حكام الخليج من ملوك وأمراء ما الفرق بينهم وبين رؤساء القبائل وزعماء العشائر؟

 


 

 

 

 

تحرك الأمير الشاب الأردني متفقدا الرعايا والاتباع في مضاربهم فاحسنوا استقباله واكرموا وفادته ونظر في بعض احتياجاتهم الهامة والعاجلة ووعدهم خيرا بأن مطالبهم ستجد منه ما تستحقه من سرعة الرد والتنفيذ .
ويبدو وكما هي العادة في عالمنا العربي أن هنالك رجال حول المسؤول الأول ملكا ، أميرا أو رئيس جمهورية مدنيا أو عسكرياً يزيفون له الحقائق ويتحفونه بنوع التقارير التي يحبها ويطرب لها ويظلون يطنون علي أذنه بأنه هو حامي حمي الديار وأنه الفارس المغوار الألمعي صاحب انقي الأفكار وأحدث التقنيات والنظريات في إدارة الدولة ويكررون علي مسامعه علي مدار الساعة أن شعبه وربعه ممتنون له لاياديه البيضاء ومكرماته الملكية وتفقده لاحوالهم والسؤال الدائم عنهم ودائما يحذرونه من الخونة والعملاء والمتربصين أعداء الشعب وأعداء الوطن .
والشيء الغريب أنه في مثل هذه الدول يكون الحاكم الفعلي هو رئيس الاستخبارات وان جهاز الأمن هو الكل في الكل يعربد في الدولة كما يحلو له وهذه قصة معروفة منذ أيام الطاغية ( أوفقير ) الذي بلغ به حد القوة والنفوذ أن فكر في الاطاحة بولي نعمته الملك الحسن الثاني ملك المغرب وعندما انكشف امره انتحر .
وفي مصر الشقيقة كان صلاح نصر علي رأس دولة داخل دولة وكان أمامه عبد الناصر العملاق يبدو وكأنه تلميذ في الروضة .
وفي بلادنا الحبيبة تلاعب صلاح القوش بالدولة كما يتلاعب الحجر بالبيضة ... ولكن اين هو الآن ؟ نعرف أن تلك الأشكال عندما تخضع لهم الرقاب يكون الواحد منهم مثل قائد الأسطول ولكن عندما تطيح به غضبة الشعب يتحول إلي فأر مذعور .
وقد قالتها ( كونداليزا رايس ) بوضوح إبان احدي زياراتها للشرق الأوسط عندم طلبت أن تقابل رؤساء الاستخبارات في تلك البلدان علي أساس أنهم الرؤساء الفعليون .
نعود للأمير الشاب الأردني حمزة بن الحسين ربما تكون ماساته وهو من واقع مسؤولياته زار أهله وربعه ولكن البعض المتقلقلين في الدولة مثل النمل يكونون قد دبجوا الوشايات وزادوا عليها أنواعا من المنكهات والمواد الحافظة وحملوا غنيمتهم للملك عبدالله وهذا المسكين اسير مستشاريه المزيفين المتلاعبين العابثين الذين مصلحتهم الشخصية هي المقدمة علي ما عداها وبعد ذلك لا يهم حتي ولواتي اعتي سونامي عرفته البشرية ... وللأسف صار الملك أذنا لوشاية الواشين وانقلب علي أخيه حمزه ... وتحرك الإعلام الأردني الموالي واستنفر أصحاب الحلاقيم الضخمة الذين نقلواللعالم أن البلاد تتعرض لزعزعة في أمنها وان الأمور الان تحت السيطرة وقد زال الخطر تماما وان الأمير حمزة يقبع الآن تحت الإقامة الجبرية وقد تم القبض علي بعض المتامرين ويتم التحقيق معهم .
ونفس هذا الأمير الذي وصفوه بالسعي لزعزعة الامن قالوا إنه اعتذر وكتب بخط يده أنه سيظل جنديا وفيا للملكة الأردنية وقائدها وباعث نهضتها الملك عبدالله بن الحسين .
أمريكا صرحت بأن الاردن حليف استراتيجي لها وستقف معه بكل الحزم والعزم اللازمين ... وجاءت تصريحات بقية الدول العربية مباشرة بعد أن وقفت سيدتهم وولية نعمتهم مع الملك عبدالله وكلهم تغزل في الاردن وأنهم معه قلبا وغالبا .
تري لو أن أمريكا وقفت مع الأمير الشاب هل كنا سنسمع رسالة تأييد واحدة ولو همسا للعاهل الأردني؟
سمعنا أن الأردن يمر بضائقة إقتصادية طاحنة وان مثل هذه الاختراعات لقصص المؤامرات والتربص بالوطن ماهي الا محاولة مكشوفة لجلب الدولار, الريال والشيك السياحي .
الي متي يرزح العالم العربي تحت وطأة حكام يظلون مكنكشين علي الكرسي إلي أن ينتقلوا للدار الآخرة أو تطيح بهم ثورة شعبية أو إنقلاب عسكرى ؟
وهذا الحاكم العربي يصرف كل موارد الدولة علي شخصه وأسرته وفرقة المحاسيب وجيوش المطبلاتية واعلامه المدجن يحاول أن يوهمنا بأن الحاكم هو والد الجميع وأنهم يقفون علي مسافة واحدة منه !
وكل هذا الكذب يستحق ضحكة مجلجلة من العبقري السر قدور وياليت شعري الي متي يضحك علينا الحكام والرؤساء العرب وهم أضعف الكائنات واخفها عقلا واسهلها مكسرا ... ولكن نقول شنو في أنفسنا التي هوايتها تتقلب مابين الشيزوفرانيا والماسوكية !

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء