حالنا في السودان أصبح يغني عن سؤالنا ، كل الأبواب سدت أمامنا ، إلا باب رحمتك يا رب العالمين

 


 

 

حالنا في السودان أصبح يغني عن سؤالنا ، كل الأبواب سدت أمامنا ، إلا باب رحمتك يا رب العالمين ، أغثنا ، أغثنا يالله سبحانك بفرج منك قريب يثلج صدور المستضعفين في بلادنا الحبيبة ولم يبق لهم ملاذ الا ملاذك ولا ملجيء إلا منك واليك .

يحار المرء ويكاد يفقد عقله ليس بسبب الحرب اللعينة العبثية وما سببته منذ اندلاعها والي تاريخ اليوم من كوارث ومحن وبلاوي وصلت إلي خشبة مسرح اللامعقول وتركتنا جميعا في قمة الذهول والمسكنة والضياع وانسداد الأفق ... الذي يحير فعلاً هو هذا الاستهتار الذي صار سمة مميزة للجنرالين ومايتبعهما من قوة تدميرية غاشمة هي في الأصل شيء واحد رضعت إحداهما من الأخري حتي آخر قطرة حليب ونمت وترعرعت حتي شبت عن الطوق وبصريح العبارة صار الدعم السريع ممثلا في قائده الفتي المدلل الذي تبسط أمامه ميكروفونات جل فضائيات العالم ليخاطب من يهمهم الأمر بالداخل والخارج أنه رجل المستقبل وحامي الحريات والذي علي يده سيرفل الشعب في ثياب الديمقراطية ...
طيب هل هنالك أي جهة نافذة أو غير نافذة اعترضت علي هذا التمدد الدقلاوي الذي صار كالسيل واكتسح كافة الميادين من تجارة وصناعة وشركات عابرة للحدود وطائرة رئاسية تقطع الفيافي والقفار تحمل الشخصية القيادية رقم ٢ بالدولة ... طيب اذا كان جيش البلاد تنازل طواعية عن بعض مهامه واوكلها عن رضي وطيب نفس لما يسمون الآن بالدعامة الذين صاروا ومنذ مدة ليست بالقصيرة يمدون أرجلهم التي تجاوزت لحافهم بمراحل وإذا الشعب فتح خشمه حتي ولو بنصف كلمة قالوا له أن الدعم السريع خط احمر وأنه ولد من رحم الجيش ... وللحقيقة والتاريخ أن الثورة بح صوتها وهي تنادي بهتافها الداوي الذي أصم الآذان :
( الجيش للسكنات والجنجويد ينحل ) !!..
وقوي الحرية والتغيير التي هي جزء أصيل من الثورة كان هذا بالضرورة شعارها وليس لها صلة من قريب أو بعيد لأن تكون حاضنة للدعم السريع ولم تحدثها نفسها بذلك وان هذه الحرب اللعينة العبثية التي تجري الآن هي صراع علي السلطة يتصارع فيه ديكان يجدان الدعم الخارجي بكل أجندته الخفية والشعب هو الخاسر الوحيد وقائد الجيش يرفل في بدلته الأنيقة وربطة عنقه الفنانة ويبشر الجميع بأن ساعة الحسم تلوح في الأفق مثل نجم السعد والجنرال المنافس انقطعت أخباره الا من حفنة فيديوهات مصممة بذكاء صناعي مازال يتحدث فيها عن انتشال الأمة السودانية من دائرة الفقر ووضعهم في منتزهات الديمقراطية تحت ظلال أشجار الزيزفون وحولهم الزنابق السوداء والفراشات الملونة وعصائر الفراولة الطازجة ...
لقد تم تدمير مصفاة الجيلي بالكامل ومازال الطرفان يتلذذان باغاظة المواطن بعد أن اشبعاه قتلا وتدميرا وكل منهما يتهم الآخر بالجريمة الحمقاء مثلما فعلا مع تدمير كبري شمبات وجسر خزان جبل اولياء ... وكثير وكثير من هذا القبيل وكل دقيقة البلاد تروح في ستين داهية والشعب غلبان والجيش والدعم السريع في الميدان لايكفان عن مطالعة مجلة الصبيان !!..
وامريكا ام المصائب عندها وصفة وحيدة لعلاج مشاكل الشعوب وهي فرض العقوبات علي الحكام الظلمة وهي وصفة فاشلة بكل المقاييس لأن الضرر يقع حصريآ علي المواطن ويظل الحاكم الظالم في ضلاله القديم ...
وكمان ظهر لينا الصهيوني بلينكن وتبجح بعقوبات علي اثنين من رؤساء الأجهزة الاستخبارية أحدهما مد امريكا بكل المعلومات المطلوبة عن إرهابيين جاءوا للسودان الذي صار بؤرة إرهاب بمجيء نظام المخلوع ... ونقول لبيلنكن إن صاحبكم الذي تريدون فرض العقوبة عليه هو صديق لكم ولكنكم تفعلون شغل الثلاث ورقات هذا ذرا للرماد في العيون ... ياعميانيين وماشايفين عوجة رقبتكم !!..
أما الشخص الثالث في قائمة عقوباتكم فقد كان يخدم في بيوت الكبارات في وظيفة مدير منزل مسؤول عن المشتريات مثل زيت السمسم واللحوم والخضروات والفواكه والإشراف علي النظافه والديكورات ... وصار سكرتيرا للمخلوع ومديرا لكل مكاتبه علي وجه العموم ... وقد نقل لدولة خليجية كل اسرار هذه المكاتب عن طريق التصوير فاعطوه جنسيتهم وشملت المكرمة السخية كل أسرته السنية وعينوه مستشارا لوزير الخارجية للشؤون الأفريقية وصار من محبي الدعم السريع يسهل لهم الإمدادات والوجبات الجاهزة وكتابة الحجبات !!..
هذه الحرب اللعينة تدور بين طرفين أكلا من صحن واحد ورضعا من نفس الثدي وبينهما محبة وصداقة لكن الكرسي الشيطاني فرق بينهما وصار السعي إليه يمر عبر جماجم الأبرياء ومساعدة الخارج هذا الخارج الذي هو مثل البومة التي تتغني بمحاسن الخراب مع أن صوتها أجش وقبيح ولم يجاز البتة من لجنة النصوص !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء