سلوكيات تحتاج إعادة نظر!!!

 


 

 

زميلنا العزيز عبد العليم عبد الله، أستاذ اللغات القادم من كسلا الوريفة، رجل عرف بسرعة البديهة ودقة الملاحظة وخفة الروح، والسخرية اللاذعة في بعض الأحيان. وقد كنا ذات مرة نتسوق في أحد الأسواق بمدينة الرياض، فأذن لصلاة المغرب، وأغلقت المحلات وتوجه الجميع إلى المساجد، إلا أن بعض الإخوة السودانيين جلسوا على الرصيف وأخرج أحدهم علبة سجاير بينسون وأشعل كل واحد منهم لفافة من التبغ، دون اكتراث منهم لمواعيد الصلاة، فنظر إليهم عبد العليم وقال: "ما شاء الله عليكم يا شباب، محافظين على عاداتكم، الناس ماشين الصلاة، وأنتم مع البينسون"!
تذكرت هذا الموقف خلال الأسبوع المنصرم وأنا أشاهد جموع الأمهات السودانيات وهن يحتشدن أمام المدرسة بينما يؤدي الطلاب والطالبات الامتحانات بالداخل. عموماً، لا بأس أن تشجع الأمهات بناتهن، ولكن اللافت للنظر طريقة التجمهر غير المألوف والتصرف ببساطة وعفوية لا تتفق مع عادات وتقاليد هذا البلد المضيف الذي لا يسمح بمثل هذه السلوكيات. ومع أن السفارة السودانية بالرياض، قد طلبت عدم حضور الأمهات إلا أن ما شاهدته لم يكن مرضياً ولا مقبولاً، فهنالك حدود اجتماعية يجب عدم تجاوزها مهما دعت الحال؛ لأن المنظر لم يكن لائقاً، حيث كانت الأمهات يجلسن على الرصيف ويفترشن الكرتون وبعض السجادات الصغيرة بل ويتناول بعضهن الإفطار والشاي والقهوة في ذلك المكان أمام المارة. أما الطلاب فقد تفننوا في قصات الشعر، حتى بدت رؤوسهم كأنها طلع الشياطين، والأزياء فحدث ولا حرج. ولذلك نود لفت انتباه الجميع إلى مثل هذه السلوكيات، حفاظاُ على سمعة بلادنا وتجنباً لأي تعليقات تقدح في سلوك الإنسان السوداني.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فإنني لا يعجبني جلوس الشباب السودانيين أمام المحلات والمطاعم في شارع غبيراء العام، وكأنهم في موقف دار الريح أو سوق أم دفسو أو في انتظار بنطون ود راوا أو في سوق هايكوتا، بعضهم يبيع السعوط وآخرون يتسكعون وربما يعاكس بعضهم حتى السودانيات، والأسوأ من ذلك كله طريقة اللبس والأزياء. يجب أن يتذكر الجميع أننا غرباء في هذه الديار المحافظة وأي سلوك فردي سوف يحسب على الجميع، ومن هنا ننوه لضرورة التقيد بتقاليد البلد المضيف في جميع الأحوال.
ويا أخواتي وبناتي السودانيات من تريد أن ترضع طفلها في المطار، فعليها توخي الستر واختيار الوضع المناسب، فنحن نغار عليكن من كل متطفل لا يرع لله حرمة، فيسترق النظر. والدين النصيحة.

tijani@hejailanlaw.com

 

آراء