خالد حسن عباس جدار مايو الذي هوى

 


 

 

حق لجيلي أن يكتب ويتحدث عن مايو ورجال مايو الذين ملؤا الدنيا وشغلوا الناس كما لم يفعلها القادة السياسيين السابقين واللاحقين  لهم  .من منا لم يكن يعرف أعضاء مجلس قيادة ثورة مايو 1969 م  ـ 1985م جعفر نميري أبو القاسم محمد إبراهيم أبو القاسم هاشم بابكر النور هاشم العطا خالد حسن عباس وزين العابدين محمد أحمد عبد القادر  فاروق عثمان حمد الله . من منا لم يهتف بإسم الضباط الأحرا ر من منا لم يهتف بإسم نميري من منا لم يردد أغنيات مايو وأناشيدها التي كانت تجلجل من راديو أم درمان تعال يا مايو ميزنا نسمع ليك تحدثنا ونجلس ليك تدرسنا . إنت يا مايو الخلاص يا جدارا من رصاص . وبيك يا مايو يا سيف الفدا المسلول نشق اعدانا عرض وطول . من منا لم يسمع عن مغامرات نميري وعن فتوته وشبابه من منا لم يري أعضاء مجلس قيادة ثورة مايو في قريته وهم يركبون الصعاب لكي يزوروا أصقاع السودان البعيدة تارة علي متن السيارات المتواضعة صنعا وسرعة وتارة بالقطار ونادرا بالطائرات العمودية وغير العمودية  .من منا لم يسمع باحداث الجزيرة ابا وود نوباوي وإنقلاب هاشم العطا وأحداث المرتزقة في 1976م من منا لم يعرف أيام العودة عودة نميري إلي سدة الحكم بعد ان  كان يعزله زملاؤه في القوات المسلحة في اكثر من إنقلاب فاشل منها حسن حسين عثمان ومحمد نور سعد وهاشم العطا من منا لم يعرف جنوب السودان في سلامه مع نميري في العام 1972م وعيد الوحدة الوطنية ثم حربه التي قادها قرنق الذي تربي في مناخ اتفاقية أديس أببا ودرس في جامعة الخرطوم  . من منا لم يحفظ عن ظهر قلب أقوال نميري عن الأحزاب والطائفية وعن الخيانة الوطنية  وعن الثورة والثوار وعن الشرف وعن الجندية وعن الوطن والشريعة والمسيرة المليونية لتاييد نميري ثم سقوطه المدوي في إنتفاضة رجب ابريل الشعبية التي خرجت من جامعة ام درمان افسلامية ونحن طلاب فيها . من منا لم يسمع ويري الإتحاد الإشتراكي وآمال عباس وإسماعيل الحاج موسي وأبو ساق . من منا لم يعرف المصطلحات النادرة التي سمعها الناس لأول مرة من شاكلة : الثورة تاكل بنيها كما سمعنا لأول مرة  الحديث عن الفساد وتن بيرسنت  والأحزاب وهي تتحدث عن خراب مايو ومحولآثار مايو . في كل هذا الزخم المايوي كان الراحل خالد حسن عباس فهو الرائد في مايو ثم المقدم ثم اللواء ووزير الدفاع والصحة وغيرها من المواقع وقد سطع نجم خالد حسن عباس مع إنقلاب يوليو 1971 الذي قاده ثلاثة من أعضاء مجلس قيادة الثورة وهم بابكر النور وفاروق عثمان حمد الله وهاشم العطاء وكان خالد يومها في لندن في مهمة وصفها هو بالبعيدة عن العمل العسكري رغم انه كان وزيرا للدفاع وعندما علم باحداث الإنقلاب عاد إلي القاهرة وطلب من الرئيس المصري انور السادات ان يسمح لهم بسحب القوات السودانية التي كانت ترابط في قناة السويس وهي التي جاءت وامنت عودة نميري للسلطة .لقد صدقت علي خالد حسن عباس عليه رحمة الله مقولة الثورة التي تاكل بنيها فقد ظل بعيدا عن الأضواء الكاشفة لسلطة مايو إلا من تراسه لنادي المريخ  أحيانا وكان مثل الثور الأبيض بالنسبة لنميري ومايو التي كانت تبدل جلدها علي اكثر من صعيد ولكنه ظل وفيا لمايو ولنميري وبعد أن عاد الرئيس الراحل من منفاه وأعلن عن قيام حزب تحالف قوي الشعب العاملة صار خالد حسن عباس نائبا له وقام نميري علي طريقته بدمج تحالف قوي الشعب العاملة في المؤتمر الوطني ولكني لم اسمع عن إندماج خالد حسن عباس في الإنقاذ وبقي علي عهده مع مايو حتي وافته المنية رحمه الله وأحسن إليه .

elkbashofe@gmail.com

 

آراء