بين مدينتي شندي وعطبرة – مدن التراث والحداثة - لم يكن من السهل قيام مدرسة ثانوية جديدة ، ولكن عزم أبناء الدامر وعلى رأسهم يوسف الخير إسماعيل ربان السفينة ، جعل الحلم واقعا ً ، كانت تجري على قدم ٍ وساق الإستعدادات حتى بعد وصول طلائع الدفعات الأولى من طلاب المناطق البعيدة ، من اماكن شتى من السودان من كردفان ومن الجزيرة وأكناف الخرطوم يمنة ً ويسرة ً وشمالا ً وجنوبا ً ، من بانقا وحجر الطير ومن أبناء الدامر وقراها المجاورة ، التنوع كان مصدر قوة وشحذ للتفوق والريادة .
الدامر جاءها الناس من بقاع ٍ شتى ، وبأخلاط ٍمتجانسة ، جاء حسن محمد صالح (دقش) مع كوكبة كاب الجداد جاء محمد آدم محمد صالح (القرير) مع مجموعة مدرسة بانقا جاء مرتضى صالح شيخ العرب (المتمة) مع شباب حجر الطير جاء النيل الجيلي (الكباشي) مع صفوة حمرة الوز جاءوا لمنهل العلم زرافات ِ ووحدانا – كما قال الشهيد حسن سليمان مسعود -، جاء عباس أحمد صغير وشقيقه عبد القادر ، جاء عمر الأمين وشقيقه أبوبكر ، جاء علي عباس موسى ثم أتى بعمه حسن موسى ، جاء حسن محمد عبد الله فوراوي وشقيقه عثمان . جاءوا أشقاء وأبناء عمومة وخرجوا بمئات الأشقاء والأخلاء والأحبة من شتى أرجاء السودان الكبير .
من بارا جاءوا وكاب الجداد والمعيلق وخدر وأبو قوتة وام ضوا ًبان والنوبة والجيلي وأبوحليمة وحجر الطير وود الحبشي والحقنة والجديد الثورة وحجر العسل وشندي وقندتو والحوش وبانقا . "بانقا" هذه لدي ذكريات فيها عندما أقمنا فيها معسكر شندي الريفية السنوي وقد جاء ذكر ذلك في "أيام الريفية" ولكن لا بأس من الإعادة "فالتكرار يعلم الشطَار" كما كان يقول دائما ً استاذنا عباس أحمد عثمان الفاضلابي .
اثناء ذلك المعسكر لعبنا مبارة ودية مع فريق بانقا الوسطى لكرة القدم ، كانت أرض الميدان من الحصباء التي يصعب المشي عليها دعك من اللعب ، فكان أن أمطروا مرمانا بسيل وافر ٍ من الاهداف، لم تكن الهزيمة الكبيرة هي الحصيلة الوحيدة بل كانت الإصابات بين صفوف لاعبينا كبيرة . بالطبع التجكيم كان عادلا ًولكن لم نشهد مراعاة لأصول الضيافة ولا لقلة العدد ووعثاء السفر، فقد كنا فقط إحدى داخليات الريفية بطلا بها الأربعين ضد فريق مدرسة كامل العدة والعتاد، أيقنت بعدها معنى أن تلعب على أرضك وببين جمهورك ، وظلت تلك القناعة باقية وراسخة حتى دحضها "مازمبي الكنغولي" شر دحضة عند فوزه بالخماسية الشهيرة على "الهلال" في عقر داره وبين جماهيره في أمدرمان .
الآمال الكبيرة كتاب قرأته باللغة الإنجليزية في السنة الأولى ، قرأتها ثم قدمت ملخصا ً لها أمام زملائي في فصل إبن سينا في حضور الأستاذ تاج الدين إبراهيم ، وجدت في قيام المدرسة حينها نوعا ًمن الآمال الكبيرة ، فهي مجازفة ليست يسيرة ، يمتزج فيها الزمان بالمكان ، أما أن تكون بهذا التنوع والحجم فذلك تحد ٍمن نوع ٍجديد، ضخامة العدد الذي فاق المائتين وخمسة وعشرين طالبا ًكان الأستاذ يوسف الخير( ابو جمال ) يفاخر بأنهم في الألف الأوائل على مستوى السودان، خمسة أنهر من البداية لم تكن بالأمر السهل.
