رساله من القلب للأعلامى والمثقف المصرى وعبره للعربى!!

 


 

تاج السر حسين
28 September, 2010

 


 royalprince33@yahoo.com
مصر بلد هام أفريقيا وعربيا ومؤثر فى جميع المجالات سياسيه وثقافيه وأجتماعيه وفنيه ورياضيه، ولمصر مكانتها ووضعها فى النظام الدولى والسياسه الدوليه ولا يستطيع ان يتجاوزها أو ينكر دورها غير انسان مكابر لا يعرف مبادئ السياسه الدوليه.
وموقف النظام السياسى المصرى وعلاقته بنظام السودان ومسافته منه قربا أو بعدا، امر يخصه وحده ولا نستطيع أن نحدد للنظام المصرى خياراته ومصالحه وكيف يتعامل مع نظام حاكم فى السودان مهما كان رأينا فيه، ونحن نعلم بأن امريكا وهى أقوى دوله فى العالم تربطها علاقات ومصالح مع دول قد لا تتفق معها فى السياسة والرؤى وفى كثير من الجوانب بل  ربما تصل معها درجة العداوه مثل ايران وفنزويلا والبرازيل.
 واذا جاز لنا أمر واحد ننبه اليه فهو أننا نرى بأن مصلحة مصر استراتيجيا  وفى المدى البعيد تكمن فى نظام سودانى ديمقراطى مستقر وعادل غير مهتر أو ضعيف لا يقوى على مواجهة المجتمع الدولى نتيجة لأخطائه وسلبياته العديده ووصل به الحال من الضعف أن اصبح رئيسه محبوسا بين جدران قصره لا  يقوى على المشاركه فى المحافل الدوليه ويرفض مناديب الدول الكبرى ملاقاته داخل بلده!
لكن .. كمثقفين وطنيين سودانيين تهمنا قضايا بلدنا ونسعى للخلاص من مشاكله وأزماته هو شقيقنا المثقف المصرى والأعلامى المصرى فى الصحف والقنوات الأعلاميه أو المستقله والخاصه  أو فى أى مجال ثقافى آخر وعبره نرسل رسالتنا للأعلامى العربى وللمثقف العربى.
ونقول لبعض من هؤلاء واؤلئك .. للأسف ظللنا نتابع مواقفكم الداعمه لنظام الأنقاذ فى السودان – ربما - بحسن نيه أو لعدم معرفه جيده بما يدور فى السودان من تفاصيل، وايمانا منا بدوركم الهام والمؤثر فى الساحه العربيه من حقنا ان نقول لكم من موقع الأخوه بأن موقفكم ومعكم جزء من الأعلام العربى لعبتم دورا سالبا فى قضايا السودان والآن امامكم ما يجرى وماهو قادم وهو انفصال (الجنوب) العزيز عن الشمال أو عن باقى الدوله السودانيه.
ونحن نعلم بأن مصر تتوفر فيها مساحه مقدره ومعقوله من الحريه تستغل فى كشف الفساد ومعالجة السليبات فى المجتمع المصرى دون ان تتجاوز ذلك للأهتمام بقضايا دوله شقيقه مجاوره هى (السودان) الا من حيث العموميات .. ومصر فى السابق كانت تهتم بقضايا المنطقه كلها افريقيه أو عربيه.
ونحن نشعر بأن حزب الأخوان المسلمين فى السودان قد (ضلل) البعض منكم وأوهمهم بأن شعب السودان مؤيد لنظامه على غير الحقيقه، فشعب السودان محكوم بقوة السلاح وبالأرهاب وبالتعذيب والأغتيالات وبالسيطرة الكامله على وسائل الأعلام والقنوات الفضائيه، فكيف تعرفون الحقيقه؟
 ورسالتنا هذه الغرض منها ان تتخلوا عن التائيد العاطفى لنظام الأنقاذ دون معرفه به و ما فعله فى السودان حتى لا تزيد الأنقسامات  وحتى لا يزيد التشظى، الا يكفى دليلا على سوء نظام بأنه تسبب فى انفصال جزء عزيز من وطنه؟
 ورسالتنا المفتوحه هذه لديها هدف آخر هو الا نرى تجربة السودان تتكرر فى مصر وربما بصورة اكثر عنفا وسوء اذا وصل (اخوانهم) للسلطه!
