دعوة للاباحية 

 


 

 

د. عبد الحكم عبد الهادي أحمد- جامعة نيالا- كلية التربية

وليس يصح في الأفهام شيء  إذا احتاج النهار إلي دليل

أن يكون المرء واقعيا  من علامات سعادته  الحقيقية ، وأعني بذلك  أن يتعامل المرء  مع من حوله وما حوله  دون تكلف، فإن أكثر ما يعيق  راحة الإنسان  هو  وضعه للأشياء في غير موضعها . ولإيضاح الصورة نضرب المثال التالي: هب أنك خرجت من  البيت إلي العمل،  وتركت إخوتك ، فلقيك  أحد أصدقاء أخيك وسألك عنه، فيمكنك أن تقول : هو موجود بالبيت، وانتهى الأمر.فلو انك أردت الكذب لترددت كثيرا  في اختيار الإجابة المناسبة، التي قد يردها السائل لمعرفته بكذبها، وتظل خائفا من اكتشاف أمرك، وهكذا شأن من يحاولون تبرير ما يقع فيه محبوهم وأصدقاؤهم من أخطاء يصعب القفز عليها، ولكن هذا التبرير مما يزيد الطين بلة أحيانا كثيرة؛وذلك لأن منطلقات الناس تختلف ، وكل إناء بما فيه ينضح.

فعندما جهر جورج بوش بعبارة الحرب الصليبية بعد هجمات سبتمبر ، حاول سياسيو البيت الأبيض  صرف الناس عن المعنى المراد باللفظ، ولكنهم لم يفلحوا

وهكذا يحاول بعض بنات حواء تبرير ما دعت له إحداهن من الاستعانة بصديق عندما يذهب زوجها لضرّتها أي الزوجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة، وهو أمر لا يمكن صرفه عن ظاهره بحال من الأحوال ، ولعله من المعلوم أن الجهر بمثل هذه العظائم في مثل المجتمع السوداني أمر له عدة دلالات، منها:-

• أن صاحب هذه الدعوة قد أشربها قلبه وأصبحت جزء من حياته  وأنه مارسها عمليا حتى أنه لا يجد ضيرا في الجهر بها والدعوة إليها.

• الجو الذي قيلت فيه مشجع  ومساعد على مثل هذه العظائم السلبية.

• لن تمر الدعوة  بغير النقص على صاحبها ، مثل ما حدث لفتاة توتي التي خرجت عارية فعاقبها شباب ثورة ديسمبر نفسها – بالضرب.

وأقول لمن يحاول تبرير مثل هذه المواقف: لن تفلح  أبدا،  ويحسن بمن يريد تبرير ما لا يمكن تبريره أن يردد قول الشاعر:

وهبك كالشمس في حسن ألم ترنا***نفر منها إذا مالت إلي الضرر

وذلك لأن الانحراف عن  نهج الحق والصواب يدل على واحد من أمرين وهما:

• عدم العلم بحقيقة الشيء ، وذلك أن من جهل شيئا عاداه، وهذا شأن  سواد الناس وغالبيتهم بمن فيهم  أصحاب شهادات عليا،لم يدرسوا الإسلام ولا يعرفونه بوجه من الوجوه.

• معرفة الإسلام وأنه الدين الحق، وهؤلاء يعارضونه لأنهم يريدون تحقيق برامجهم وأجندتهم الخاصة ، من استعباد الناس وإجبارهم لتحقيق مصالحهم، ففي وجود نظم الإسلام وقوانينه التي لا يوجد فيها تفاوت للناس  إلا بالتقوى ، ولا يوجد فيها مصطلحات مثل ( V.I.P  ) أي شخص مهم جدا، وغيرها عندما لا يلتزم الناس بمنهج العدل الذي لا يوجد الا في منهج الإسلام.

إن تحقيق الرغبات بغير منهج لهو أمر تترفع عنه حتى الحيوانات، ولكن أبا جبر الفزاري له أنصار في زماننا هذا، وأبو جبر الفزاري هذا  رجل نزل عنده ضيف فسمع مضيفه يقول: ليتني أبيت الليلة عند فاطمة بنت عبد الملك. فقال له أبالحلال أم الحرام؟ فقال : ما أبالي، فأخذ  رحالة رحله فضربه بها وفارقه قائلا:

ألا أبلغ أمير المؤمنين رسالة***على النأي أني وترت أبا جبر

كسرت على اليافوخ منه رحالة*** لنصر أمير المؤمنين وهو لا يدري

وذاك لغير شيء غير أني سمعته*** بنى بنساء المؤمنين بغير مهر

فمثل هذه الداعرة ستجد مثل هذا الأعرابي بصورة أو أخرى. ولا شك أنها لن تدخل فيما  وصف به مدير معهد أنشتاين  في نيويورك، النساء المسلمات  بعد فحص أكثر من ثلاثة  آلاف امرأة مسلمة في مدينة نيويورك ووجد أن لكل امرأة بصمة واحدة هي بصمة  زوجها بينما وجد للمرأة الواحدة في منهاتن أكثر من ثلاث أو  اربع بصمات بمن فيهم زوجة مدير المعهد نفسه، وكان له أربعة أولاد ووجد أن لزوجته أربع بصمات،  فوصف النساء المسلمات بأن المرأة المسلمة هي أشرف امرأة على وجه الأرض، لأنها لا تعرف غير زوجها.

ويا أختي التي تحاولين تبرير ما ذهبت إليه الإباحية هذه ، أقول لك : هل يصلح العطار ما أفسد الدهر؟ والاستفهام للنفي، وأن

 جراحات السنان لها التئام*** ولا يلتئم ما جرح اللسان

ونحن كما تعرفين في زمن التخصص ، فإن اختصاص المرأة برجل واحد يحفظ لها  ما تعلمينه ، ويمكن للرجل التزوج بأربعة نساء  ولا يزال الوصف قائما، أما أن تشاع المرأة بين أكثر من واحد فهذا هو الخراب بعينه، ولمن ننسب هذا المولود؟لا شك أننا سننسبه لصاحب العقد، ولكن في حالة هذه  الإباحية  فإن الزوج لن يهتم بالأولاد لأنه يشك في أنهم أبناؤه ، وهكذا ينهار المجتمع .

أسأل الله أن يهدي بناتنا وأخواتنا لما فيه الخير والسداد

د. عبد الحكم عبد الهادي أحمد- جامعة نيالا- كلية التربية


abualiyal196511@gmail.com

 

آراء