ادار الأستاذ يوسف المدرسة بتنوعها والذي ربما كان يفوق كل المدارس في السودان أيامها ، أدارها بحنكة وحكمة ٍ وترو ٍوأشرك كل أهل الدامر وألأساتذة في النجاح ، حرص على تكريم اوائل المدرسة في المناسبات الوطنية على يد المحافظ في ظلِّ الحضور الجماهيري الكبير مما اذكى روح الحماس والإجتهاد في نفوس الطلاب والأساتذة .
لم يفرض واقعا سياسياً على الطلاب رغم أنه كان عضوا ً مهما ً في الإتحاد الإشتراكي بل تركهم على مزاجهم وميولهم كانت في مجملها معارضا ً للسلطات القائمة وقتها.
الطلاب كانوا عن حسن الظن بهم ، وتفوقوا على أنفسهم كما كان يقول أستاذ الرياضيات عثمان المساعد ليلي ، فحققوا لأنفسهم وللمدرسة تفوقا كاسحا ً في أول ظهور لهم في إمتحان الشهادة السودانية ، جاء ذكر المدرسة يوم إعلان النتائج مع الكبار ، مع حنتوب وبورتسودان والخرطوم القديمة ، ففي القسم الأدبي كان محمد الحسن بريمة وعمر المقلي ضمن العشرة الأوائل على مستوى السودان ، كما كان ثلة ٌ من طلاب القسم العلمي قاب قوسين أو أدنى من الدخول لنادي العشرة الأوائل على القسم العلمي ، كان تفوقهم باهرا ً ففي الصف الثالث كوري – على سبيل المثال - دخل جامعة الخرطوم ستة ٌ وعشرون طالبا ً من أصل ثلاثة وأربعون ، اكثرهم في كليات الطب والهندسة .
ما بناه يوسف الخير يجب أن يكون نبراسا ً ليس لأهل الدامر فحسب بل لجميع من سمع ورأى وتفاعل ، فقد هيأ للطلاب الإنصهار والتجانس فكان ما كسبوه من حياة التنوع والقبول بالآخر ما جعلهم رسل علم ٍ ومحبة ٍ وتآلف في وطنهم ومهاجرهم في شتى صنوف الحياة .
المسرح المدرسي– الذي شيده المهندس خليفة الخير – كان أكثر الأنشطة حضورا ً في المدرسة فبعد أن إستضاف مسرحيات "المك نمر" و "مجنون ليلى" الني قدمها طلاب عطبرة الثانوية ، إستضاف كذلك مسرحيات "يوليوس قيصر" و " قصة باونتي" والتي إشتهر بطلها كمال علي مختار في دور كابتن بلاي بقولته “because I am the captain”
كما كان لليالي السمر نصيبها على المسرح وكان من الشريف عبد الرحمن الجيلي صاحب السبق والقدر المعلـَّى فيها لما حباه الله من نداوة الصوت وموهبة الإلقاء والنظم فضلا ًعن روح الدعابة والفكاهة ولا أنسى أرجوزته ( نحنا خلاص هلكنا من جبنة لا طعمية) ولدت الجمعية الأدبية على يد استاذنا بحر اللغة العربية الزاخر عبدالرحمن محجوب ، وترأسها في دورتها تلك البلولة جاد الله من أبناء حجر الطير ، كان من ضمن أنشطتها مسابقة الإلقاء الشعري التي تالق فيها بشير بكري بقصيدة الخنساء "صخر" :
قـــــذىً بعــــينيــــــك أم بالعـيــن عـُوّارُ. . . أم أقــفــرتْ إذ خــــــلتْ من أهلها الدارُ كـــأن عـــيـني لذكــــــــراه إذا خــــطرت. . . فــــيـــضٌ يـــسيل على الخدّين مـدرارُ تــبـكي خـُـناسٌ عـلى صخر وحق ّ لهــــا. . . إذ رابــــها الــــدهر إن الــدهر ضـــرّارُ لا بــــد مــــن ميــتــة في صرفها عـــبـر. . . والدهــــر فــي صرفه حـــــول وأطوارُ يـــا صخـــر ورّاد مـــاء قــــد تـــــوارده. . . أهــــل الموارد مـــا في ورده عــــــارُ وإنّ صخـــــــرا لحامينا وســـيـــــــــــدنا. . . وإن صخــــرا إذا نـــشـــتــــــو لــنحّارُ وإنّ صخـــــرا لتـــــأتم الهــــداة بـــــــه. . . كـــــأنه عـــــلــــــم في رأســـه نــــــارُ حـــمال ألــــويةٍ ، هبـــّاط أود يــــــــــــةٍ. . . شهـّــــادُ أنـديةٍ ، للجيش جــــــــــــرّارُ ولكن النشاط الأدبي لم يكن حكرا ً على الطلاب فقد كان للأساذة كذلك مشاركاتهم وإبداعاتهم .
التدريب العسكري ( الكديت) كان له جانبا ً مهما ً في حياة الطلاب ، بعضهم – مثلي - كانوا لا يفضلونه رغم أسلوب الصول عوض الله لترغيب الجميع ، لكني اذكر محمد أحمد الحساني الذي كان شديد الشغف والإجادة لتعليمات الصول ، كان الجساني يؤدي التمارين بحماس ٍ شديد وكنت أتوقع له إنخراطا ً وتفوقا ً في المجال العسكري ولمن علمت أنه إختار المحاسبة والمراجعة بعد تخرجه من كلية التجارة .
من الطرائف أن الأستاذ محمد طه خيري أستاذ الأحياء نصح أحد الطلاب أن يمتحن "كديت" وذلك بعد أن تمنـَّع عليه الإلتحاق بأحد المساقين العلمي والأدبي بينما تمنـَّع هو على الآخر.
من ضمن زياراتنا كانت لمركز أبحاث الحديبة ، كانت الحديبة مركزا ً للابحاث الزراعية شأن كثير ٍ من المراكز النتشرة في بقاع السودان ، شدًّنا منظرها الخارجي الذي ينم عن تنسيق ٍ بديع ٍ وحدائق خلابة ، تجولنا في المعمل وفي مزرعة التجارب بصبة كبار الباحثين الذين كانوا من اميز خريجي كبرى الجامعات وتلقوا الدرسات العليا في تخصصات دقيقة في كبرى الجامعات ومراكز البحث الأمريكية والتي كانت حكرا ًعليهم دون سائر الخريجين الذين كانت وجهتهم بريطانيا للدراسات العليا. غمرنا الفخر ونحن نرى جهود علمائنا وقد أثمرت في مزرعة التجارب كما حدثونا عن إنجازات سابقة ومشروعات مستقبلية. كان على راس محطة أبحاث الحديبة وقتها البروفيسور حسن سليمان أبوصالح وهو الشقيق التؤام للدكتور حسين سليمان أبوصالح .
أما الزيارة الأخرى فكانت لمصنع أسمنت عطبرة حيث تولى الشرح لنا مدير المصنع المهندس تاج السر محمد خير خوجلي ( أصبح في ما بعد ريئسا ً للإتحاد العربي للأسمنت بدمشق) ، أخذنا في جولة عبر أرجاء المصنع الذي كانت معظم خاماته من المنطقة المحيطة باستثاء الجبس الذي يؤتى به من صوب مدينة بورتسودان . تعرفنا على الكسارات والأفران والتعبئة والمختبر كما تساءلنا عن الخط الناقل للخام عبر نهر النيل ومدى تأثر عمليات المصنع يالتأميم. لكن الذي أثار إانتباهي وجود محطة ضخمة لإنتاج الكهرباء وعند سؤال الباشمهندس عنها فال إنهم ممنوعون من تشغيلها بأمر ٍ الهيئه المركزية للكهرباء والماء وقتها ، والتي كانت المنتج والموزع الحصري للكهرباء والماء في السودان بلغة هذا الزمان . من عجائب الزمان وتصاريفه أن تلكم المحطة اضحت بعد ذلك بسنوات قليلة هي المغذي الوحيد للكهرباء لمدينتي الدامر وعطبرة واستمر ذلك الحال لقرابة الثلاثة عقود .