ولا اظنه غائب عنكم بأن السودان ومنذ يونيو 1989 تحكمه جماعة (الأخوان المسلمين) فى السودان التى غيرت اسمها اكثر من مره، فهى (جبهة الميثاق الأسلامى) بعد ثورة أكتوبر 1964، وهى (الحركه الأسلاميه) خلال فترة حكم النميرى وهى (الجبهة القوميه الأسلاميه) بعد انتفاضة ابريل 1985 التى اطاحت بالنميرى وهى (المؤتمر الوطنى) فى الوقت الحالى وكل هذه الاسماء فى نهاية الأمر تعود الى جماعة (الأخوان المسلمين) التى كان يقودها د. حسن عبد الله الترابى ولم يتخل عن قيادتها الا بعد خلافه الشهير مع تلميذه المشير/ عمر البشير، الذى انحازت له المجموعه الأقوى والأكثر تطرفا والقابضه على مقاليد السلطه – الآن - والمتمثله فى على عثمان محمد طه ونافع على نافع وعلى كرتى وغازى صلاح الدين وآخرين ، وعلى عثمان ونافع على نافع هما مهندسا محاولة اغتيال رئيسكم الفاشله فى أديس ابابا فى يونيو 1995 والتى اضرت بالعلاقات التاريخيه بين الشعبين وتركت اثارا سالبه وكان من الممكن ان تدخل الدولتين الجارتين الشقيقتين فى حرب حتى اليوم لولا لطف الله وحكمة العقلاء.
يضاف الى تلك الأسماء التى ذكرتها عدد آخر من المتشددين والمتطرفين الذين احكموا سيطرتهم على مقاليد الأمور فى جميع المجالات حتى التى تحتاج الى تهذيب ودبلوماسيه مثل وزارتى الخارجيه والأعلام بل هيمنوا على مجالات الشباب والرياضه والفنون التى كانوا يعتبرونها (حرام) ورجس من عمل الشيطان وحولوا الدوله السودانيه من دولة (مؤسسات) محترمه ساهمت فى اعمار العديد من الدول العربيه، الى دولة حزب واحد ورجل واحد.
وما هو متوقع بعد انفصال الجنوب ان تزيد هذه الحركه (الأسلامويه) من قبضتها وتضييقها على أهل شمال السودان من منطلق فهم كاذب يقول ان اهل شمال السودان جمييعهم يوافقون على الدوله الدينيه أو دولة الشريعه التى تستغل لأرهاب المواطنين واذلالهم وارغامهم على المضى مع مشروعهم الحضارى الذى ثبت فشله، والشعب السودانى فى حقيقة امره (صوفى) ووسطى ومعتدل يتوق الى أن يحكم من خلال الدوله المدنيه التى اساسها المواطنه لا الدين ، فالدين لله والوطن للجميع.
ومنذ القدم ظلت العلاقات بيننا وبين اصحاب الديانات الأخرى فى السودان على افضل حال ولم يحدث قط أن فرق الدين بيننا أو ميز سودانى على شقيقه الآخر من خلاله توجهه الدينى أو كان الدين سببا فى ان يطالب سياسى سودانى بحق تقرير المصير لأنه يشعر بالتهميش والأضطهاد أو بأنه مواطن من الدرجة الثانيه أو الثالثه.
واظنه غير خاف عليكم أخوتى المثقفين والأعلاميين فى مصر، بأن السودانيين من جميع جهات السودان هربوا من جحيم هذا النظام القهرى الديكتاتورى القمعى الظالم المستاثر على الثروه والسلطه حتى وصل تعداد السودانيين فى الخارج حوالى 8 مليون، فى مصر وحدها حوالى مليون وربما أكثر وفى ليبيا حوالى مليون ونصف وسوف يزيد هذا العدد ويتضاعف فى حالة انفراد هذا الحزب الديكتاتورى بالسلطه فى الشمال بعد أن كان الجنوب من خلال الحركه الشعبيه بالذات يمثل قوه ضاغطه ومسانده لأخوانهم فى الشمال الذين لا يحملون السلاح، وسوف تتاثر مصر كثيرا بهذا الوضع.
ليس ذلك فحسب بل ان نخشى ان تصيب مصر العدوى ويرتفع صوت الأسلاميين الذين يسعون للسلطه بكل السبل مستخدمين المثل الشعبى عندنا الذى يقول (تمسكن حتى تتمكن)!!
وحتى تعرفوا الفرق بين (الدوله المدنيه) مهما كانت سلبياتها واخطاءها وبين (الدوله الدينيه) التى تجثم على صدور اشقائكم فى السودان الآن، عليكم ان تراجعوا ما حدث فى السودان من كوارث بعد 30 يونيو 1989 ودعونى اعدد لكم نماذج من ممارساتهم قبل ان يستلموا السلطه وبعد أن اغتصبوها.
معلوم أنهم بداوا فى تجويع الشعب السودانى منذ عهد النميرى وقد كشفت كوادرهم التى تخلت عنهم بعد (عودة الوعى) بأنهم كانوا يشترون السلع التموينيه الأستراتيجيه الهامه ويلقون بها فى النهر حتى تحدث ضائقه تموينيه ويضيق الشعب وينقلب على حكامه.
ومعلوم انهم اضعفوا نظام (النميرى) ثم تسللوا الى جلده ودفعوه آخر المطاف لأعلان قوانين سبتمبر المعيبه والتى سموها قوانين (الشريعه) ولا زالوا يذكرون النميرى بالخير لأنه اعلن تلك القوانين، التى لم تأت للسودانيين بغير السوط والسيف والمهانة والأذلال.
