خبر وتعليق: معدلات خطيرة لحالات سوء التغذية

 


 

 



التاريخ: 24-أغسطس-2011    العدد:6504 الأخبار
رسم تقرير حكومي رسمي صادر عن وزارة الصحة, ونشر بجريدة الصحافة بتاريخ 24 من الشهر الجاري, رسم صورة سوداء عن الوضع الصحي فى البلاد، واظهرت نتائج المسح الذي قامت به الوزارة بالتعاون مع الجهاز المركزي للاحصاء السكاني ارتفاع مزعج فى حالات سوء التغذية وزيادة ملحوظة في معدلات وفيات الاطفال والامهات في السودان.
وزاد التقرير أن ولايتي البحر الاحمر وشمال دارفور، تعانيان من انعدام الامن الغذائي، بجانب الارتفاع في معدلات سوء التغذية مما يتطلب التدخلات العاجلة من قبل الحكومة المركزية تجاه الولايات.

من المعلوم للجميع ان موارد الشرق وموارد الغرب كانت تغذي ميزانية الدولة بشكل اساسي عبرالتاريخ حتي اكتشاف البترول.
ولكن الانسان هناك لم يجد غير التهميش والاذلال.

اكتساح المجاعات للشرق حقيقة معروفة منذ قرون الا انها تواكبت علي فترات قصيرة منذ منتصف القرن الماضي. وعندما استولت الانقاذ علي السلطة فبدلا من توجيه الجهود لوأد هذه الظاهرة صارت تصرف كل موارد الولاية للكهربة والسفلتة والكرنشة وفي مدينة بورتسودان. لم تعط السلطة ادني اعتبار لانتشال الانسان من الفناء الذي يواجهه. فازدادت المعاناة بهذه الدرجة المخيفة التي تكشفها وثائق وزارة الصحة السودانية. والبجاوي في  فيافي ادروس وارياب وهيا وفي كل ارياف الولاية, لم يكن همه قط منصبا في يوم من الايام علي السفلتة والكرنشة والانارة. بل توفيرلقمة العيش وقليل من ماء وعلاج للسل والملاريا ومحاربة للفقر والضياع وتوفير فرص للعمل. ومن المعروف حسب التعداد السكاني الاخير ان اغلبية سكان الولاية تسكن في هذه المناطق المهملة, بينما موارد الولاية تصب في مشاريع في بورتسودان لا تستفيد منها اغلبية السكان الجائعة.

بدلا من الاهتمام لاحتياجات سكان الولاية الجياع تبدد كل الموارد في اشياء لا طائل منها. فزادت المعاناة وارتفعت حالات سوء التغذية وارتفعت معدلات وفيات الاطفال والامهات بهذا الشكل المزعج كما اعترفت به وزارة الصحة السودانية اخيرا ودقت ناقوس الخطر تطالب بالتدخل السريع. كان من الواجب عمل مشاريع تدر الدخل للبسطاء وحل مشاكل الزراعة في بركة واربعات وخور عرب وتحريك المصانع المعطلة وخلق فرص عمل لجيوش العطالي.

ووصف المختصون فى وزارة الصحة، مؤشرات الوضع الصحي في السودان بـ»المزعجة»، مطالبين بتشكيل لجان على وجه السرعة لوضع معالجات فورية لتلك المؤشرات وانزال المعالجات الى ارض الواقع.
الي هذا الوضع المأساوي قادتنا سياسة السلطة الانقاذية. فينما كانت المجاعات في الماضي تكتسح الشرق 
والغرب ولكن بفضل سياسات الانقاذ تحول كل البلد الي كارثة انسانية مخيفة تستجدي التدخل السريع حسب التقرير الذي نشرته وزارة الصحة السودانية.

abuamnas@gmail.com

 

آراء