في حصة التربية الوطنية وبرعاية الأستاذ علي الحسن جرى في نقاش مع الزملاء حول مشروع لقيام جسر على النيل لنقل الحجر لمصنع أسمنت عطبرة بدلا ً من نقله بالخط الهوائي ، أثار المشروع جدلا ً واسعا ًووجد معارضة ً قوية من أهل الضفة الغربية للنيل والذين كان لهم حضور مقدر، كان المقترح الآخر نقل مصنع الأسمنت للضفة الغربية كحل لمشكلة النقل كان ذلك في الصف الثالث "كوري" وكان من بين من شارك في النقاش عبد الوهاب محمد عثمان الذي تقلد منصب وزير الصناعة الإتحادي لاحقا ًوكذلك إبراهيم محمج الطيب وميرغني عبد الرحمن حميدة . ومن العجيب أن كلا المقترحين تم تنفيذهما بعد أكثر من عقدين من الزمان . لنتذكر دائما ً أن الفكرة هي الأساس والمفكرون هم الذين يصنعون الفرق والأمثلة عديدة في عالمنا المعاصر .
صباح أحد أيام الجمعة وسط الهدوء المدرسي شاهدنا من داخلية حران الدخان يتصاعد من مخزن العلوم الملحق بالمعمل الذي كان بدوره ملتصقا ً بمكتب المدرسين الغربي ومواجها ً للفصول الدراسية ، تجمعنا امام المعمل وما هي إلا لحظات حتى أتى الأستاذ محمد موسى أستاذ الفيزياء ، وبعد ان أحكم الدثار حول رأسه إقتحم المعمل متوكلا ً على الله ومتسلحا ً بالحيطة والحذر ، ظللنا ننتظر وتكاد قلوبنا تنخلع وما هي إلا دقائق حتى عاد يحمل بيده وعاءا ً كان هو مصدر التسرب فتنفس الجميع الصعداء وانقشعت سحابة الدخان ومعها سحابة القلق والخوف .
كان للأستاذ محمد موسى دورا ً بارزا ً في تعليمنا نظريات الفيزياء مما أسهم في تفوقنا في دراساتنا الجامعية بعدئذ ٍ.
أمتدت صلاتي بالأستاذ محمد موسى محمد الحسين بعد سنوات الدامر بواسطة شقيقه بابكر موسى الذي درس في الإقتصاد بجامعة الخرطوم ، كان مشرفا ً على مجلة الجامعة التي كان يصدرها إتحاد طلاب جامعة الخرطوم فأتاح لي فرصة النشر على صفحاتها أكثر من مرة.
عباس أحمد عثمان الفاضلابي أحدأساتذتي الأجلاء في ثانوية الدامر ، قرأت على يديه كتاب علي عبد الواحد وافي " المساواة في الإسلام" الكتاب قدم مزجا ً بديعا ً لمفردات العصر مع أصول الدين وقواعده، ولكن روح الدعابة لدى الأستاذ الفاضلابي جعلت تلك المفاهيم راسخة قي ذهني تماماً كتفسيره سورة الحجرات والتي تتداعى كلماته كلما تلوتها وهي السورة الممتلئة بموجهات الحياة سلما ً وحربا ً وتعاركا ً وسلوكا ً إجتماعيا ً تعرفت في المرحلة الجامعية على شقيقه الأصغر محمد الفاضلابي الذي كنت أتردد عليه في مركز البحوث والإستشارات الصناعية مع صديقي حاتم عبد الباقي الفنوب كي ننهل من علمه لما يعيننا على إتمام مشروعنا للتخرج في كلية الهندسة ، فكان لنا نعم الموجه والمعين .
