خذلتنا يا أرباب
كمال الهدي
2 October, 2016
2 October, 2016
تأمُلات
kamalalhidai@hotmail.com
• في مقالي الرياضي السابق الذي عقبت فيه على ما كتبه الزميل مزمل قلت أننا نفخر بأن لدينا في الهلال برير وأرباب وطه وكاردينال وغيرهم ممن يمكن أن يتنافسوا أي جمعية عمومية للهلال.
• ولم يمض يومان على ذلك المقال حتى باغتنا الرئيس الأسبق للهلال صلاح إدريس بمقال أقل ما يوصف به هو ( الغرابة).
• ففي الوقت الذي فاز فيه الهلال بآخر مباراة حاسمة أمنت له لقب الدوري الممتاز سكب صلاح إدريس حبراً غزيراً في التباكى على حال المريخ هذه الأيام دون أن يشير لناديه ولو مجرد إشارة في المقال.
• لست من تلك الفئة التي تتمنى للمريخ الدمار وسوء الحال، لأنني مؤمن إيماناً حقيقياً بأن قوة الهلال في مريخ قوي وليس العكس.
• ولا أستنكر على صلاح إدريس التعبير عن رأيه حول ما جري للمريخ.
• ولو أن صلاحاً كان مجرد كاتب رأي لربما صفقت له وهو يكتب بذلك الأسلوب ولقلت أن هذه هي الرياضة وهذا هو التنافس الذي نريد.
• لكنني شعرت بخذلان شديد مما كتبه لسببين أساسيين.
• الأول هو أنه ليس مجرد كاتب رأي، بل هو أحد رؤساء الهلال السابقين، وربما أنه يتطلع لرئاسة قادمة أيضاً، ولو أنني أتساءل كيف لرئيس محتمل أن يتجاهل ظفر ناديه بلقب مهما كان رأينا في أسلوب إدارة مجلسه الحالي أو مستوى لاعبيه.
• أما السبب الثاني فهو أنني كمتابع جيد لم أتعود من صلاح إدريس عندما كان رئيساً للهلال مثل هذه النظرة للأمور وحال المريخ.
• فلم يكن صلاح يوماً حريصاً على مصلحة المريخ، بل على العكس فقد سعى بكل ما يملك لأن يضعفه سوى من خلال استقطاب لاعبيه أو بأي طريقة أخرى.
• فما الذي تغير فجأة ليسكب رئيس الهلال السابق الدموع على المريخ بهذا الشكل.. ومتي!! في الوقت الذي يحتفل فيه الهلال بلقب الممتاز!!
• لو أن صلاحاً كتب مشيداً بما حققه الهلال، أو على الأقل مهنئاً جماهيره باللقب وفي نهاية مقاله تحسر على الحال الذي وصل له المريخ لما قلنا شيئاً.
• أما أن يبدأ المقال وينتهي ببكاء وحسرة على حال المريخ ومحاولة تطييب خاطر إدارته وأنصاره فهو ما كان مخيباً للآمال ومُخذلاً جداً.
• أختلف مع طريقة الكاردينال في إدارة النادي، مثلما أختلفت وبشدة مع أسلوب صلاح إدريس من قبل.
• فالأخير رغم أنه يفوق من خلفوه في إدارة النادي علماً وخبرة ومعرفة، إلا أنه أيضاً كان يدير النادي عبر الشلليات ودائرة ضيقة ممن لم يكونوا على صلة بالهلال أو الشأن الكروي.
• مشكلة رجال المال عندنا تظل هي دوماً تشبثهم بالكراسي وعدم إيمانهم بأهمية وضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
• وأكبر دليل على أن صلاح إدريس لم يلجأ لشخصيات قوية ذات خبرات واحترافية في التعامل هو أن الأمين العام الحالي للنادي- الذي سخر منه الأرباب مؤخراً كثيراً - ما كان معروفاً للأهلة قبل أن يأتي به هو في أحد مجالسه.
• صراحة بعد أن قرأت المقال موضوع النقاش احترت في أمر رئيس الهلال الأسبق، وقلت لنفسي كيف لرجل يريد أن ينافس في العمومية القادمة أن يكتب بهذا الشكل؟ ومن أين له أن يكسب ود بعض جماهير النادي بهذه الطريقة؟!
• أم أنكم لا تعبأون بالجماهير يا عزيزي صلاح وتريدون الاستمرار في نهج العضويات المستجلبة؟!
• ما نريده في الهلال هو أن تتطور العملية الديمقراطية ويملك المرشحون الجرأة على الرهان على جماهير حقيقية مخلصة لكيانها لا يهمها من المرشحين سوى برامجهم ودرجة التزامهم بهذه البرامج.
• وهذا لن يتأتى في ظل مثل هذه المعارك ومحاولات الضرب تحت الحزام التي يلجأ له كل معارض.
• ليتك يا صلاح كتبت نقداً مباشراً لمجلس الكاردينال وبينت رأيك بموضوعية فيما تراه حتى في لحظات الفوز باللقب، فهذا يمكن هضمه أكثر من تجاهل الأمر والكتابة عن مشكلة المريخ في هذا التوقيت.
• نحن نتوق ليوم يخلص فيه الناس للكيانات بعيداً عن أي شيء آخر.
• فالبلد بكاملها، وليس هلالها ومريخها فقط تحتاج للجهود المخلصة والصدق في التعامل، وهو للأسف ما نبعد عنه كثيراً ولهذا نتدهور كل يوم، بل كل ساعة.
• رأيي الشخصي يا صلاح أنكم لعبتم أكبر الأدوار فيما وصل له الهلال من سوء حال رغم الفوز بالبطولة المحلية.
• فالهلال أكبر من مجرد فريق كرة قدم يرفع لاعبوه كأساً فنهيج ونهلل متناسين الحال العام.
• وقد ساهمت مع جمال الوالي في رفع سقف الصرف بالناديين دون أن يصاحب ذلك عمل احترافي حقيقي ومساعِ جادة لتحويل الناديين لمؤسستين تعرفان كيف تدران دخلاً يقيهما شر الاعتماد الدائم على رجال المال.
• ولهذا السبب عانى الهلال في الفترة الماضية.
• وما الكاردينال إلا استمراراً لذات النهج الذي بدأتموه.
• كل ما فعله الرجل هو أنه استفاد من الأخطاء التي وقعتم فيها ولذلك نجده يسعى لأن يمسك بزمام الأمور باحكام أشد حتى لا يفسح المجال لآخر لمنافسته.
• إن رغبتم في منافسة الكاردينال أنتم وغيركم، ليس أمامكم سوى الاعتراف بأخطاء الماضي بصورة صريحة ووضع برامج عمل جادة وطموحة بنوايا مخلصة للتنفيذ، وليس مجرد شعارات تُرفع لتدفن بعد أول يوم من فوز هذا الرئيس أو ذاك.
• أما ما تفعلونه حالياً فلا يبشر بخير ولن يؤهلكم للمنافسة.
لا تحاول خداعنا يا كاردينال:
• في أول تصريحاته بعد تأكيد الفوز بلقب الممتاز قال الكاردينال أنهم أوفوا بوعدهم لجماهير الهلال، مبيناً أن الفريق أصبح جاهزاً للبطولات الأفريقية وأنه يعد الأنصار بالفوز بالأبطال مثلما حقق الدوري.
• وهذا حديث يحتاج لوقفة جادة.
• أولاً نحن لم ننس ولن تختلط علينا الأمور بهذه السهولة يا كاردينال، فليس هناك وعداً قد تحقق بفوز الهلال بلقب محلي سبق أن فاز به عشرات المرات قبل قدومكم.
• وعودكم التي يستمر فيها العمل الجاد هي فقط ما يتعلق بالمنشآت.
• أما الوعود حول فريق الكرة - وهي الأهم في نظرنا - فكلها كانت حول اللقب الأفريقي وصناعة فريق مستقبل لا مكان فيه لمحترفين أجانب.
• وإن كنتم تظنون أن الفريق صار جاهزاً للقب الأفريقي فأنتم بذلك تأكدون أن معرفتكم بكرة القدم لا تزال ضعيفة للغاية.
• سبق أن أشرت في مقال سابق إلى أن الهلال ظفر باللقب بهذه السهولة لأن غريمه تراجع كثيراً، وليس لأن كل شيء في الهلال يمضي كما يرام.
• بالطبع مثلما نرفض حديث الكاردينال عن مثالية الوضع نستغرب ونشمئز مما يكتبه بعض الزملاء الحمر عن أن الهلال حصد اللقب بالمساعدات.
• فالهلال فاز باللقب بهذا الفارق الكبير الذي أهله للاحتفال مبكراً لأن المريخ بلغ الحضيض يا جماعة الخير، وأرجو أن تملكوا الشجاعة لقول ذلك بدلاً من محاولات التخدير المكشوفة.
