خازن نار الشعر: قصيدة ملهمأساوية .. شعر: د. عبدالرحيم عبدالحليم محمد

 


 

 



abdelrmohd@hotmail.com

تقديم: وقف أعرابي معوج الفم أمام أحد الولاة  فألقى عليه قصيدة في الثناء عليه إلتماسا للمكافأة  غير أن الوالي لم يعطه شيئا وسأله : ما بال فمك معوجا؟ فرد عليه الشاعر...لعله عقوبة من الله لكثرة دمغ الناس بالباطل.
1
حزنا أن يخذلك المنطق والفكر
فتنصِب نفسك
خازن نار للشعر
وتزف المغضوب عليهم
والضالين اليها يوم الحشر
حزنا يا مالك
أن تعلي في ذلك  من لا يعلون
وتخفض من يعلونك في القدر
حزنا يا من مس القيم
 العليا منك الضر
الباحث في مائدة السلطان
عن السلطة والجاه الأغبر
حين تعارض إعلانا
وتصالح في السر
2
حزنا يا كهلا يتصابى
بين حواري البحر
تعلمهن بذاءة سقط القول
وهز الخصر
يا من تعجبه كلمة "ماخور"
وبها يفخر
ويمارسها في جنح الليل
فإذا حل الصبح  تنكر
حزنا أن تخفض في وطني
سير الأبرار
حين يمجَد أقزام
وتهان درر
يحدث هذا في وطني
فالمتصابي ليث
والمتأدب هر
ما بين سياسي يسرق
أو كهل إلحادي يهذى
إذ يتساقط من فمه البعر
أو متدين إفك يرتاد الحانات
ويخشى السكر.
3
في قاموسك كلمات تعشقها
كالجهل وكالحقد وكالمكر
طائعة تأتي في أسلوبك
حين توظفها للغيبة والمكر
ترسلها دون حياء دمغا للشعراء
وللعلماء
وللكتاب..وأهل الفكر
تنشرها دوما  في حبل غسيلك
يا "أشتر"
وتوزعها ضد كرام الناس
 كقطعة جمر
حقا فإذا ما الداء أصاب الذوق
يكون الطعم أمر
حين يصير زلال الماء
كقيح أصفر
لا تشفيه الأمصال...ولا الأعشاب
ولا يزكيه العنبر.
4
5
حزنا إن ظنك بعض السفلة والمنسيين
الأفضل  والأخيَّر
من يعرف قدرك يعرف أنك
لا قدر عندك فانفضوا من حولك
مثل زواج مسيَّر
حتى من كانوا أحبابك
 أوسعتهموا  شتما ووصمتهمو بالعهر
ومضيت كثور خزفي تكسر
لا تألو عن شيء يا ثورا حمر
قف إن سيوفي قاطعة
وأنا أبتر
لكن لا وقت لدى وسيفي
 أقيم من رأس حُمُر

عفوا
قدري أن أعرف شخصك يوما
يا ينبوع القبح وكهف المكر
شكرا إن جاء المثل العربي سليما
فمعيدي خير أن تسمع عنه
لا تبصره ..خير الا تُبصر
مأساة أن تتطاول يا  فاجر أمتنا
أن تصبح بركان بلاء يتفجر
أن تنزل  آدم من جنته
وتجادل مولاك الأكبر
لن أرتاد سبيلك يا شيطان
فلي سبلي في وادي عبقر
أو أمشي في نعشك يوما
إذ تدفن في مقبرة الشر
لن يقبض ملك الموت نفوسا مثلك
إن لم يحمل عودا من نتنك
أو أقذر
فوداعا  يا خازن نار الشعر
وكاتب أحجبة الإبداع
لكا من  بادلك الأفك  الأكبر
سلام يشمل من نافقك
وهلَّل تقريظا أو تسبيحا بالحمد
..وكبَّر.
نأتي يوما لو تأتون
ونمكر إذ تمكر يا فاجر
والمولى أمكر.

 

آراء