وأعدمت المفكرين المختلفين مع النظام بدعوات ملفقه واتهامات بالرده، كشف فيما بعد انهم تآمروا من خلال كوادرهم المغروسه فى القصر ودبروا تلك الأغتيالات والأعدامات ولم يخافوا من ربهم أو يخشوا يوما لا ينفع فيه والد ولا ولد.
وبعد الأطاحه بنظام النميرى فى انتفاضة شعبيه عظيمه دخلوا مع باقى الأحزاب السودانيه فى انتخابات ديمقراطيه وحصلوا على المركز الثالث بعد حزبى الأمه والأتحادى الديمقراطى وحصدوا حوالى 50 مقعدا فى البرلمان، هذه قوتهم الحقيقيه والتى تناقصت كثيرا بعدما اغتصبوا السلطه عن طريق الدبابه والأنقلاب العسكرى!
لكنهم وعلى الرغم من دخولهم للبرلمان عبر بوابة (الديمقراطيه) رفضوا التوقيع على ميثاق (حماية الديمقراطيه) مع باقى لأحزاب السودانيه، مما يؤكد سوء نيتهم وفعلا انقلبوا على النظام الديمقراطى القائم ليلة 30 يونيو 1989، من اجل ايقاف اتفاقية (الميرغنى/ قرنق) التى كان من المفترض أن تحقق السلام فى السودان دون حاجه لتقرير المصير.
ومنذ اول ايام اغتصابهم للسلطه اعلنوا (الجهاد) والعنف والقتل على الجنوب وجندوا الأعلام لمعاركهم الجهاديه تلك، وقاموا باعدام شابين فى مقتبل العمر أحدهما ابن اخ وزير خارجية سودانيه سابق هو الشاب الشهيد مجدى محجوب محمد أحمد والثانى كابتن طيار (قبطى) هو الشهيد/ جرجس بطرس، والتهمه كانت حيازتهم (لعمله صعبه) تفترش وتباع على الأرض فى دول مثل الصومال وجيبوتى.
وبعد ذلك بعدة شهور قاموا باعدام 28 ضابطا من خيرة ضباط القوات المسلحه السودانيه دون أن توفر لهم محاكم عادله، مدنيه أو عسكريه بل تمت تصفيتهم خلال ساعات معدوده وفى نهاية شهر رمضان وقبيل العيد، وأنتم تعلمون حرمة هذا الشهر بل تعلمون أن (عشماوى) عندكم يمنح اجازه ولا ينفذ احكام الأعدام حتى فى عتاة المجرمين لا السياسيين والعسكريين الذين خططوا لأنقلاب ابيض لم ترق فيه دماء من اجل اعادة (الديمقراطيه)، ومن عجب ان حكام السودان تباكوا وأستهجنوا اعدام الرئيس العراقى (صدام حسين) فى مثل ذلك التوقيت!
واستمر العنف والتنكيل بالشعب السودانى وتعذيب الوطنيين الشرفاء الأحرار داخل (بيوت الأشباح) التى ازهقت فيها ارواح العديد من السودانيين بل تم فيها اغتصاب رجال لا نساء!
هذا هو ما فعله النظام الأسلامى كما يدعون فى السودان، والأسلام برئ من افعالهم وتصرفاتهم، بل اى دين يتبرأ من تصرفاتهم وافعالهم.
وقاموا بما هو اسوا من ذلك  بكثير .. تخيلوا ايها الساده الأفاضل المحترمين ان يعود احدكم من عمله، فيجد فلذة كبده (بنته) التى تدرس فى أحدى الجامعات تبكى من القهر والغبن لأنها جلدت (بالكرباج) 40 جلده والسبب ما ترتديه من زى عادى (بنطلون) مثلا، ترتدى مثله ملايين الفتيات فى جميع انحاء العالم ، لقد أسس النظام القهرى الأستبدادى فى السودان شرطه خاصه سماها (شرطة النظام العام) من حقها أن تعتقل النساء بسبب ما يرتديهن من لبس وأن يتم استعراضهن امام ضابط شرطه أو وكيل نيابه بصوره مهينه، وتم جلد العديد من النساء بالسوط وفى العام الماضى فقط جلدت 43 الف امراة سودانيه فى ولاية الخرطوم وحدها .. هل تصدقوا هذا أمر يحدث فى القرن الحادى والعشرين وفى بلد عامر بالشعراء والمثقفين والأدباء؟
اقول لكم ناصحا مرة أخرى والف مرة اذا اردتم ان تعرفوا حقيقة هذه الجماعه وأن تحموا بلدكم العزيز علينا، راجعوا ما حدث فى السودان خلال العشرين سنه الماضيه من قتل فى دارفور وجنوب السودان وصل الى حوالى 3 مليون انسان، وما حدث من عنف واضطهاد واذلال للنساء قبل الرجال ولا تأخذكم العاطفه و(عقدة) التآمر الدولى وتجربة العراق لتساندوا نظاما ظالما وباطشا شتت شمل مواطنيه ومزق حدود البلد ولا زال يفعل، بل اهدر اعظم قيم عرف بها شعب السودان وهى المثل والمبادئ والأخلاق والتراحم والتكافل الأجتماعى.
 
 

 

آراء