حلايب ليست الشيخ زويد

 


 

 

بلغتنا أخبار مفادها أن النظام الحاكم في مصر قد رفض إدراج قضية حلايب وشلاتين ضمن جدول أعمال اللجنة الوزارية العليا والمشتركين بين البلدين والتي تستضيفها مصر خلال هذه الأيام وبالتالي عدم مناقشتها،، ويبدو أن الدولة المصرية بمؤسسيتها العسكرية والإعلامية وفي غياب مؤسسات سياسية مصرية واعية وناضجة قد إستمرأت حالة الضعف والهوان الذي يكتسي النظام الحاكم في بلادنا جراء العزلة الداخلية والخارجية التي يعيشها فأصبحت الحكومة المصرية تفعل ما لا يقبله العقل السياسي الراشد وما لا يتوافق حتي مع حقائق التاريخ والجغرافيا التي شكلت واقع العلائق السودانية المصرية في ماضيها الممتد منذ آلاف السنين، إن النظام المصري الحاكم يجب أن يعلم أنه يرتكب خطأ ً تاريخيا ً ومُستقبليا ً فادحا ً بإحتلاله لحلايب وشلاتين والعمل علي تمصيرها بإغراء البعض من أهلها وإغداق الهبات والعطايا والخدمات وإجراء الإنتخابات التشريعية بها،، الغريب هنا أن النظام السوداني وفي ظل إحتلال مصر لمنطقة حلايب وشلاتين يكافيء نظامها البائس بترفيع رئاسي لدرجة إنعقاد اللجنة الوزارية المشتركة والتي كانت تنعقد علي مستوي نوابهم بدلا ً من تخفيضها لمستوي يتناسب وحجم الجرم الذي ترتكبه الدولة المصرية في حق بلادنا وشعبنا ،
إن الدولة المصرية إذا أرادت أن تدعي مصرية حلايب فعليها أن تحتكم للتفاوض والتحكيم مثلما فعلت في سيناء وطابا ولكن أن تمارس علينا العدوان كما مارسته إسرائيل عليها وأن تفرض سياسة إستيطانية من نوع آخر في منطقة سودانية وفقا ً لوثائق دولية وحقائق تاريخية مُستغِلة في ذلك الحادثة المعزولة والفاشلة لإغتيال حسني مبارك في أديس أبابا في 25 يونيو 1995م فهو أمر مرفوض ودونه المهج والأرواح، إن كل المعطيات تشي بأن الدولة المصرية الآن تعيش غيبوبة سياسية تجعلها غير قادرة علي قراءة ما يمور في داخل حدودها دعك مما يجري خارج حدودها ولو كانت في حالة غير هذه الحالة لما تجرأت علي إستمرار إحتلالها لحلايب وشلاتين ولما سمحت بالتطاول الإعلامي الممنهج علي السودان وشعبه من ( اللي يِسْوَي واللي ما يِسْوَاش منهم) ..
إننا في الحزب الإتحادي الموحد نعي جيداً حجم التعقيد الذي يحيط بملف العلائق السودانية المصرية الأمر الذي يوجب علينا دائما ً عدم التعجل في التصدي لما يبدر من مصر وحُكامها ولكن يبدو أن الدولة المصرية بمؤسسيتها العسكرية والإعلامية كما ذكرنا آنفاً قد أعماها عداءها للنظام الحاكم في السودان وجهلها بطبيعة شعبه وهي تتعاطي هذا الملف دون أن تأخذ في الإعتبار مآلاته النهائية علي الدولتين والشعبين بل علي المجال الإقليمي بأسره إذا ما أصرت مصر علي سياسة فرض الأمر الواقع علي حلايب وإستمرار مسلسل التهازؤ والإستهانة بكل ما هو سوداني عبر آلتها الإعلامية ،،
نقول للدولة المصرية إن الشعب السوداني لم ولن ينس لها ما إرتكبته في 24 أغسطس 2004م بحق 21 مواطنا ً سودانياً معارضا ً من طالبي اللجوء إبان تظاهرهم أمام مقر الأمم المتحدة بمدينة المهندسين بسبب تأخر إجراءاتهم، حينما لم تكتف أجهزة مصر الأمنية يومذاك بالقبض عليهم وضربهم وتعذيبهم بل هددتهم بترحيلهم للسودان إن لم يصمتوا عما حدث لهم .. إن الشعب السوداني لم ولن ينس للأجهزة الأمنية في مصر إطلاق الرصاص الحي علي 29 من أبناء السودان المعتصمين بميدان مصطفى محمود في ديسمبر 2005م، إن الشعب السوداني لم ولن ينس للمؤسسة العسكرية المصرية إطلاقها النار علي ظهور السودانيين - وبلا عدد - من الفارين إلي دولة العدو الإسرائيلي هربا ً من سياسات نظام جماعة الإسلام السياسي في السودان ومما يكابدونه في مصر..
إننا في الحزب الإتحادي الموحد نطلب من مصر أن تنسحب بغير شروط من كامل تراب منطقة حلايب كما نطالبها بإيقاف كل ما شأنه الإستهانة والإساءة لبلادنا وشعبنا..
محمد عصمت يحيي
رئيس الحزب الإتحادي ( الموحد)

mielmobashr@gmail.com

 

آراء