سفارة جمهورية السودان بلندن ترد على مقال السفير جمال محمد إبراهيم بسودانايل

 


 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

سفـــارة جمهورية السودان لنـــدن

  EMBASSY OF THE REPUBLIC OF THE SUDAN 3,CLEVELAND ROW,ST.JAMES'S LONDON SW1A 1DD TEL: 020-78398080 FAX:020-78397560

  السيد/ طارق الجزولي رئيس تحرير صحيفة سودانايل الالكترونية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  

طالعنا بمزيد من الإندهاش المقال الذى أختطه السيد السفير(م) جمال محمد ابراهيم، في عموده "أقرب الي القلب" بصحيفتكم العامرة بتاريخ 07 أغسطس 2015م، تحت العنوان: الموت تحت عجلات شاحنة أجنبية. وعملاً بحرية الرأى والرأى الأخر نرجو أن يجد هذا الرد حظه من النشر في ذات مكان المقال المنشور.

1. نتفق مع السيد السفير فيما كتبه عن اتفاقية فيينا للعام 1963م, لتنظيم العلاقات القنصلية التي أوضحت الحقوق والواجبات للدول في رعاية مصالح مواطنيهم في دول المهجر. وأن بعثات السودان الدبلوماسية والقنصلية علي حد سواء تعمل وفق هذه الاتفاقية علي رعاية الوجود السوداني في الخارج. ونزيد على ذلك أن وزارة الخارجية أصدرت مرشد عمل البعثات في الخارج في العام 1996م، الذى تناول البابألأول فيه المهام الأساسية للبعثة الدبلوماسية التي من صميمها رعاية الوجود السوداني في الخارج والذي أفرد له الفصل الخامس من هذا الباب. وقد قدم هذا الفصل تعريفاً شاملاً لمعني الوجود السوداني وكيفية الرعاية المطلوبة التي فصلت في ثمانية أجزاء. وزاد المرشد علي ذلك بأن أفرد الباب الخامس بكامله للشئون القنصلية التي ترعى كيفية معاملة ورعاية المواطنين السودانيين بالخارج من كان علي قيد الحياة أومن توفاه الله. 2. تناول السيد السفير في الجزء الثاني من مقاله حادثة وفاة أحد المهاجرين – يزعم أنه سوداني الجنسية - تحت عجلات شاحنة, وقد أفاد أنه استقي تلك المعلومة من الإعلام البريطاني مما دفعه للانجراف وإلقاء اللوم علي السفارة في لندن ورئاسة الوزارة دون أن يكلف نفسه عناء البحث والتقصي عن الحقيقة من زملائه في السفارة أو رئاسة الوزارة. كما ذكر أنه لم يسمع في الإعلام عن الاجراءات التي تمت لمعالجة هذه الحادثة. ولفائدة القارى الكريم نرجو أن نبين الحقائق التالية:- تناول الإعلام البريطاني نقلاً عن الشرطة الفرنسية خبر وفاة أحد المهاجرين دهساً تحت عجلات شاحنة وزعم الخبر أن المتوفي سوداني الجنسية. يفيد الخبر بوضوح أن مصدر الخبر هو الشرطة الفرنسية لأن الحادثة وقعت في الجانب الفرنسي من القنال الانجليزى وبالتالي فإن السلطات البريطانية ليس لها اختصاص بمتابعة هذه الحادثة ونفس الشئ ينطبق علي السفارة السودانية في لندن، ولكن حرصاً من السفارة في لندن ولأهمية هذا الخبر، فقد بادرت السفارة بالاتصال بالسلطات البريطانية ممثلة في وزارة الخارجية التي أكدت أن الحادث وقع في الجانب الفرنسي من القنال وأن السلطات البريطانية ليست معنية بهذا الحادث. لم يساورنا شك أبداً في أن سفارتنا في باريس التي ليست أقل همة ولا اهتماماً بشئون (محمد أحمد) كما كتب السيد السفير، ستقوم بكل الاجراءات المعروفة والمتبعة في هذه الحالات, ولكن هذا المقال جعلنا نتصل بسفارتنا في باريس من أجل التأكد لعلنا نجد مبرراًلكتابة هذا المقال. أكدت السفارة في باريس أنها تحركت فور تلقيها للخبر وباشرت اجراءاتها مع السلطات الفرنسية للتقصي حول هوية المتوفي الذى لم يكن معه جواز سفر أو أى مستند يفيد بسودانيته عدا جهاز موبايل به ثلاثة أرقام هواتف سودانية. أثنان منهما لا يعملان أما الثالث فقد أفاد صاحبه بعدم معرفته بالمتوفي ولا صلة له به. أبرقت السفارة رئاسة الوزارة للتقصي حول أهل المتوفي، والتى بدورها اتخذت التدابير اللازمة مع الجهات المختصة الأخرى من أجل الوصول إلي ذوى أو معارف المرحوم. 