كان مع زميله الأستاذ الطاهر يقيمان بالفاضلاب ويحضران يوميا ً عبر البنطون - الذي يقع مرساه قبيل جسر عطبرة الحديدي- ووسائل نقل ٍ أخرى ليكونان في المدرسة قبل طلاب الداخلية وساكني الأحياء المجاورة ، ومن ثم يسلكان نفس الطريق بعد إنتهاء اليوم الدراسي ، قدرت أنهما يتجشمان الصعاب إما لصلة رحم أو برا ً بوالدين أو رعاية ً لأولي قربى .
سألنا مرة ً عن أكرم أهل السودان ، كان جواب أكثرنا عن بطون الجعليين ، بعضنا قال العالياب ، بعض ٌ آخر قال السعداب، وجاء ذكر الزيداب والعمراب والتميراب لكن الأستاذ فاجأنا بقوله أن أكرم أهل السودان هم الحلفاويون وساق في ذلك البراهين والأدلة .
الأستاذ أحمد مجذوب – جاء الحديث عنه بتفصيل في "دامر المجذوب -1" كان مرشدنا لتلمس خطانا الأولى في النقد الأدبي ، كان يذكر لنا ابياتا ً ويجعلنا نحاول تكملتها حسب الوزن والقافية ، بالطبع كنا نخطئ ونصيب بحسب ملكاتنا وتذوقنا الشعري وما ندركه من عموم السياق .
الأستاذ محمد أحمد علي صاحب الإبتسامته الدائمة ً كان معلما ًبارزا ً للرياضيات مع الأستاذ عوض فرج الله والأستاذ محمود الفكي ثم لحق بهم الأستاذ محمد الحمدابي في الرياضيات الإضافية ، الأستاذ محمد أحمد علي كان بإبتسامته الدائمة صديقا ً للجميع كان يتحلى بصبر ٍ وافر ٍ فقد كانت مستويات الطلاب وقبولهم بالرياضيات واسع التفاوت حتى في في الفصل الواحد ، كان مشرفا ً لجمعية الرياضيات كما عمل على تهيئة الطلاب للمشاركة في أولمبياد الرياضيات القومي .
إبتسامته الدائمة كانت مفتاحا ً لإستيعاب الكثير من الأفكار الجديدة من قاعدة "لامي" إلى سرعة الإقتراب وسرعة التباعد وقوانين الجاذبية.
أما في الكيمياء فكان للأستاذ فاروق محمد علي نصيب الأسد في ترغيب الطلاب للمساق العلمي فقد كان أسلوبه في تبسيط الكيكياء جاذا ً للكثيرين ، ومازالت طريقة شرحه لحركة الإلكترونات عبر المدارات الذرية عالقة في ذهني . إلتقيت به في دولة قطر ، وتشرفت بالعمل معه لسنوات عندما كنت في رأس الجالية وفي مجلس إدارة المدرسة السودانية بالدوحة. وسعدت بما يقدمه من خدمات جليلة كما عهدناه في ثانوية الدامر .
يمضي الزمان وتبقى الصلات الطيبة محفورة في أعماق الوجدان ، التحية لثانوية الدامر وهي تسشرف عامها الخمسين ، يعود إليها أبناؤها فتعود أكثر نضارةً وشبابا ً، ليس فقط الطلاب وإنما معهم رسل العلم والمعرفة ، وليس آخرهم مايكل آرون الذي كان معلما ً للغة الإنجليزية بها في عقدها الثاني، عاد إليها بعد عقدين من الزمان وهو سفيرا ً للمكة المتحدة بالسودان ، عاد إليها متأبطا ً الوفاء والمحبة فساهم في صيانتها وتجميل مشهدها وإستعادة شبابها .
يمضي الزمان وتنقضي أحداثه كما يقول الشاعر خليل مطران :
يمضى الزمان وتنقضى احداثه وهواك منا فى القلوب هواكِ
وملاك شيمتنا الوفاء فانه لسعادة الاقوام خير ملاكِ
بالعلم ننشر ما انطوى من مجدنا وبه نزكي في الورى ذكراكِ
التحية لأهل الخير ورسل الخير وديرة الخير وذكرى يوسف الخير ، من تعلمنا منهم المحبة والخير .
aburaida@hotmail.com
/////////////////