دمعة وراء عزيزنا معاوية عبد الرحمن النور – بقلم : زكي حنا تسفاي

 


 

 

 

فجعنا ونحن في ديار الاغتراب ، كما فجع الكثيرون من أبناء القضارف وأمدرمان ، بخبر وفاة الأخ الصديق معاوية عبد الرحمن النور ، أحد أبناء القضارف البررة الذين شهد لهم الجميع بسمو الخلق وحسن السيرة وطيبة القلب .

ينتمي معاوية الى أسرة أمدرمانية عريقه تقيم بحي ودنوباوي ، ارتبطت بالقضارف لسنوات طويله ، وكان والدهم الراحل عبد الرحمن النور أحد الشخصيات الرياضية والاجتماعية المعروفه بالمدينة ، وكذلك أشقائه المرحوم صلاح وعز الدين وأيوب وصابر وعادل وأبناء عمومته ( أولاد ) خالد ( الأمين ومصطفى وبشرى وكمال) . هذه الأسرة الكريمة التي عطرت سماوات القضارف لحين من الدهر ، بالطيبة والتواصل والصلات الجميله ، قبل أن يقرروا بعضهم العودة مرة أخرى الى أمدرمان.
عرفت معاوية في وقت مبكر ، وازدادت معرفتي به عند دخولنا للمدرسة الانجيلية التجارية بحي الملازمين بام درمان والتي ضمت في ذلك الوقت من أبناء القضارف الى جانب معاوية ، الأحبة الأعزاء سيف الدين عبد الرحمن بشير وعبد المنعم إبراهيم الزين وأمان بيتو وآخرين ، وكان معاوية في وسطنا شعله من النشاط والحركة إضافة الى علاقاته الرياضية و الاجتماعية الواسعه. .
وفي القضارف وبحكم جيرتنا في السوق ، اذ لاتبعد مكتبة الوالد عن دكان عمنا الراحل عبد الرحمن النور الا أمتارا قليلا .. كثيرا ماكنا نلتقي بدكانهم أو عند صديقنا الراحل المقيم الفاتح عمر كرار كشة وكانت لقاءاتنا تضم الى جانب معاوية والفاتح الاخوان عصمت كشه و سيف الدين عبد الرحمن وسيد السواكني وكمال عريبي وعلى عبد العزيز الصغير وأحيانا المرحوم عبد الله البكوم وصلاح خريستو ولفيف من الرياضيين بانتماءاتهم المختلفة . وكان حديثنا في الغالب حول شؤون الرياضة حيث تميزت تلك الفترة من سنوات السبعينات بزخم رياضي كبير وتنافس محموم بين الفرق المختلفه الممثلة للأندية المعروفه ، السهم والهلال والأهلي والإصلاح والمورده واشراقه ، ولايخلو الحديث عادة .من تعليقات معاوية الساخره والمحببة خاصة وأن معظم الحضور ينتمون الى نادي الهلال ماعدا شخصي الضعيف ( الإصلاح ) وعلي عبد العزيز ( السهم ) بالإضافة الى بعض من الاخوه المنتمين للفرق الأخرى . وكان سوق القضارف في تلك الأيام الزاهية عليها ألف تحية ، يشهد علاقات اجتماعية واسعه بين مختلف ألوان الطيف من أبناء المدينة .
كان معاوبة إنسانا رائعا .. لاتشعر معه بالضجر أو الملل .. وصديقا يعي معنى الصداقة ويعطيها حقها .. وأخا كريم الخصال .. لم نراه يوما متبرما أو متذمرا من الظروف المحيطه به، بل كان دائما راضيا عن نفسه قنوعا بما هو فيه مميزا في علاقاته مع أصدقائه وأحباءه. يتقرب الى من تميزهم خلالهم الطيبه وتعليهم صفاتهم العالية.
لقد افتقدنا بغيابة أخا عزيزا ، وصديقا أمينا ، ستظل ذكراه باقية في قلوبنا تشهد عن أياما طيبات قضيناها معا ، في مدينتنا الحبية قضروف سعد .
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته وأن يلهمنا جميعا الصبر والسلوان
وماعاش الانسان الا ليموت..

zakihanna@hotmail.com

 

آراء