حديث البرهان الانتقامي ضد قحت عكَس ذهنيةَ طفلٍ مشاغب!

 


 

عثمان محمد حسن
21 September, 2022

 

زعم البرهان أن الحرية والتغيير أساءت كثيراً لأعضاء وقيادة المؤسسة العسكرية، ولذلك قرر عدم تسليم الحكم لقوى الحرية والتغيير..

* (شِنْ جابْ لي جابْ)!

* إن حديث البرهان عن عدم تسليم السلطة لقحت لا يعني تسليم السلطة لكيانات أخرى غير قحت، إنما يعني استمراره في السلطة والتسلط إلى ما لا نهاية، خاصة وقد ذكر مستشاره، أبوهاجة، أنه لن يسلم الحكم إلا لحكومة منتخبة.. والحكومة المنتخبة لن تخرج من رحم الغيب إلا بعد سنوات من شد وجذب..

* ثم إن ما قاله، تبريراً لعدم تسليم السلطة لقحت، كشف عن ذهنية تماثل ذهنية طفل مشاغب يسعى للانتقام من طفل آخر (دَقّة بي دَقّة) Tit for tat، لا إنتقاماً من كل المحيط بالطفل المشاغب، خبطَ عشواء..

* لكن ذهنية البرهان دفعته للانتقام الجماعي حيث لا وجود لأي رابط بين إساءة قحت للبرهان وبين من يحكم الدولة السودانية.. فقحت هذه كيان سياسي ضمن مئات الكيانات السياسية في الدولة، ولا ذنب للدولة ولا للكيانات الأخرى في ما بَدر من قحت من إساءة يزعم البرهان أنها لامسته..

* تقول الآية 134 من سورةالبقرة:- ( تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون)..

* إذن، ما قالته أو فعلته قحت لا تتحمل مسئوليته الكيانات الأخرى، إذ لا دخل لها في الأمر..

* في تقديري أن البرهان يستهدف التمسك بالسلطة استناداً على عدة ركائز.. وفي مقدمة تلك الركائز إحساسه بأن المدنيين لن يتوافقوا أبداً، وأن الشقة بين قوى الثورة تزداد انساعاًً يؤججه اتساع عدم الثقة وانعدام الرشد الوطني الكامن في أجندة معظم تلك الكيانات..

* وبينما تتسع الشقة بين قوى الثورة الحية، تضيق الشقة بين فلول النظام البائد، ويزداد دعمها للبرهان في كل المجالات.. وذلك دافع يقوي توجه البرهان للتشبث بالسلطة..

* وفي إعادة السفير الأمريكي إلى الخرطوم، بعد عقود انقطاع، شبهة اعتراف بسلطة البرهان.. دعم ذلك الاعتراف دعوة الملك تشارلس له لحضور مراسم شييع ملكة بريطانيا الراحلة..

* أيها الناس، لقد طال انتظار الدول الغربية لتوافق قوى الثورة، ومن ثم تكوين حكومة ديمقراطية.. وبدأ تتململها من عدم حدوث ذلك.. ونراها تكاد تعترف بالواقع الانقلابي شيئا ًما، حفاظاً على مصالحها المخطط لها في السودان..

* وحُقّ للبرهان والفلول أن يسعدوا بمشاركة البرهان في مراسم شييع الملكة الراحلة ضمن 500 من ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات العالم.. فلا تبخسوا الفلول أشياءهم.. وهُم يتنفسون الصعداء، يكتنفهم الإطمئنان وتملأهم راحة البال، بعد تأكدهم من أن سلطتهم في أيدًٍ أمينة.. وإن كان مؤقتاً..

osmanabuasadin@gmail.com

 

آراء