دعوة صريحة للتدخل الأممي

 


 

صفاء الفحل
11 February, 2024

 

عصب الشارع
صفاء الفحل
أصبح من الواضح أن كل المبادرات المطروحة وكل مايدور لن يحل قضية الوطن أو يوقف هذه الحرب اللعينة فلا يمكن أن نفكر في حل أزمة بنفس الادوات والاشخاص الذين صنعوها والجميع يبحث وينتظر أن تقوم عصابة اللجنة الأمنية الكيزانية الإنقلابية ومليشيات الدعم السريع بحل قضية إيقاف الحرب بينما هم من صنعوها وهم مستمرون في تغذيتها ويستثمرون فيها وتعلو مواقفهم ومصالحهم الشخصية على قضية إيقاف الحرب أو إنهاء معاناة الناس.
وربما لاتكون لدى القوى السياسية المدنية القدرة أو القوة الكافية لمواجهة طرفي النزاع أو إجبارهم على الجلوس والتفاوض وليس أمامها سوى إتباع الأساليب (اللينة) لحسهما هو أضعف الإيمان في قدراتها ولكن رغم ذلك يجب القول أن هذا الأسلوب لن يقود إلى نتيجة في ظل التحركات الواضحة للطرفين وأن على تلك القوى إتخاذ تدابير أخري غير التي ظلت تتبعها منذ تكوينها فالوطن لم يجني من المقاومة السلمية ومنذ تفجر ثورة ديسمبر غير الموت والدمار تحت أيدي مجموعات لا تعرف لغة الحوار ولا تتعامل بغير القوة والبطش.
ليس هناك أمام القوى الوطنية مع هذا التعنت سوى إطلاق دعوة وتمهيد عمليات التدخل (الأممي العسكري) في البلاد والبدء في قيادة حملة توعوية شعبية لقبول الفكرة بعد أن صارت كل الطرق مغلقة أمام إنهاء حالة الفوضى التي تعم البلاد بالطرق الدبلوماسية وإنتشار السلب والنهب على الارض والموت المشاع من السماء بلا وجل أو خوف أو اخلاق.
والدعوة للتدخل الأممي يجب أن تكون هي الشعار الأول للقوى الوطنية التي تدور للبحث عن حل سلمي للصراع وتدور في فلك القوتين المتصارعتين واللتان كانتا السبب في هذا الدمار في إنتظار رضاءهما بالجلوس لحل الأزمة وأن على تلك القوى تجاوزهما والإعلان الصريح بأن لا مكان لهما معاً في مستقبل الوطن السياسي وأن عليهما الرحيل وأن لا حوار معهما بعد اليوم وإلا فإن الحرب لن تتوقف والصراع سيطول الى عشرات السنين وتجارب الصومال ورواندا أقرب مثال لذلك وعلينا ألا ننتظر أكثر للم شتات ماتبقى من الوطن.
والثورة لن تتوقف ..
والقصاص يظل أمر حتمي ..
والرحمة والخلود للشهداء ..
الجريدة

 

آراء