رحلة حِمِيدتِي من ظهر الحمار إلى ظهور الثوار فالنجومية فالبرزخ

 


 

فيصل بسمة
21 June, 2023

 

بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

تذكر الروايات أن البدايات كانت مع الأنعام و الدوآب في البادية ، فقد ذكر كثيرون أن بواكير نشاطات محمد حمدان دَقَلُو الشهير بـ(حِمِيدتِي) كانت في تجارة الإبل بين السودان و تشاد و ليبيا و غرب أفريقيا ، و في رواية أخرى قيل أن موهبات حِمِيدتِي و نشاطاته كانت في تجارة الحمير و قطع الطريق في ذات الجهات...
و مع إشتداد سعير الحرب الأهلية في دارفور و تمدد حركات التمرد المسلحة ذات الحواضن القبلية و الأعراق الأفريقية (قبآئل الزُّرقَة): الفُور ، الزَّغَاوَة ، المَسَالِيت و مجموعات أخرى ، و من أجل إطالة البقآء في سدة الحكم و حماية المصالح الإقتصادية لجأت الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) الحاكمة إلى إستراتيجيات: (فَرِّق تَسُد) و حروب الأضاد و صراع الأعراق و الأثنيات فعمدت إلى تجنيد أبنآء القبآئل ذات الجذور ”الأعرابية“ في السودان و الغرب الأفريقي جنوب الصحرآء و إغرآءهم بالأموال و السلاح و الألقاب العسكرية الميدانية حتى يقاتلوا نيابةً عنها مليشيات (قبآئل الزُّرقَة) المتمردة التي زُعِمَ أنها باتت تهدد ”الوجود الأعرابي“ و (بيضة الدين) في بلاد السودان!!! ، و كانت القوات المسلحة السودانية المنهكة قد أُضعِفَت عمداً من خلال سياسات التمكين الإخوانية (الكيزانية) التي تخلصت من غالبية الكوادر/الكفآءات العسكرية بذريعة الصالح العام...
و هكذا نشأت مليشيات الجنجويد (جِن جَا راكب جواد و يحمل جيم ثري) ذات السمعة الغير طيبة كبديل أو رديف للقوات المسلحة في حروب دارفور و نشاطات أخرى تخدم مصالح النظام ، و قد مارست المليشيات القتل و الإنتهاكات الإنسانية و التطهير العرقي بحرية تآمة و همة عظيمة ، و كانت المليشيات قد إتخذت لها أسمآء بديلة (راقية و سياحية) تصلح للإستخدام الصحفي و الإعلامي و لا تثير الإهتمام أو الفضول مثل (مجالس الصحوة) ثم لاحقاً (حرس الحدود) ، و قد قاتلت تلك المليشيات بكفآءة عالية و شراسة منقطعة النظير تحت قيادة موسى هلال ناظر قبيلة المحاميد ، و أحرزت نجاحات ميدانية كبيرة ملموسة قادت إلى مكافأته و ترقيته إلى درجة المستشار بديوان الحكم الإتحادي...
و مع خمود جذوة التمرد و تصاعد الإتهامات و التنديدات العالمية بإنتهاكات حقوق الإنسان و التطهير العرقي و المجازر و الإبادات الجماعية في دارفور قل الإهتمام بقوات حرس الحدود (مليشيات الجنجويد) ، و تبع ذلك تلاشى نجم و نفوذ موسى هلال ، و قد لحق هذا التجاهل المقاتل و القآئد الميداني محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) مما قاده إلى إعلان الغضب و التمرد على سلطة الحكومة...
و بعد تنامي قوة الحركات المتمردة المسلحة من جديد و تمدد نشاطها في دارفور و كردفان عادت الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) تبحث عن الخدمات القتالية عند القبآئل ذات الجذور الأعرابية ، و سعت إلى ترضية المتمرد حِمِيدتِي الذي تمت ترقيته إلى رتبة عميد (حتة واحدة) و ألحقت مليشياته (الجنجويد) بجهاز الأمن و المخابرات الوطني ، و تم تجهيزها من جديد بالتاتشرات و الدوشكات و (الذي منو) ، كما تم إنتداب عدد من الضباط من القوات المسلحة السودانية و هيئة العمليات بجهاز الأمن و القوات النظامية و المليشيات الكيزانية الأخرى لصفوفها...
و تمكن العميد حِمِيدتِي من تحقيق إنتصارات ميدانية ساحقة و إلحاق الهزآئم العديدة بالقوات المتمردة فتم تقريبه إلى القصر الرئاسي في الخرطوم مع ترقيته إلى رتبة الفريق ، كما أُصبِغَ عليه لقب (حمايتي) و على مليشياته إسم (المخزون الإستراتيجي من الرجال) كما صرح بذلك المخلوع عمر البشير في خطاب جماهيري شهير...
جلبت التبعية/الحظوة الرئاسية إسم قانوني جديد (راقي و سياحي) لمليشيات الجنجويد هو (قوات الدعم السريع) عوضاً عن حرس الحدود ، كما استحدث لها الرئيس المخلوع قانون خآص من خلال البرلمان (المعين/المضروب) و تم إلحاقها برئاسة الجمهورية ، هذا إلى جانب البريق الإعلامي الذي ناله حِمِيدِتِي (حمايتي) ، بالإضافة إلى نصيبه من العوآئد المالية الهآئلة من إرتزاق مليشياته في حرب اليمن و الحملة المعروفة بعاصفة الحزم و كذلك ليبيا...
تنامي النفوذ العسكري الرئاسي مهد و عزز/قَوَّى من نشاطات حِمِيدتِي و عآئلته و عشيرته في التعدين في جبل عامر و مناطق أخرى و أتاح لهم التمدد في تجارة الماشية و نشاطات تجارية أخرى متعددة ، و أصبح حِمِيدتِي (حمايتي) و مخزونه الإستراتيجي من الرجال من الحاشية الرئاسية مما جلب له الإنتشار السياسي/العسكري/الإقتصادي الكبير المصحوب بطفرة إجتماعية/إعلامية هآئلة مما أغضب ولي نعمته موسى هلال و أثار غيرته فشرع في مهاجمة السلطات و في نبش تاريخ حِمِيدتِي القتالي و القبلي ، و زعم أن حِمِيدتِي ليس سوى قاطع طريق مرتزق (رَبَّاط) تم تجنيده و جلبه من دولة تشاد ، فجآءت ردة فعل الفريق حِمِيدتِي الغاضبة في شكل عملية عسكرية نوعية خاطفة تم خلالها إعتقال موسى هلال في قلب حاضرته (مُستَرِيحَة) و نقله على عجل إلى الخرطوم في طآئرة عسكرية و عرضه للصحافيين حافي الرأس و في صورة مهينة/مشينة لا تليق بزعيم قبلي كبير أو ولي نعمة ، و ذلك مع إتهامه بالضلوع في ”أجندة“ خارجية تهدف إلى زعزعة الأمن القومي السوداني ، و من ثَمَّ تمت محاكمته و الزج به في السجن!!!...
الرئيس المخلوع يفلح في إستخدام حِمِيدِتِي في أعمال قمع/قتل المعارضين و المحتجين المدنيين في العاصمة و أرجآء متفرقة من بلاد السودان ، و العنف المفرط ضد المتظاهرين دفع الصادق عبدالرحمن المهدي زعيم طآئفة الأنصار إلى توجيه الإنتقادات المباشرة إلى حِمِيدتِي و مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) التي وصفها بأنها قبلية و تمارس التفرقة العرقية و العنف و البطش ، و جآء رد حِمِيدتِي الغاضب تجاه الصادق المهدي في (حديث البَلِف) المشهور المصحوب بالتهديدات:
نقول أقبضوا الصادق... يقبضوا الصادق...
مما أثار الرعب و الخوف في نفس الزعيم الطآئفي الكبير و السياسي المخضرم و آخرين ، و قاد الزعيم الكبير إلى اللجوء/النزوح إلى قاهرة المعز لدين الله الفاطمي مستجيراً بصاحب مصر المُؤَمَنَّة...
ثم توالت إنغماسات/مشاركات النجم حِمِيدتِي في مقابلات و أحاديث صحفية و تلڨزيونية عديدة أبدى فيها إمتعاضاته من رفض جماعات المركز و (الأفندية) له و عدم قبولهم لمليشياته كقوات عسكرية نظامية ، و استنكر وصف الأفندية له بأنه (زول خلا) و قبآئلي ، كما أنه لم يخفي طموحاته/أطماعه الحقيقية في السلطة و الحكم ، خصوصاً و قد شهد بنفسه و لمس كيف تَمَكَّنَ من يعتقد أنهم أقل منه ذكآءً و كفآءةً ، و عاين (شوف العين) كيف أنهم يعتلون المناصب القيادية بل و الرئاسية من غير إستحقاق بينما هو فَازِع في الحَرَايَّة!!!...
و مر الزمان و جآء العام ٢٠١٨ ميلادية حيث إنتفضت جموع الشعوب السودانية في ثورة عظيمة ضد نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) القمعي/الإقصآئي/الضلالي/الفاسد ، ثورة عارمة لفتت أنظار/إنتباه العالم بسلميتها و إرادة التصميم على التغيير و تحقيق شعارات الثورة في الحرية و السلام و العدالة و مدنية الحكم...
و قد نجحت الثورة في إزاحة رأس النظام و بعض من الرموز و القيادات ، لكنها عجزت عن إقتلاع النظام الذي تَجَذَّرَ في السلطة و جميع مرافق و مؤسسات الدولة السودانية و المجتمع...
قيادات عسكرية من الصف الثاني و مليشيات النظام البآئد (الكيزان) تعلن ”إنحيازها“ للثورة و خيارات الشعوب السودانية و تتولى الحكم و حماية المصالح السياسية و الإقتصادية لأفراد و جماعات النظام البآئد و الدول الأجنبية الضالعة/الوالغة في الشأن السوداني...
و كانت الثورة هي بداية المرحلة الثورية الديمقراطية (الإنتهازية) لحِمِيدتِي و مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) ، فقد إستغل حِمِيدتي البريق الإعلامي الذي أحدثته الثورة فركب في ظهور الثوار و الثورة (طلع في الكَفَر و طوالي شَات ضَفَارِي) ، إنتهز/إهتبل حِمِيدتِي الفرصة ليزيد من أرصدته السياسية و من تحسين صورته و صورة مليشياته الجماهيرية ، و تعزيز طموحاته في السلطة ، حيث أعلن إنحيازه و مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) إلى صف القوات المسلحة السودانية و جماهير الثورة السودانية...
اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) تعلن البرهان رئيساً للمجلس العسكري الإنتقالي ، و البرهان يقوم بتعيين حِمِيدتِي حليفه في معارك حروب دارفور (الإثنان كَاتلِنَها سَوَا) نآئباً له مع ترقيته إلى رتبة الفريق أول...
رموز و عناصر و مؤيدو النظام البآئد من الكيزان و جميع الفاسدين و المفسدين يصيبهم الخوف و الهلع العظيمين و الإرتباك الشديد فيصمتون و يلجأون إلى تطبيق إستراتيجية (الخَوَّاف ربى عيالو) و الإختفآء في المخابيء داخل السودان أو الفرار إلى الخارج بسبب مما رأوه و لمسوه من عزيمة و تصميم شباب الثورة على إحداث التغيير و التعمير و محاسبة و معاقبة المجرمين و الفاسدين و المفسدين...
تصميم الثوار على مواصلة الإعتصام و إصرارهم على مدنية الحكم و إنسحاب العسكر من المشهد السياسي و رجوعهم إلى الثكنات:
حرية سلام و عدالة...
مدنية خيار الشعب...
العسكر للثكنات و الجنجويد ينحل...
أغضب كثيراً حِمِيدِتِي و بقية أعضآء المجلس العسكري (اللجنة الأمنية لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة {الكيزان}) و استفزهم كما صرحوا بذلك ، و قد قادهم ذلك ”الإستفزاز“ الثوري إلى زيادة وتيرة قمع الثوار و الفتك بهم و إلى عمليات قتل/إغراق بعض/كثير من الثوار المعتصمين في شارع النيل و منطقة كولومببا القابعة تحت كوبري النيل الأزرق و مباني جامعة الخرطوم...
ثم جآء ظهور حِمِيدِتِي في أواخر شهر رمضان ١٤٤٠ هجرية في ڨيديو مشهور ، و كان حِمِيدتِي قد (رَكَّبَ مكنة السيد الرئيس القآئد) حين ظهر في لباسه الميداني و هو يُنَوِّرُ جنوده عقب صلاة ، يحثهم على الصبر و الإبتعاد عن الإشاعات ، و يحذرهم من الإنزلاق في المخاطر و الأخطآء أثنآء العمليات ، و يبشرهم بثواب الآخرة و يذكرهم بالآخرة و الحساب عند (القيام بالواجب) و أن:
الظلم ظلمات... لكن البِتسَّوو فيهو ده الصاح...
و مهمة الدعم السريع أمر رباني... ح تطلع البلد إلى بر الأمان...
و قد وصف حِمِيدتِي الثوار المعتصمين بـ:
”الناس ديل“ بضايقو المواطن...
و ما بعرفوا صليحهم من عدوهم...
و ح نجيب حقنا... و حق الشعب السوداني... و بالغانون...
و نحنا في مأزق... و لو دايرين نَفَرتِقَها بِنَفَرتِقَها...
ثم أضاف بأنهم سوف يأدبون ناس الحركات المسلحة و كل من تسول له نفسه بمناداتهم بإسم مليشيات الجنجويد...
و عقب إنبلاج فجر اليوم التالي شنت القوات النظامية هجوماً شرساً على جموع الثوار المعتصمين أمام القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية و (فَرتَقَتهم) شر تفرقة ، و كان القتل و حرآئق و إنتهاكات و مجزرة فض إعتصام القيادة العامة المعلومة التي أعقبها خطاب الكباشي الإعتذاري الشهير (و حدس ما حدس)...
