74 ( في ذكري مولد الهدي التقيت بمن صور اللقاء وكأنه صدفة ، صارحني بعدها انها صدفة صاغتها مطاردة ، زميل دراسة ، وصديق حميم ، رغم اختلاف الفكر والرأي والعقيدة ، كنت أعرف موقعه في صفوف الحزب الشيوعي السوداني ، وكان يعرف موقفي من معتقدات الشيوعية والشيوعيين ، كان يعرف انني لجأت الي القضاء خصما لمن أدعي في صحيفة يصدرها ، إنني اتعاطف مع الفكر الشيوعي وذلك أيام المد الشيوعي الذي رافق وتلي ثورة أكتوبر لبعض الوقت .
كان يعرف اتجاهات فكري ومنطلقات عقيدتي ، والتي لا يمكن أن تلتقي مع الفكر الشيوعي ، ومع ذلك فإن اختلاف الرأي لم يفسد فينا علي مدي الأيام للود قضية ، التقي بي مرحبا ، واقبلت عليه بشوق الصديق ، ثم صارحني بهدف اللقاء الذي لم تصوغه الصدفه ) وفي صفحة 93 ( رفضت حضور تجمعات علمت سلفا بأن قيادات الشيوعيين تخطط لحضورها رفضت محاولات الإتصال بي من جانب قيادات الشيوعيين رغم الإلحاح والتوسط والأجاويد . تعرضت لمحنة المفاجأة حين استيقظت من نوم قصير لأجده بجانبي في منزل صديق ، وكان هذا هو لقاؤنا الثاني بعد لقاءنا الأول ليلة الزحف في ذكري مولد الهدي ، ورغم محنة الصدمة من تدبير الصديق ووقع المفاجأة ، فلقد رفضت الحوار معه باعتباره ممثلا للحزب الشيوعي السوداني ، وكان إصراري ان قرارنا لا يتجزأ ، لقد صدر قرار بحل الأحزاب كل الاحزاب فلا وجود شرعي لها ، ولا وجود شرعي لمن يزعم أنه يمثل احداها ) وفي صفحة 101 ( ادرك الشيوعيون انها خاتمة المطاف لمهزلة إيهام الجماهير بأنهم يشاركون في السلطة أو أنهم هم السلطة
)
وفي الختام أقول بأنني تناولت الأمر بإيجاز شديد ، وعلي كاتبي التيار مراجعة النهج الإسلامي لماذا ؟ ومراجعة كثير مما يؤهلهم لمواصلة ما هم فيه دون تحيز أو محاباة أو تزوير لتأريخ . وكذا أرجو من الملمين أكثر الحديث عما يؤكد ويؤيد اتفاقيات جعفر نميري مع الشيوعيين مثلما يقول ابوعيسي أو غيره ، وللحقيقة نصرا من الله للقائد الرئيس جعفر نميري .. لم اقرأ في تلك التحقيقات إلا هذي الحلقة السابعة مصادفة ، ثم تعمدت قراءة الحلقة الثامنة ، ولن اقرأ لهم بعد ذلك لكثير من المغالطات . غفر الله لنا جميعا وهدانا سواء السبيل النميري رحمة الله عليه ، والرسول يقول ( أذكروا محاسن موتاكم )
الرشيد احمد ابراهيم حمد
rashedman55@gmail.com