حمدوك.. قيادة استثنائية نادرة لشعب يتجاهل قيمته

 


 

 

==========
ظاهرة ظلم الرؤساء الوطنيين وملاحقاتهم ووصفهم أحيانا بالتبعية أو الضعف أو العجز ، أو غيرها من الأوصاف السلبية في إدارة الدولة، ليست حصرا علي السودان، بل أن دولا كثيرة قد أساءت لحكامها وربما العمل علي أسقاطهم وأزاحتهم عن سدة الحكم، ثم أصبحوا بعد ذلك نادمين.. وبالطبع ليس لهذه المقدمة أية علاقة بازاحة الأنظمة أو الحكام الطغاة الفاسدين.
الذين قرأوا وحللوا ما بين السطور للبيان الذي اذاعه دولة رئيس مجلس الوزراء، عبدالله حمدوك، علي الشعب السوداني، ليلة الثلاثاء الماضي، قد أدركوا مغزاه ومقاصده...كان خطابا صريحا ومباشرا وشفافا وصادقا ويخاطب العقل والوجدان ..لم يكذب بحقيقة تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية...واين توجد أماكن الخطأ...أين نجحت حكومته وأين أخفقت.. وكيف ولماذا..
وكان أبرز تلك النجاحات هي في رفع إسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ، وانعقاد مؤتمر باريس الاقتصادي فضلا عن جذب رأس المال الأجنبي للاستثمار في السودان...وكلها إنجازات رائعة قد يجهل بعضنا حقيقة وقيمة أمرها، إلا لاحقا، ولكنها قد تحققت وكانت الي وقت قريب في عالم الخيال ورابعة المستحيلات.
إن الذين يحاربون حمدوك ، ويعادونه ، في الصغيرة والكبيرة، خاصة في سياسياته الاقتصادية ومشروعه الوطني ، يظلمون أنفسهم ووبلدهم وتنقصهم روح الوطنية ، ويمارسون النقد السياسي والاقتصادي من منازلهم ، يريدونها فوضي وارتجالا دون رؤية او دراية او برنامج للاصلاح الهيكلي تسير علي هديه البلاد ..
يحتاج دولة رئيس مجلس الوزراء، الي شعب واعي يفهمه ويثق فيه وفي قدراته وعلمه ووطنيته ...يسانده ويشد من ازره، فالرجل ، كما تنم نبرة حديثه الهادئة القلقة في ذات الوقت، قد اتعبته الإتهامات الجائرة التي تتهمه بالضعف والخضوع للضغوط ، داخلية كانت ام خارجية، مما دعاه لنفيها تماما.
ما سبق قوله، يقودنا إلى سؤال محوري هام..وهو...هل يجهل الشعب السوداني القيمة الحقيقية لدولة رئيس الوزراء ؟ ام هو الجحود والنكران بحق الرئيس؟
لا اعتقد ان الشعب السودان يجهل تلك القيمة والقيادة الاستثنائية لدولة الرئيس..فالكل يدرك تماما بأن الرجل يملك من القدرات ما لم يتوافر لقبله من رؤساء جمهورية السودان..يملك الصبر وقوة الاحتمال ..يملك الرؤية الاستراتيجية والحكمة والمعرفة والوطنية الصادقة وكل القدرات التي تمكنه من قيادة سفينة العبور إلي شواطئ الأمن والأمان ودولة المؤسسات العدلية والخدمية وكرامة الوطن.....ولكننا كوسودانيين، فقد جلبنا علي تجاهل القدرات عند الغير...وتنقصنا الشجاعة في ان نقول شكرا لمن أحسن إلينا سواء أكان علي المستوي الشخصي او المجتمعي او إدارة الدولة.
الدكتور عبدالله حمدوك...قيادة سياسية وطنية استثنائية نادرة ، تحدث لأول مرة في الإدارة السياسية في السودان الحديث. .فمعظم القيادات السياسية السابقة كانت وطنية، ولكن تنقصها الرؤية الاستراتيجية وتنقصها المعرفة وقراءة المستقبل..فدعونا نقف مع الرجل في معركة البناء والعبور ، حتي لا نفقده ونصبح مثل غيرنا ، الذين أضاعوا قياداتهم الصادقة، فأصبحوا علي ذلك نادمين.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء