رسالة للفرق الكوميدية .. نريد رمضاناً بلا تهريج

 


 

 


منحنيات

 

ريحة الابرا والبصل المجفف والتوابل وغيرها من معينات الصوم وما يبسط صناعة الطعام في رمضان لستات البيوت، تسيطر على اجواء الاسر هذه الايام، لكن ليس البيوت وحدها هي من يستعد لرمضان، فالمساجد أيضاً تتجمل بصيانة انارتها وتكيفها وفرشها، وكل مناحي حياتنا تتجهز للشهر الفضيل، ليست مناحي العبادة فقط لكن أيضاً دور الترفيه ترفع درجة الاستعداد ومن ضمنها الفنادق التي تقيم إفطارات وليالي غنائية ترفيهية، ويكون عمودها الفقري الفرق الكوميدية ولابد أنها الآن تعد العدة لذلك.

الفرق الكوميدية التي ظلت تنهش في جدار المجتمع السوداني بدراية أو بدون دراية بدعوى الترفيه وإضحاك الناس، فلم تسلم منها القيم ولم تسلم منها العادات والتقاليد لمختلف السودان، ولم يسلم منها الرموز الوطنية ولم تسلم منها الصفات السودانية السمحة ولم تسلم منها أيضاً القبائل والمجموعات السكانية التي تكون السودان.

رسالتي للفرق الكوميدية ان رمضان هذه السنة يختلف عن السنين الماضية فإن دوران الزمن السريع وجريان الكثير من مياه تواصل وتمرير المعلومات وتبادل النكات فأصبحت النكتة الجديدة تأتيك في عشرات المجموعات ومن عديد أفراد في اللحظة والواحدة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وكما تعلمون سادتي فإنك تضحك للنكتة مرة واحدة في حياتك، فإذا اقمتم الليالي وكنتم وجبة ثابتة في كل الافطارات الرمضانية للفنادق والروابط والمجموعات فلن يضحك لكم أحد ولن تنفر لكم شفاه لان كل نكاتكم حتماً معادة ومكررة ومملة فتجارتكم هذه المرة كاسدة وفاسدة وانتهت مدة صلاحيتها، فرجاءاً نريد رمضان بلا تهريج.

اليكم سادتي الفرق الكوميدية رجاءاً فإننا هذه العام نريد رمضاناً بدون قبلية، نريد رمضاناً بدون جهوية، نريد رمضاناً بدون نهش في قيم وموروثات المجتمع السوداني، فضروب الابداع كثيرة يمكنكم الانصراف لأي منها إن كنتم تمتلكونه أساساً لتساعدوا في تشكيل هوية سودانية نعتز بها،هوية سودانية قوية، بدلاً من تهشيم الموجودة أصلاً.

mohammedelnenga@hotmail.com

 

آراء