• أقول ذلك وأعلم بأن من أخاطبهم لن يتحلوا بشجاعة قول مثل هذا الكلام لأنهم السبب وراء هذا التدهور والتراجع الذي يشهده المريخ.
• يمكن للواحد منهم أن يكتب مثلاً عن أن صغار الهلال لا يملكون ما يقدمونه ويضيف أن بيلاتشي أكد أن الثعلب يفتقد للاستراتيجية ليضحكنا عليه، لكن الحديث الصريح عن حال المريخ لن يكون ضمن أجندتهم في يوم.
• صهيب الثعلب من اللاعبين الذين عندما تشاهدهم لأول خمس دقائق تصل إلى حقيقة أنك أمام موهبة لا يمكن أن تخطئها عين من عرف كرة القدم.
• ولا أدري عن أي استراتيجية يتحدث! هل هو لاعب كرة أم مركز بحوث ودراسات!!
• عموماً الثعلب يتمتع بموهبة كبيرة وهذه وحدها تكفي أي مدرب لصقلها وتطويرها بما يجعل منه لاعباً لامعاً، ولا يفترض ممن هم في سنه أن يمتلكون أكثر من الموهبة، والباقي ( شغل) مدربين لذلك لا يعقل أن يتفوه مدرب بمثل هذا الكلام.
• وحتى إن صدقنا أن مدرباً أياً كان صرح بمثل ما ذُكر( ولم يكن الأمر شتلة غير محسنة كما هو واضح ومؤكد) فالمفروض من أي صحفي يكتب عن الكرة أن يناقض مثل هذا الرأي الفطير، أو على الأقل يتجنب ذكر ما يضحك الناس عليه في مقالاته.
• أعود لحديث الكاردينال لأؤكد مجدداً أن فريق الكرة في الهلال في حاجة لعمل كبير إن أراد مجلسه الفوز فعلاً باللقب الأفريقي.
• ليس المطلوب تهافت وجري وراء التسجيلات مثلما تعودنا.
• فالمطلوب أكبر من مجرد مخصصات تُفرد لتسجيل هذا والتخلص من ذاك دون أن نجني شيئاً من عمليات الاحلال والإبدال كل ستة أشهر.
• الألقاب القارية لا تأتي مصادفة يا كاردينال.
• والوضع خارجياً يختلف عما يجري عندنا، إذا ليس هناك بعض الأقلام التي تهلل وتطبل لإداريين رغم أخطائهم الواضحة التي تؤدي لتراجع أنديتهم التي ستنافس الهلال.
• يعني بالعربي الفصيح لن تجدوا هناك مريخاً متراجعاً بهذا الشكل المخيف حتى نظفر باللقب الأفريقي بذات سهولة الحصول على لقب الممتاز.
• الناس هناك يعملون باحترافية متناهية ويعتمدون على لاعبين لديهم ثقافة الفوز والمعرفة الكاملة بتقسيم المجهود خلال التسعين دقيقة من أي مباراة.
• أما نحن فما زلنا نتفرج على لاعبين يركضون في الملاعب بلا هادِ.
• وأحياناً يبذلون مجهوداً كبيراً ويهدرون طاقاتهم دون أن يكونوا قد وصولوا لمرمى المنافس ولو مرة واحدة.
• وفي نهاية الأمر ورغم المجهود الكبير والعرق المسكوب يستقبلون هدفاً أو اثنين ليعودوا بخفي حنين.
• عند الآخرين يمكن لحارس المرمى أن يصنع فرص التسجيل، ونحن لدينا لاعبين كثر يعجز الواحد منهم عن توصيل كرة عرضية محسنة لزملائه المهاجمين ربما طوال التسعين دقيقة.
• البطولات القارية تحتاج لإدارة كرة تقيس الأمور بميزان العقل بعيداً عن العواطف والتأثر بما يُكتب في الصحف وما يتداوله الجمهور أو ما يعجب رئيس النادي.
• البطولات القارية تتطلب أجهزة فنية ذات خبرات واسعة وجدية وصرامة ومعرفة بأساليب التعامل مع لاعبين لا هم هواة ولا هم محترفين مثل لاعبينا.
• البطولات الإقليمية تحتاج لإعلاميين طموحين لا يهمهم إرضاء الجماهير والهائها بقدر ما يهمهم أن يلحظوا تطوراً حقيقياً وملموساً يسهمون بدورهم في دفعه وتهيئة الظروف له.
• فهل تهيأ لهم أي شيء مما تقدم قبل أن تؤكدوا لنا أن الفريق أصبح جاهزاً للأبطال، أم هو كلام والسلام؟!