حركات الكفاح المسلح.. الفيكم اتعرفت

 


 

طه مدثر
15 September, 2022

 

ماوراء الكلمات -
(1) إن هذه الأرض التي تغطت بالتعب، تخبرك اننا قاتلنا عليها سنين كثيرة واقتتلنا، وأيضاً تخبرك بأننا فقدنا اعزاء لنا، مضوا إلى ربهم، في سبيل ما أمنوا به من مبادئ واخلاق وقيم فاضلة ودفعوا حياتهم ثمناً لها، وآخرين منهم ظلوا أوفياء لتلك القيم الفاضلة، ولأولئك المناضلين والرفاق الذين رحلوا، وطرف ثالث اتضح أن جهاده من أجل المواطن ومن أجل استرداد حقوق الهامش والمهمشين، كان كذبا صريحاً، وكان مكاءً وتصدية، وكان مكراً وخداعاً، وأثبتت الايام ووقائع الأحداث ذلك، فهم قد خرجوا من أجل دنيا يصيبونها ومنصب يتقلدونه وثروة يحصدونها وشهرة يبتغونها، وجاه يسعون إليه آناء الليل واطراف النهار.
(2) فغالبية المليشيات المسلحة، والتي دللناها ودلعناها، ومراعاة لمشاعر أصحاب تلك المليشيات، أطلقنا عليها حركات الكفاح المسلح، فهؤلاء صدعوا رؤوسنا، ببطولاتهم الزائفة ونضالهم الكذوب، ومعاركهم الخاسرة، بل وأخيراً جداً، ظهر وبان وجههم الحقيقي توعدنا بالرجوع إلى الحرب، اذا نحن تقاعسنا أو تكاسلنا أو حتى رفضنا دفع المنصرفات المالية لاتفاقية جوبا للسلام، وكأنه يقول، ادفعوا لتنعموا بالسلام، وهنا نسأل رئيس هذه الحركة، أين هذا السلام الذي تتشدق بالحديث عنه؟ هل توقفت الحرب في دارفور؟هل توقفت الحرب في جنوب كردفان، ؟هل أصبح المواطن في تلك المدن أمن في سربه (دعك من امتلاكه لقوت يومه)؟و يامن تهدد بالعودة إلى الحرب هل تستطيع الذهاب الى اي معسكر من معسكرات النازحين في دارفور؟ أؤكد لك انك إذا استطعت ذلك، فانت سترى وتسمع مايسوءك ومايجعلك تندم على تلك الزيارة، لذلك فانت وغيرك من قادة تلك المليشيات، تفضلون البقاء في الخرطوم.
(3) نعم ندرك أن تكلفة السلام الحقيقي، أكبر من تكلفة الحرب ولكن وبفضل ما تأتون به من أفعال وأقوال، يؤكد لنا أن تكلفة الحرب أقل من تكلفة السلام المزعوم والمتوهم، الذي جاءت به اتفاقية جوبا للسلام.
(4) الخلاصة
أحاديثكم عن العودة للحرب، هي أحاديث مكررة وممجوجه تعودنا عليها، ولكن يجب أن نقيم لها وزنا، فيا من اتخذتم قضية الهامش والمهمشين وسيلة لتحقيق أهدافكم ومطامعكم، اذهبوا للحرب، فقد جربتموها من قبل، وماحصدتم من ورائها، حتى المرور من أمام القصر الجمهوري، او الإطلالة عبر الفضائيات السودانية، ومن يتحدث عن الحرب هو أكثر الناس فراراً منها، وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.
الجريدة

 

آراء