كل أصابع الإتهام تشير إلى محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) قآئد مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) بأنه و قادة عسكريين آخرين قد قاموا بتخطيط/تدبير و تنفيذ مجزرة إعتصام قيادة العامة عن طريق مليشيات الجنجويد و عناصر من جهازي الأمن و العمليات و الأمن الشعبي و كتآئب الظل و الدفاع الشعبي و أفراد من القوات المسلحة السودانية و الشرطة و الإحتياطي المركزي (جميع القوات النظامية و المليشيات الكيزانية)...
حِمِيدتِي ينفي ضلوعه في فض الإعتصام و يعلن/يصرح/يصر/يلح على أن هنالك أصحاب ”أجندات“ يعملون ضده ، و أنه الوحيد الذي إعترض على فض إعتصام القيادة ، و كان حِمِيدتِي قد صرح من قبل و مراراً و تكراراً أن المخلوع البشير قد طلب منه فض الإعتصام و أنه قد رفض الإنصياع لذلك الأمر ، و أن المخلوع قد أبلغه أنه و من أجل تثبيت أركان حكمه فإن بإمكانه قتل ثلث الشعوب السودانية بفتوى من عبدالحي ، و أنه قد إعترض على ذلك و انحاز إلى جانب الثوار فكيف له بفض الإعتصام؟!!!...
قوى الحرية و التغيير (قحت) المتحدثة بإسم الثوار تدخل في حوارات/محاصصات/هرولات/تنازلات مع عسكر المجلس العسكري الإنتقالي (اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة {الكيزان}) و وساطات من أثيوبيا و منظمة الوحدة الأفريقية تقود إلى إعلان إتفاق ينهي الأزمة السياسية...
قبل التوقيع على الإتفاق و الوثيقة الدستورية البرهان يجري عدة تعديلات جوهرية على قانون مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) بإضافة مهام جديدة تشمل مكافحة: الإرهاب و الاتجار بالبشر و الهجرة غير المشروعة و التهريب و المخدرات ، و قد أكدت تلك التعديلات و أخرى لاحقة على إستقلالية مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و كرست سلطات/سلطان الفريق أول محمد حمدان دَقَلُو (حِمِيدتِي) المطلق عليها...
تشكيل مجلس السيادي الإنتقالي في شراكة بين العسكريين من أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و المدنيين مع تعيين البرهان رئيساً لفترة المجلس الأولى ، و البرهان يخرق الوثيقة الدستورية ، و يبتدع وظيفة سيادية لحليفه العسكري حِمِيدِتِي (الإثنان دَافنِنَها سَوَا) ، و يعينه نآئباً له في المجلس السيادي...
حِمِيدتِي و عسكر المجلس السيادي (أعضآء اللجنة الأمنية لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة {الكيزان}) يوافقون على تسمية رئيس وزرآء الحكومة الفترة الإنتقالية و على تشكيلة الحكومة بما يوافق أمزجتهم و بما لا يتعارض مع ميولهم السياسية/الإقتصادية و طموحاتهم المستقبلية...
جماعات/أرتال من الإنتهازية و الطفيلية السياسية/الإقتصادية و الأرزقية من أمرآء الحروب و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية و خادمي مصالح الدول الأجنبية يتداعون/يهرعون إلى بلاد السودان ، و يحتلون الساحات السياسية و الإعلامية و الإجتماعية في تكالب/تنازع/تقاتل مفضوح و شرس على المحاصصات من أجل الحيازة على ما تبقى من فتات النفوذ و المناصب و الثروات ، و نشاط محموم/مكشوف/مفضوح للسفارات و أجهزة المخابرات الأجنبية و ولوغ سافر في السياسة و الشأن السوداني...
رئيس وزرآء الفترة الإنتقالية يتخلى عن الكثير من سلطاته و صلاحياته لصالح حِمِيدتِي و أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) ، و حِمِيدتِي يترأس العديد من اللجان الأمنية و الإقتصادية و الإجتماعية و الفنية و الرياضية و الدينية و الإدارية و الوفود الخارجية و كذلك محادثات السلام في مدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان...
حِمِيدتِي و أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) يفرضون نفوذهم في بنود (إتفاقية سلام جوبا) و يلجأون إلى ترضية طموحات/أطماع حلفآءهم الجدد من أمرآء الحروب من قادة الجماعات المتمردة المسلحة في السلطة و الموارد خصماً على العملية السياسية الجارية مع تثبيت ذلك في وثيقة دستورية جديدة (مطاطة) للحكم الإنتقالي...
نمو ظاهرة أصحاب الجنسيات المزدوجة من السودانيين المُتَغَرِّبين الذين إختصروا شعارات الثورة في إتفاقيات: حقوق الإنسان و سيداو و العنف ضد المرأة و الطفل و حقوق المثليين و محاربة الإرهاب و المقاطعة الأمريكية و التعويضات و شروط البنك الدولي ، هذا بالإضافة إلى حرصهم العظيم على الحديث باللسان العربي الهجين المدعوم بالمفردات و الإستشهادات الأفرنجية...
تعاظم أمر أمرآء الحروب من طآئفة المهمشين الذين لم يخفوا حقيقة أنهم طلاب سلطة و جاه في مسرح سياسي/إقتصادي يعج بالفوضى و العبث و اللامعقول ، و مجريات الأحداث تكشف الدمار العظيم الذي لحق بالشخصية السودانية و جميع مؤسسات الدولة السودانية و بدون إستثنآء...
تدهور مريع في مستوى المعيشة و الخدمات و إزدياد حدة الغلآء و معاناة المواطنين بينما الحكومة الإنتقالية ضآئعة في التيه السياسي ، و عاجزة تماماً عن الإنجاز ، و رئيس الوزرآء الإنتقالي المتفرنج/المتبسم دوماً سابح في عالم السحابة التاسعة و عالم الكُوكُو ، و في غيبوبة تآمة و منعزل عن التواصل مع الجماهير و ممارسة فضيلتي الصراحة و الشفافية ، و يبرع بصورة إستثنآئية في أحاديث: معجزة الشراكة بين العسكر و المدنيين و الضوء في آخر النفق و العبور و التفآؤل و الأحلام الإقتصادية و المشاريع الوهمية ، هذا عدا أدآء مسرحي مصطنع و أحاديث أخرى فطيرة و مسيخة لبعض من وسآئل الإعلام المنتقاة...
و كان قد سبق و أن قام رئيس الوزرآء بتشكيل لجنة تحقيق في مجازر القيادة العامة و فض الإعتصام برئاسة المحامي نبيل أديب و الذي أثبت أنه (لا بِوَدِي و لا بجيب) ، و الغالب أن أديب قد تم تعيينه بغرض التنوع Diversity ، و حتى ينفى عن بلاد السودان و حكومته الجديدة شبهة التعصب الديني/العرقي/الإثني الذي لازم حقبة نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان)...
تعاظم أمر خطاب العنصرية و الكراهية و الفوضى و العبث و اللامعقول الأمني/السياسي/الإقتصادي/الإجتماعي/الديني ، و غياب تآم و ندرة ظاهرة في الشخصيات الوطنية النزيهة و جماعة القادرين على التمام...
القآئمون على أمر الجهاز الإعلامي لمليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و المستشارون المتفرنجون يقودون حملة تلميعية شرسة لتسويق القاتل المرتزق (الرَّبَاط) حِمِيدِتِي على أنه رجل دولة و دين و سلام و ضد العنف ، هذا من غير إغفال المرور به على بيوت الأزيآء الفرنسية و العالمية الشهيرة و الصالونات الراقية من أجل (النضافة و القيافة) و حف الشارب!!!...
حِمِيدِتِي يدخل مرحلة السوبرمان (بتاع كلو) و الإنتشار العريض اللامحدود ، و ينغمس في السياسة المحلية و الإقليمية و الإفريقية و العالمية ، إلى جانب إهتماماته بالرياضة و الدين و علم الإجتماع و الغيبيات مع الإكثار من المقابلات و الظهور و أحاديث (الغانون) و (الأمور الربانية) التي لا تنقطع ، و في ذات الوقت يكثر من الشكوى من عنصرية (أهل الشمال) و (السودان النيلي) و (المندسين) و (أصحاب الأجندات) و عدآءهم له و مليشياته و أهل الغرب (الغَرَّابَة) ، مع ترديد تصريحات الندم على الإشتراك في المجلسين العسكري و السيادي ، و الإمتعاض من محاولات شيطنة مليشيات الجنجويد ، مع تكرار إعلان البرآءة من مجزرة القيادة العامة و دمآء الشهدآء...
حِمِيدتِي يواصل ترديد أحاديث الإنحياز إلى الشباب و الثورة و التغيير و الديمقراطية و مدنية الدولة ، و يبدي حرصه الشديد على بيضة الدين و أمن البلاد و سلامة المواطنين و الوطن و حماية الثغور و تحقيق (الأمر الرباني) فيما عجزت عن القيام به القوات المسلحة السودانية ، و ينجح في ضم مرافيد جهازي الأمن و العمليات و ممتلكاتهم إلى مليشياته التي أصبحت تتمركز في جميع المواقع الإستراتيجية في العاصمة المثلثة ، و يفلح في حشد أنصار له من عسكر و أفراد القوات النظامية و المليشيات المتمردة و السياسيين و المدنيين و الإدارات الأهلية و الطرق الصوفية و المعلمين و اللايفاتية و النشطآء السياسيين (عمليات شرآء الذمم)...
حِمِيدتِي ينقلب إلى نجم إجتماعي/سياسي ساطع تتنافس الجموع على إستضافته و تكريمه و إصباغ شتى النعوت و الألقاب عليه و كذلك منحه الجوآئز من رجل السلام و البر و الإحسان إلى راعي: الشباب و الثورة و الطرق الصوفية و الإدارات الأهلية و الفرق الرياضية الأهلية و القومية ، و كفيل النشاطات: الثقافية/الأدبية/الفنية إلى جانب تمويل دور العجزة و المستشفيات و خدمات الطواريء بالركشات!!! ، و قد نظمت في تلك الشئون قصآئد المدح و الألحان و الأغاني...
في هذه الأثنآء يلمس حِمِيدِتِي ، المسنود إقليمياً و عالمياً ، عن قرب بريق السلطة و هَوَان و ضعف جماعات المركز المسيطرة على السلطة ، و لا يخفي طموحاته/رغباته في تولي كراسي السلطة التي كانت محتكرة لآخرين من (هَوَانَات) الأفندية ، و يبين أن عيونه قد أصبحت مفتوحة و مِفَتِّحَة و أنه (صاحب البَلِف) الحقيقي ، و يعلن أن:
الشَّلَّاقِي ما خَلَا عُميَان...
و في وتيرة متسارعة يواصل حِمِيدِتِي و ينشط كثيراً في بنآء تحالفات أقليمية و دولية و قوة عسكرية ضاربة تمهيداً لإنقضاضه على السلطة و بنآء مملكته التي تشمل جميع بلاد السودان و أجزآء من أفريقيا جنوب الصحرآء و الغرب الأفريقي...
و مما ساعد حِمِيدِتِي في مساعيه إمتلاكه لأوهام و أحلام يقظة و طموحات/أطماع عظيمة و غير طبيعية هذا إلى جانب جيوش من الأرزقية و المطبلاتية و الإمكانيات المالية الهآئلة التي جناها من النشاطات في: التعدين و التصدير و تجارة الماشية و اللحوم و المنتجات الزراعية هذا بالإضافة إلى العآئدات الضخمة من الإرتزاق في حرب اليمن و ليبيا و مساعدات الإتحاد الأوروبي من مشروع محاربة الإرهاب العابر للحدود و الهجرة العابرة للقارات و الإتجار بالبشر و تجارة المخدرات و التهريب...
جرى كل ذلك في ظل غياب تآم للحكومة الإنتقالية و الرقابة الإدارية و المحاسبة و تدهور في الأوضاع و الحالة المعيشية ، و عدم فعالية القوى السياسية بسبب عدم الكفآءة و الإنشغال بالمحاصصات و مشاكسات/فرقعات لجنة تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية و بقية فوضى و لامعقول الصراع السياسي العبثي الإنتقالي...
في هذه الأثنآء كادت الثورة أن تصبح (شَمَار في مَرَقَة) ، فقد تَلَكلَكت أمورها كثيراً و تَجُوبَكَت ، و بدأ الخوف ينزاح عن قادة و مؤيدو النظام البآئد (جماعات الفلول) ، و بدأوا يعودون إلى النشاط العلني و بكثافة و بقوة عين يحسدون عليها ، و يشرعون في المكآئد و الدسآئس ضد الثورة و مخططات عرقلة العملية السياسية و محاولات العودة إلى الحكم و بصورة واضحة و فاضحة و ذلك لما لمسوا مدى هشاشة الوضع و ضعف/سذاجة/عَوَارَة القوى السياسية المشاركة/الوالغة في العملية السياسية...
الثوار يواصلون دون كلل أو ملل التعبير عن عدم رضاهم من أدآء مجلس السيادة و حكومة الفترة الإنتقالية عن طريق: الندوات السياسية و الإحتجاجات و التظاهرات و المليونيات السلمية ، و الأجهزة الأمنية ”المنحازة“ للثورة تواصل عمليات القمع الوحشي للثوار و القتل بهمة و حرص عظيمين تحت شعار (مش دي المدنية القلتو دايرينها)!!!...
أعضآء عساكر اللجنة الأمنية لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) يعملون على إعاقة الثورة و إجهاضها و منع التحول المدني ، و يرفضون تولي المدنيين الإشراف على وزرارت: الدفاع ، الداخلية و الخارجية و رئاسة مجلس السيادة متزرعين بالأمن القومي و التهديدات الأمنية و الإنزلاق إلى المجهول!!!...
الخلافات تدب بين حِمِيدتِي و عساكر اللجنة الأمنية لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و المدنيين في السلطة الإنتقالية ، و العسكريون ينفذون عدة إنقلابات عسكرية و يتخلصون من حكومة الفترة الإنتقالية و رئيس وزرآءها و الأعضآء المدنيين في مجلس السيادة مع حل لجنة تفكيك نظام الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية ، و تواصل التظاهرات و الإحتجاجات من قبل الثوار ، و القوات النظامية تتفنن في أساليب القمع و قتل الثوار بصورة راتبة ، متطورة و وحشية...
و كان حِمِيدِتِي و البرهان المتصارعان على الإنفراد بالسلطة قد أفلحا في: تشتيت قوى الحرية و التغيير و تحييد/شرآء قيادات الحركات المتمردة المسلحة و قوى سياسية أخرى و خلق (جماعات الموز) ، و في ضمان ولآءهم و تحالفاتهم معهما ، و في تحويل أمرآء الحروب و بعض من الإنتهازية إلى أعضآء صوريين في مجالس سيادية جديدة و وزرآء و ولاة و سفرآء و موظفين تنفيذيين و جامعي ضرآئب و مهرجين سياسيين يمارسون/يحترفون مهنة جمع المكوس و التهريج و الترفيه السياسي...
في هذا الأجوآء لمع نجم جبريل إبراهيم كوزير للمالية ، و حدث صعود صاروخي ”للقآئد“ مني أركو مناوي الذي رسخ نفسه كمهرج/كوميديان سياسي لا نظير له ، و قد أظهر الأول مقدرته العظيمة على إثارة الحنق و السخط بتشبسه بكرسي الوزارة على الرغم من حل الحكومة الإنتقالية و بسياساته الضريبية المجحفة و فساده العلني ، و كذلك غطرسته و خيلآءه و تعاليه و تصريحاته المستفزة ، بينما برع مني أركو مناوي و بصورة مسرحية في إضحاك الناس و إثارة غضبهم و حنقهم و دهشتهم في ذات الوقت ، و قد بانت موهبته العظيمة في مقدرته الإستثنآئية على خطف الأضوآء و إصدار التصريحات في كل شيء و في أي مقام و حال و بسبب و بدون سبب (خَشمُو فَاكِي) و (من فوق التربيزة و من تحتها)...
الخلافات الخفية بين حِمِيدتي و البرهان و الآخرين و الصراع حول السلطة تصبح أخبار عادية ، و حِمِيدِتِي يواصل لهفته العظيمة و زحفه المحموم نحو السلطة و مراوغاته ، و يبدي شكوكه حول شعار العسكر للثكنات:
موافقين نمشي ثكناتنا... لكن الحكاية تكون عدالة...
نحن ما ممكن نمشي لثكناتنا و زول سالي لينا سيفو و يسن في سكينو ليل و نهار...
و بعد حين حميدتي يعبر عن قلة صبره من العملية السياسية:
أَتَبقَى تبقى يا زول...
أتمطر حصو الليلة دي...
يا خي إحنا مصارينا ديل إتهردت... صبرنا... صبرنا... قلنا بتتصلح... نصبر لمتين...
في ظل العجز السياسي الواضح و عدم الكفآءة و (تنامي شأن العُولَاق السياسي) تنشط السفارات الأجنبية و الوكالات الدولية و أجهزة المخابرات الضالعة/الوالغة في الشئون السودانية و تتصاعد و تتسارع بوتيرة ملحوظة تدخلاتها في السياسة/الإقتصاد السوداني ، و تلجأ إلى الإدارة المباشرة و وضع يدها على جميع الملفات السودانية و تفرض رؤيتها ، و تفلح في تسويق (الإتفاق الإطاري) بما لا يسر البرهان و جماعة الكيزان و أذنابهم و أمرآء الحروب و جماعات الإنتهازية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و المخابرات المصرية...
و يقل صبر حِمِيدتِي كثيراً فيصرح بأن ما حدث في الخامس و العشرين (٢٥) من أكتوبر ٢٠٢١ ميلادية كان إنقلاب و خطأ ساهم في عودة نظام المخلوع عمر البشير ، و أن الإتفاق الإطاري هو مخرج البلاد من الأزمة الراهنة...
و تدور الأيام و يزداد التآمر و التناحر و الكيد السياسي بين الفرقآء ، و تشهد البلاد تسابق و نوبة من الإفطارات الرمضانية المتخصصة في: الردح و تحميس الطار و إستعراض المقدرات الخطابية و التهديدات بالدُّواس ، و يصحب ذلك تناقص حآد في صبر حِمِيدتِي الذي يشرع في كشف عن بعض من تحلفاته (حفتر و أسياس و آخرون) و نواياه الرئاسية و يقوم بمهاجمة و إحتلال مليشياته مطار مروي في الثالث من عشر من إبريل ٢٠٢٣ ميلادية ، و بعد يومين من ذلك الحدث يقوم حِمِيدِتِي بتنفيذ إنقلابه الفاشل و القفز إلى المجهول بهجوم مليشياته على مقر القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية و منزل القآئد العام و منازل أعضآء اللجنة الأمنية العليا لنظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و كبار القادة العسكريين بتوصيات غير حكيمة من جهات ما ، أو ربما بدافع من طموحاته و أطماعه العارمة...
بعد ساعات من القتال يصرح حِمِيدتِي بأن قتل البرهان المختبيء في البدروم أو القبض عليه و تقديمه للمحاكمة أمر مفروغ منه و مسألة زمن لا غير ، و لم تتبقى سوى سويعات من إعلان النهاية...
و تمر السويعات و الأيام و حِمِيدِتِي و لم يقع البرهان في قبضة حِمِيدتِي ، الذي يواصل متعته/هوايته في الأحاديث الغير منقطعة و (القاطعة من رأسو) و (الكلام الدُّرَاب) للقنوات التلڨزيونية الأعرابية و الأجنبية من مخبأه المتنقل ما بين الأشجار و خطوط القتال و وَدْ الَاحَد (اللحد) و البرزخ!!!...
حاشية:
و قد قيل أن (السمك لما يشبع بنط من الموية) فيفقد الأكسجين المذاب في المآء و يصعب عليه التنفس و من ثَمَّ يفطس ، و في سياق غير بعيد قيلت مقولة ، مسرحها السمآء عوضاً عن المآء ، جرت مع الزمن مجرى الأمثال و الحكم:
ما طار طآئر و ارتفع إلا كما طار وقع أو (دَقَّ الدَّلَجَة)...
و تشهد العاصمة المثلثة النهايات الجنجويدية ، و يصيب الفشل مغامرة حِمِيدِتِي و مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و المرتزقة و يعجزون عن الإستيلآء على المركز و السلطة ، و يعقب ذلك الإنفلات و القتل العشوآئي و النهب و السلب ، و يتواصل قدوم جحافل فزعة المرتزقة القادمة من غرب أفريقيا و جنوب الصحرآء و القتل العشوآئي و الإنتهاكات و الحرق و السلب و نهب دور و ممتلكات المواطنين في مدن: الخرطوم ، الخرطوم بحري ، أم درمان ، الفِاشِر ، نِيَالَا ، زَالِنجِي ، الجِنِينَة ، كُتُمْ و الأُبَيّّضْ و أم دَافُوق و الذي ربما يطال مدن و قرى سودانية أخرى في القريب العاجل...
في هذه الأثنآء أصوات أنصار حميدتي من المستشارين المتفرنجين و الناشطين و اللايفاتية و القادة الميدانيين و الأفراد تملأ الوسآئط الإجتماعية و أسافير الشبكة العنكبوتية و شاشات قنوات: الحدث و العربية و سكاي نيوز عربية و الجزيرة و قنوات أخرى بأحاديث الثورة و التحول المدني الديمقراطي و التغيير و القضآء على ”دولة ستة و خمسين“ (٥٦) و قيام دولة العدالة و المساواة و توريث الخرطوم للقادمين الجدد من غرب السودان و الغرب الأفريقي و ما دون الصحرآء و (المركز و الأفندية و الجَلَابَة و ناس الوسط و الشريط النيلي أَتَّطِير عيشتهم)...
مليشيات المرتزقة المتوحشة الخالية من واعز الضمير و الأخلاق و أثنآء إندحارها و تراجعها من الخرطوم تحرص حرصاً عظيماً على التدمير الممنهج و على إحداث أقصى درجات الخراب على طول خطوط تراجعها خصوصاً في إقليم دارفور ، حيث تواصل تقديم عروض مسلسل القتل و الدمار على الهوآء و في نسخة عرقية و نوعية محسنة و مستنسخة و أكثر وحشية من نظيراتها في مدن الخرطوم الثلاث و ضواحيها...
المجتمعات و المنظمات الإقليمية و الإفريقية و الدولية تواصل مساعيها في تحقيق الهدنات و الممرات الآمنة و توصيل المساعدات (الأسلحة و الإمدادات) ، و (تسد دي بطينة و دي بعجينة) فيما يخص معاناة الشعوب السودانية و الإنتهاكات و المجازر التي ترتكبها مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) و جماعات الفزعة من المرتزقة...
الخلاصة:
فشل مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) في تحقيق حلم قآئدها القابع فيما بين وَدْ الَاحَد و البرزخ في تحقيق دولة/مملكة عرب أفريقيا المتحدة الممتدة جنوب الصحرآء من البحر إلى المحيط...
حِمِيدتِي و البرهان و الكيزان و أذنابهم و المخابرات الأجنبية و عملآءهم دمروا بلاد السودان...
ختاماً:
و بعد توقف الحرب فلا بد من العودة سريعاً إلى مربع الثورة السودانية و شعارات: حرية ، سلام ، عدالة و مدنية خيار الشعب ، مع التفعيل الفوري للعدالة الثورية و محاكمة و معاقبة المجرمين و المرتزقة و القتلة و الفاسدين و المفسدين ، و ذلك حتى تبدأ عمليات التغيير و الفَرمَتَة و البنآء...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.

فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
//////////////////////

 

آراء