دفع استحقاقات الإصلاح والتغيير المنشود
كلام الناس
* رغم كل عوامل الإحباط المحيطة بنا علينا أن لا نيأس من جدوى الحراك السياسي الإيجابي، فقط لا بد من الاستفادة من التجارب السابقة التي فشلت في تحقيق السلام والاستقرار والنماء والعدالة، بل أسهمت في دفع أهلنا في الجنوب نحو خيار الانفصال وقيام دولتهم التي أصبحت مهددة في ذاتها بالصراعات والنزاعات المسلحة.
* نقول هذا ونحن ندرك أن بعض صقور الإنقاذ ما زالوا يتمترسون خلف أجندتهم الحزبية حتى بعد الدعوة التي انطلقت من داخل حزب المؤتمر الوطني للحوار حول المرتكزات الأربعة التي أعلنها رئيس الجمهورية عربوناً للحوار السوداني لإنجاز الإصلاح والتغيير المنشود.
* مع كل تحفظاتنا ومخاوفنا التي يشاركنا فيها غالب أهل السودان من عدم جدية ومصداقية المتنفذين في حزب المؤتمر الوطني تجاه دفع استحقاقات الإصلاح والتغيير، إلا أننا نبارك الحراك السياسي الإيجابي وندعو الآخرين للتعامل معه بجدية وحذر من أجل الخروج من أجندة الحزب الواحد إلى رحاب الوطن الجامع.
* لسنا في حاجة إلى التذكير بأن خطاب الإنقاذ القديم الرافض للآخر قد تسبب في انفصال الجنوب وما زال يتسبب في استمرار النزاعات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وحول أبيي، لكننا نرى ضرورة إعطاء خطاب الإنقاذ الجديد فرصة.
* فقط لا بد من التذكير بفشل المحاولات السابقة التي قامت على نهج الحلول الثنائية والجزئية ومحاولة إضعاف الآخر أو إقصائه، وزرع الفتن والانقسامات في كيانات الآخر على هدى سياسة فرق تسد، ونضيف أيضاً أنه لا يمكن اعتماد سياسة الاصطفاف أيديولوجيا تحت أية راية، كما يحاول الآن البعض الالتفاف على خطاب الإنقاذ الجديد.
* لذلك فإننا نرفض رفض الحوار المطروح، خاصة من الأحزاب المستهدفة مسبقاً من الانكفائيين والإقصائيين، مثل الحزب الشيوعي السوداني والحركة الشعبية الشمالية أو الحزب الجمهوري أو غيرهم من الأحزاب والكيانات التي نرى ضرورة مشاركتهم في الحوار السوداني المرتقب، والذي نرى ضرورة استعجال عقده وطرح كل القضايا الخلافية فيه لتحقيق الاتفاق القومي السوداني الذي يمكن أن يخرجنا من هذه الدوامة الجهنمية.
* المطلوب من الحزب الحاكم- المؤتمر الوطني- تأكيد عزمه على تحقيق الإصلاح والتغيير الشامل بإطلاق الحريات وحمايتها، خاصة حرية التعبير والنشر والعمل السياسي السلمي وعدم التضييق أو الضيق من الرأي الآخر والصبر عليه لإلحاقه بطاولة الحوار والاستماع إلى رؤيته والاستفادة منها في بلورة الاتفاق القومي السوداني الذي يرفع راية الهوية السودانية الجامعة التي يستظل تحت مظلتها كل أهل السودان- جغرافيا وسياسيا- من إجل استكمال سلام دارفور وتحقيقه في كل ربوع البلاد، ولم الشمل السوداني للعمل معاً لتحقيق أهداف الإصلاح السياسي والاقتصادي والأمني على أرض الواقع لصالح الإنسان السوداني وليس لصالح أهل الولاء وحدهم
نورالدين مدنى
noradin@msn.com
//////////