رسالة مفتوحة من الدبلوماسيين والسفراء السودانيين المناهضين للحرب

 


 

 

نناشد نحن الدبلوماسيون والسفراء السودانيون المناهضون للحرب في السودان السادة أصحاب الفخامة والسيادة الملوك والأمراء والشيوخ والرؤساء العرب، المجتمعون في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية الشقيقة، ببذل كل مساعيهم لوقف هذه الحرب المدمرة التي تدور رحاها في بلادنا منذ الخامس عشر من أبريل المنصرم، والتي لم يكن من نتاج لها حتى اللحظة سوى حصد المزيد من أرواح الشعب السوداني الأعزل كل ساعة، وإراقة دماء مئات من المدنيين، وتدمير بنية البلاد التحتية ومقدراتها، وانهيار الأنظمة الصحية، وإيقاف كافة أوجه وأشكال الحياة فيها، والتسبب في فرار ونزوح داخلي، وهجرة قسرية لأعداد كبيرة من السودانيين، لا مثيل لها في تاريخ بلادهم.

إن من يدفع أبهظ أثمان هذه الحرب المدمرة والنزاع المسلح ويكتوي بنارهما بلا هوادة هم المدنيون بمن فيهم من الفئات الأكثر ضعفاً كالنساء، والأطفال، وكبار السن، والأشخاص ذوو الإعاقة، والمهمشون والمشردون. وفي هذا الإطار، فقد قدر مكتب الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأن نصف سكان السودان من النازحين داخلياً، سيكونون بحاحة الي المساعدات الانسانية العاجلة والملحة.

إننا نناشد ضمائركم الحية، وإيمانكم بمبادئ وقيم الإنسانية والشهامة العربية، أن تسعوا جميعاً لإسكات صوت البنادق، وإخماد المدافع، وإيقاف القصف والغارات الجوية، في بلادنا وبلدكم السودان.

أننا إذ نرسل هذه الرسالة المفتوحة إلى مقامات أصحاب الفخامة والسيادة الملوك والأمراء والشيوخ والرؤساء العرب، في هذه القمة المهمة، تحت وطأة أدراكنا للضرورة الملحة لأهمية ممارسة الضغط على طرفي الحرب التي تحتدم في بلادنا، فإنه يحدونا الأمل في فتح نوافذ لحل النزاع بالطرق الدبلوماسية.

ونؤكد نحن في هذه المجموعة، كما أكد غيرنا، وكما تؤكد طبيعة هذا النزاع، بأن هذه الحرب الضروس لن يكون فيها منتصر وسيكون الخاسر فيها هو السودان وشعبه، كما أنها ستؤدي لا محالة إلى تداعيات كبيرة، لا نشك في أنكم تقدرون حجمها وضرورة استخلاص العبر من انتكاساتها السّلبيّة وآثارها المدمرة، على دول الجوار السوداني بشكل خاص، وعلى دول الإقليم والعالم بأسره بشكل عام.

ونحن إذ نخاطب قمتكم الموقرة، نعلم أنها تنعقد في ظرف استثنائي بالغ التعقيد، نسبة لما تمر به المنطقة والاقليم من أزمات وصراعات وحروب وتحديات، مما يحتم على قمتكم الموقرة والدول العربية، البحث عن حلول وآليات لمواجهتها.

وفي شأن السودان، فإننا نتطلع أن يشمل مشروع القرار المطروح على القمة حوله الأخذ في الاعتبار التطورات الجارية بما في ذلك التوقيع على إعلان جدة الإنساني، والذي يفسح المجال لأعمال إنسانية على الأرض تشمل فيما تشمل حفظ كرامة الإنسان حياً وميتاً ومن ذلك السماح بدفن الموتى من الضحايا بطريقة تليق بآدميتهم. إضافة إلى أهمية ممارسة الضغط علي طرفي الحرب لإيقاف القتال واستئناف العملية السلمية التي كانت قد قطعت أشواطاً مقدرة، وهما المحوران اللذان يحظيان بأهمية خاصة واستثنائية للسودان.

إننا ندعوكم أصحاب الفخامة والسيادة الملوك والأمراء والشيوخ والرؤساء العرب، أن تكون الأولوية لقمتكم الموقرة، إطفاء نيران هذه الحرب، واستلهام الحلول التي تتبلور من خلال الحوار، والدعوة لتحكيم صوت العقل والحكمة.

لقد حان الوقت لوقف جنون الحرب، وجلب شعاع أمل للشعب السوداني المكلوم، والوقوف معه بالتركيز على المعركة الحقيقية المتمثلة في السلام والعدالة والتنمية والتحول المدني الديمقراطي.

*السفراء والدبلوماسيون السودانيون المناهضون للحرب*

 

آراء