خسارة عبدالله ومدينة ودالشيخ الفاضلة (2)
أصل الحكاية
المريخ النادي الوحيد الذي لاتضمن قوة الموقف فيه ، ولاتستطيع أن تؤكد علي شيء في أي شيء يتعلق به ، بل لا توجد به في تقديري حقيقة واحدة يمكن أن تشير إليها ، وتقول هذه حقيقة خاصة في المواقف وفي بعض الثوابت ، فأنت لاتضمن مثلا في جانب الثوابت عودة عصام الحضري مرة أخري لفريق المريخ ، وعدم الضمان هذا ناتج من سببين الأول أن قضية شهداء أستاد بورسعيد سيتم الفصل فيها خلال هذا الشهر وهذا يعني عودة النشاط الرياضي من جديد ، وكلنا نعلم ماذا يعني هذا عند (سيد المريخ) عصام الحضري ، مثلما وقفنا علي الكيفية التي أهان بها المريخ وأذله ومسح به الارض عندما قرر ونفذ عدم عودته للفريق ،وإختار اللعب مع أحد أندية بلده ، ولم يتذكر إرتباطه بالمريخ الموسم السابق إلا بعد أن وصل لقناعة بإستحالة إستمرار النشاط في مصر ، وبالتالي فإن حقيقة أن الحضري لاعب المريخ لاتستطيع أن تؤكد عليها لأن القرار في المريخ شيء والقانون والورق شيء آخر .
لذا أري أن عبدالله حسن عيسي قد خسركل شيء تقريبا ولم يكسب أي شيء ، وأعني بها هنا قوة الموقف ، في قضية لاتحتمل أي شيء سوي الإستقالة ، التراجع عنها كان صدمة بكل ماتحمل هذه الكلمة من معني ، وإستقالة عبدالله تحديدا كانت ستؤكد علي أن هذا النادي به حقيقة واحدة يمكن أن نشير إليها ، وقد يقول قائل هنا ولكن رئيس المجلس إستقال وإستقالته تم قبولها وكذا همد وجمال الكيماوي ، الوضع هنا يختلف لأن إستقالة جمال وهمد والكيماوي لم ترتبط بموقف واضح ، وهذه الاستقالات في تقديري جزء لايتجزاء من المسرحية الهزلية التي يعيشها المريخ منذ فترة ليست بالقليلة وحولته إلي نادي مزيف أو مصنوع سمه ماشئت يدار في معظم مفاصله بإشارة من أصغر أصبع في يد صاحب القرار .
وحتي أوضح أكثر تعالوا معا نسأل سؤال ونحاول الإجابة عليه ، عاد عبدالله حسن عيسي بعد تراجعه عنى الاستقالة رئيسا لمجلس إدارة نادي المريخ بالإنابة ، وبعيدا عن الخلاف الذي أدي للإستقالة كان يفترض أن يتقدم بإستقالة ليترشح لمنصب الرئيس بعد قبول إستقالة الوالي ، وبالتالي حتي بعد الصلح الذي تم، كان يفترض أن يتمسك الجميع بإستقالة عبدالله حسن عيسي ، حتي يتمكن من الترشح لمنصب الرئيس ، الذي حدث أن الرجل تراجع عن الاستقالة وتم إختياره رئيسا بالانابة لمدة ستة أشهر قادمة ، علي أن يظل منصب الرئيس شاغرا طوال هذه الفترة ، كيف ولماذا؟ الاجابة علي السؤال تؤكد ماذكرته أن نادي المريخ لاتوجد به حاليا حقيقة واحدة يمكن أن تشير إليها وتقول هذه حقيقة .
الحقيقة تؤكد أن جمال الوالي إستقال ، وأصبحت الإستقالة قانونية بعد قبولها ، ولكن الواقع يؤكد أن هذه الحقيقة ناقصة لأن منصب الرئيس سيظل شاغرا لفترة ستة أشهر قادمة ، والرئيس الحالي عبدالله حسن عيسي هو رئيس بالإنابة ، يعني عندما يرد إسم عبدالله في الأخبار والمؤتمرات والمناسبات سيقدم طوال الستة أشهر القادمة رئيس بالإنابة ، وممكن يظهر صحفي شليق في مؤتمر صحفي للمريخ ويسأل : عبدالله حسن عيسي رئيس بالانابة ، إنابة عن الرئيس منو ؟ مافي رئيس ، ستة شهور منصب الرئيس فاااااااااضي ، وكأن من قرر ذلك أراد أن يقول لنا لن يحظ أحد بشرف الرئيس في المريخ غير جمال الوالي ... شفتو الحقيقة رايحة كيف في المريخ ؟
المصيبة الأكبر أن القانون يتفرج علي هذه المهزلة وكأن الأمر لايعني المفوضية الولائية من قريب أو بعيد ، استقالة جمال الوالي كما نعلم تم قبولها وأصبحت قانونية ، ولايستطيع الوالي التراجع عنها إذا أراد ، وبالتالي القانون واضح في الحالات التي يخلو فيها منصب من مناصب الضباط الاربعة ، هناك فترة زمنية تجري فيها الإنتخابات علي المنصب الشاغر مثل ماحدث في الهلال ، والامر لايحتاج إلي طعون أوشكاوي بخلو المنصب ، بل إن قرار إقامة جمعية عمومية للمنصب الخالي وفي حالة المريخ منصب الرئيس من صميم إختصاصات المفوضية .
عموما دعونا ننتظر موقف المفوضية ، لنعرف هل ضاعت وسط الحقيقة الضائعة في المريخ ، أم أنه جسم قادر علي الإشارة إلي غياب الحقيقة في منصب الرئيس ، والتي لن يملأها بأي حال من الاحوال رئيس بالانابة لفترة ستة أشهر .
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]