3. مازالت المساعي جارية من أجل التعرف على هوية المتوفي ولم يثبت حتي الآن أن المرحوم سوداني الجنسية. وهنا يتضح للقارئ الكريم أن السفارة في لندن ليس من اختصاصها متابعة هذه الحادثة ورغما عن ذلك قامت بالخطوات المطلوبة في تلك الحالات. كما أن سفارتنا في باريس طبقت بنود اتفاقية فيينا للعلاقات القنصلية بكل مهنية واحترافية واتبعت التدابير اللازمة مع السلطات الفرنسية ورئاسة الوزارة من أجل التحري والتقصي حول هوية المرحوم. علماً بأن وجود أرقام الهواتف السودانية في جوال المتوفى لا تقف دليلاً على سودانيته لأن السودان دولة ممر للمهاجرين من مختلف دول الجوار ولدى الكثيرون منهم أقارب أو معارف يقيمون في السودان، ورغماً عن ذلك قامت سفارتنا في باريس بالإجراءات اللازمة وبادرت مشكورة بالتقصي والمتابعة. ونفيد بأن كثيرا من المهاجرين يزعمون أنهم سودانيون ثم تثبت التحريات غير ذلك وهذا معلوم لكل من عمل بالدول الغربية والسفير أعلم بذلك بحكم عمله في لندن. 4. يتضح للقارئ الكريم بعد بيان هذه الحقائق أن السيد السفير تعجل في كتابة مقاله وكال التهم جزافاً للسفارة ورئاسة الوزارة بل تعدى ذلك إلى الحكومة السودانية التي قضى سني شبابه بين أروقتها واستمتع بالوظيفة حتى وصل سن المعاش الاجباري. وبما أن السيد السفير دبلوماسي وزميل للعاملين فى سفارتينا في لندن وباريس ورئاسة الوزارة، كان أحرى به أن يبادر بالاتصال بزملائه للحصول علىالمعلومة الصحيحة، ونلفت انتباه القارئ الكريم إلى أن السيد السفير عمل من قبل في سفارتنا في لندن، كما عمل سفيراً في بيروت. وكان أفيد للقارئ أن يحتوى المقال علي الاجراءات والتوجيهات التي اختطها السيد السفير من قبل في السفارات التي عمل بها لخدمة (محمد أحمد)الذى أصبح يتباكى عليه بعد أن ذهب إلي المعاش، وماذا كانت تجربته في خدمة المواطنين السودانيين الذين كانت تكتظ بهم السجون اللبنانية. 5. إن من أوجب واجبات الإعلامي المنصف والمحايد، ومن صفات الدبلوماسي المحنك الاستقصاء والبحث عن المعلومة الصحيحة من مصدرها وليس نقلاً عن ناقل. وبما ان السيد السفير جمع بين المهنتين فكان عليه أن يسارع للاتصال بالسفارتين المعنيتين أو مراجعة إدارة القنصليات برئاسة الوزارة التي يتجول بين مكاتبها كل يوم بحرية تامة، بدلاً من التشهير دون وجه حق بزملائه الذين لم ولن يقصروا في واجباتهم تجاه وطنهم ومواطنيهم. 6. أخيراً نؤكد للقارئ الكريم أن السفارة في لندن تعمل بجد وإجتهاد من أجل خدمة المواطن السوداني في المملكة المتحدة وذلك ديدن كل السفارات والبعثات السودانية في الخارج، وأن أبواب السفارة مفتوحة لسماع النصح وإبداء الرأى ان كان هناك تقصير من أجل تجويد الأداء وخدمة المواطن السوداني ويشهد بذلك كثير من أعضاء الجالية. كما نؤكد أن السفارة علي أتم الاستعداد للاستماع إلي ملاحظات السيد السفير إذا ثبت لدينا أن هناك تقصير من جانب السفارة. ونامل إن كانت السفارة في لندن علي حق أن يبادر السيد السفير بالاعتذار علناً عن الظلم الذى وقع عليها، وإن لم يأت الاعتذار فسوف ننتظر بيان القصد من هذا المقال. والله من وراء القصد.   الوزير المفوض/ جعفر سومي توتو القنصل بالسفارة السودانية – لندن gaafarsomi@sudan-embassy.co.uk 10 أغسطس 2015م  

 

آراء