ستظل ثورة اكتوبر المجيد قلادة فى جيد القوى الديمقراطية السودانية !!

 


 

 

ومما لاشك فيه ان ثورة ٢١ اكتوبر ١٩٦٤ تمثل صفحة مجد لابناء وبنات الشعب السودانى الشرفاء الذين قدم قيم التضحية والفداء،حينما عقد جيل العطاء العزم والمضى قدماً لاقتلاع واجتثاث الطاغية ابراهيم عبود ونظامه القمعى من جزوره الآسن .وعلى اثر ملحمة اكتوبر البطولية سقط الشهيد احمد القرشى ،فى ندوة سياسية محضورة التى كان الحديث في مجمله ينصب فى رفض واستهجان القوى السياسية السودانية ، سياسة الارض المحروقة التى كانت تنتهجها حكومة الفريق ابراهيم عبود فى جنوب السودان .وصفوة القول. لعب شعراء الشعب دوراً مهماً محورياً فى رسم طريق رحب لتلك الثورة السودانية الظافرة التى أطاحت بحكم الدكتاتور ابراهيم عبود .وهى على نحوها ، صدح الإمبراطور الراحل المقيم فنان افريقيا الاول محمد وردى أنشودة الشاعرالدبلوماسى محمد المكى ابراهيم الذى يعد احد رموز الاطروحة الفلسفية ،مدرسة الغابة والصحراء التى دعت الى بلورة قيم الوحدة الوطنية القائمة على اسس العدالة الاجتماعية بين الشعب السودانى بمختلف تنوعه الثقافى الذى شكل حينئذ لوحة جمالية ذاهيةً بهية.ومهما يكن من امر فانه يبدو جلياً توهج تلك المشاعر الوطنية فى اكتوبر الأخضر فتحدر الثوار السودانيون فى نحو القصر فاهتز وارتج عرش الطاغية عبود فسقط نظامه المهترئ . وتوحدت القوى العمالية والنقابية والسياسية وكتبت فصلاً جديداً للحرية والديمقراطية والخير والانسانية والجمال.وحرى بِنَا القول فى هذا المضمار ان الجسارة والشجاعة المعهودة للشعب السودانى هى التى كسرت حائط السجن وانسدلت القيود والأغلال وأطل الصبح مفعم بتطلعات وأشواق نحو السلام والاستقرار والنماء.وفى هذا الصدد سيظل اكتوبر اخضراً فى ضمير الشعب السودانى .
اسمك الظافر ينمو في ضمير الشعب ايمانا وبشرا
وعلى الغابة والصحراء يلتف وشاحا
وبأيدينا توهجت ضياء وسلاحا
فتسلحنا بأكتوبر لن نرجع شبرا
سندق الصخر ..
حتى يخرج الصخر لنا زرعا وخضرا
ونرود المجد..
حتى يحفظ الدهر لنا إسما وذكرا
بإسمك الأخضر يا أكتوبر الأرض تغني
الحقول اشتعلت قمحا ووعدا وتمني
والكنوز انفتحت في باطن الأرض تنادي
بإسمك الشعب انتصر ..
حائط السجن انكسر..
والقيود انسدلت جدلة عرس في الأيادي
~ ~ ~ ~ ~ ~
كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل
كان خلف الصبر والأحزان يحيا..
صامدا منتظرا حتى إذا الصبح أطل
أشعل التاريخ نارا واشتعل
~ْ ~ ~ ~ ~ ~
كان أكتوبر في غضبتنا الأولى
مع المك النمر
كان أسياف العشر
ومع الماظ البطل
وبجنب القرشي
حين دعاه القرشي حتى انتصر.
ومثلما سبق الذكر آنفاً فالاحتفاء بالذكرى ،الثانية والخمسين لثورة اكتوبر المجيد انما هو تقدير وعرفان لجهود جيل العطاء الذى خاض نضالاً وكفاحاً ثورياً ،ارساءاً لقيم جديدة من التسامح والوئام . ولصفحات ناصعة من تاريخ المقاومة الوطنية السودانية التى كانت أكثر ضراوةً ومصادمة اذ لم تلن لها قناةً.وبطبيعة الحال ليس جديداً لابناء وبنات الشعب السودانى الانتفاض واشعال ثورة فى وجه الطغاة والجبابرة فى هذا الوقت . فتاريخ يعيد نفسه فقد حدثت ثورات وطنية كثيرة فى هذه الارض الطيبة بداءاً ،بثورة الامام محمد احمد المهدى ١٨٨١ .فثورة ١٩٢٤ بقيادة الضابط الشاب الثائر البطل على عبد اللطيف. وثورة السادس عشر من مايو ١٩٨٣ بقيادة المفكر الثائر الشهيد الدكتور جون قرنق دى مبيور.ولعل ذكرى اكتوبر تمثل مصدر الهام لدعاة الحرية والتغيير الحقيقى فى دولتى السودان وجنوب السودان.فنحن من يعطى لهذه الشعوب المحبة للسلام والحريّة معنى ان يعيش وينتصر كما رسم الشاعر ود المكى بريشته :
من غيرنا يعطي لهذا الشعب
معنى أن يعيش وينتصر
من غيرنا ليغير التاريخ
والقيم الجديدة والسير
من غيرنا لصياغة الدنيا
وتركيب الحياة القادمة
جيل العطاء المستجيش
ضراوة ومقاومة
المستميت على المبادىء مؤمنا
المشرئب إلى النجوم لينتقي
صدر السماء لشعبنا
جيلي أنا..
جيل العطاء لك البطولات الكبيرة
والجراح الصادحة
ولك الحضور هنا
بقلب العصر فوق طلوله المتناوحة
ولك التفرد فوق صهوات الخيول روامحا
جيلي أنا ..
جيل العطاء لعزمنا
حتما يذل المستحيل وننتصر
وسنبدع الدنيا الجديدة وفق ما نهوى
ونحمل عبء أن نبني الحياة
ونبتكر...

macharkoal@gmail.com

 

آراء